الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"حليم" شهادة وفاة فنية لأحمد زكي والعندليب

"حليم" شهادة وفاة فنية لأحمد زكي والعندليب
6 أغسطس 2006 01:47
الضجة الاعلامية التي صاحبت فيلم ''حليم'' منذ بدء تصويره وحتى عرضه كانت سببا في تباين الآراء حوله وجاء معظمها ضده· ويبدو ان عماد الدين أديب منتج الفيلم أدرك هذا التباين، فساق العديد من الدفوع بين طيات كلامه ليلة افتتاح الفيلم، راجيا النقاد والصحفيين ان يتعاملوا مع ''حليم'' على انه آخر افلام احمد زكي، واذا كان لابد من هجوم على الفيلم فعليهم ان يهاجموا الاحياء لأنهم الأقدر على الرد· لكن لا كلام أديب ولا رحيل احمد زكي شفع لضعف مستوى الاداء في ''حليم'' بل ان أداء احمد زكي كان نقطة الضعف التي انطلق منها اكثر من ناقد لمهاجمة الفيلم· القاهرة ـ جميل حسن: أسطورة تجسد أسطورة· هذا هو الشعار الذي رفعته الشركة المنتجة للفيلم· والاسطورة الاولى هي احمد زكي الفتى الأسمر المليء بالحماس وعنفوان الشباب والاداء التمثيلي· اما الاسطورة الثانية فهي عبدالحليم حافظ الفنان الذي اعتلى ومازال قمة الغناء العربي وتربع في قلوب العرب باحساسه وعذوبة صوته· وزكي وحليم كفيلان بجمع الجمهور العربي امام الشاشة لأن لكل منهما جمهوره العريض· لكن المشاهد للفيلم لا يرى زكي ولا حليم بل ينشغل بذلك الفنان المريض الذي يعاني ضيق التنفس وبطء الحركة ويحاول جاهدا ان يخفي آلامه وهي صورة لم يعتد جمهور احمد زكي على ان يراه بها· بين مريضين واذا كانت الشركة المنتجة والمخرج شريف عرفة، قد عولا على ان حليم كان يعاني المرض في سنواته الاخيرة فان أداء احمد زكي جاء واهنا لان المرض كان قد تمكن منه· والممثل المريض لا يمكن ان يجسد شخصية رجل مريض· فالممثل الذي يتمتع بصحة جيدة هو من وجهة نظر النقاد الأقدر على تجسيد شخصية الرجل المريض· لذلك انشغل جمهور الفيلم بصورة احمد زكي الجديدة· فهو رجل مريض يقاوم الموت حتى يحقق حلمه· وحتى يتغلب المخرج شريف عرفة على مرض احمد زكي قصر ظهوره على حوار اذاعي مع رمزي (جمال سليمان) الذي افتقد التمكن من التحدث باللهجة المصرية· بالاضافة الى هذا الحوار الذي يسجل من خلاله عبدالحليم حافظ ذكرياته ظهر احمد زكي في مشاهد معدودة تصيب الجمهور بغصة· فليس هو عبد الحليم حافظ المريض ولكنه احمد زكي الذي يقاوم الموت حتى يكمل دوره في الفيلم· ورغم ان شريف عرفة نفى استغلاله والشركة المنتجة لمرض احمد زكي حتى يكسب تعاطف الجمهور فان كثيرا من النقاد يصرون على ان مشاركة احمد زكي في هذا الفيلم كانت صفقة للشركة المنتجة· والبعض يرى ان المخرج لجأ الى حيلة الحوار الاذاعي حتى يتغلب على مرض احمد زكي ولذلك اجرى تغييرات في السيناريو· لكن عرفه يرى ان التغييرات التي اجراها كانت في حدود التغييرات التي يجريها أي مخرج على أي سيناريو· كما ان المتابع للفيلم يتأكد منذ البداية من ان احمد زكي لم يكمل تصوير دوره لكن شريف عرفة أكد ان مشهدين فقط مع منى زكي تم اختصارهما من دور احمد زكي وقد استمر تواجده على الشاشة لفترة طويلة اقتربت من الساعة وتم اختصار بعض المشاهد الخاصة به على المسرح اثناء الغناء· أما شخصية الموسيقار محمد عبدالوهاب التي جسدها عزت أبوعوف في الفيلم فجاءت على غير المتوقع، إذ كانت أقرب الى تعليقات لا تقدم الشخصية الحقيقية لموسيقار الاجيال، لكن شريف عرفة اكد ان عبد الوهاب لم يكن الشخصية المحورية في الفيلم ولم يتم التحريف في الدور· ورد عرفة على من تعاملوا مع شخصية عبدالوهاب على انها ''إفيه'' بان ''أولاده وأحفاده شاهدوا الفيلم وقالوا انه كان كذلك، اذا أبدى رأيه في موضوع يسوق أكثر من حل، واذا أجاب عن سؤال يطرح أكثر من إجابة· كما انه كان قليل الكلام ويهرب من الازمات بردود غير متوقعة ويستخدم ذكاءه في التعامل مع الآخرين''· مفاجأة هيثم اما المحطة النقدية التي تستوجب التوقف طويلا في هذا الفيلم فهي اداء هيثم احمد زكي الذي لم يتوقعه أحد· فقد اعتقد كثيرون ان مشاركة هيثم في الفيلم جاءت ترضية لوالده، لكن الحضور الطاغي لهيثم على الشاشة وصدق أدائه جعله ينتزع التصفيق من الجمهور· وكأن هيثم بادائه يأخذ بيد الجمهور الى منطقة عبدالحليم حافظ وهو ما لم يستطع والده عمله بسبب مرضه· أكثر من مشهد أداه هيثم أبكى الجمهور واستطاع التأكيد على امتلاكه بالفعل موهبة اهلته لبطولة الفيلم· وفخر شريف عرفة باختياره لهيثم ونفى ان تكون هناك شبهة مجاملة لوالده، فقد خضع لاختبار قاس اجتازه بجدارة· وجوه وأحداث وجاء اداء بهاء جاهين اكثر من رائع عندما جسد شخصية والده الشاعر الراحل صلاح جاهين خاصة في المشاهد التي اعقبت هزيمة ·1967 وجاء اداء جمال سليمان عاديا حيث حالت طبيعة دوره كمذيع يحاور عبدالحليم حافظ دون ظهور قدراته كممثل قوي· اما اداء منى زكي فلم يضف اليها جديدا· فهي فتاة فقيرة أحبت عبدالحليم من طرف واحد وحاولت الانتحار لأنه بادلها الحب بالشفقة عليها· واستطاعت الممثلة السورية سلاف فواخرجي التي جسدت شخصية ''جيهان'' الفتاة التي احبها عبدالحليم التناغم مع حالة الرومانسية التي عاشتها مع حليم وببراءة وجهها وقدرتها على الاقناع ابكت الجمهور خاصة في المشهد الأخير الذي ماتت فيه جيهان بين يدي حليم· ورغم النقد الموجه للفيلم والخاص بعدم مراعاة الدقة في التاريخ لبعض أغاني عبدالحليم واستخدام أجهزة تليفون منزلية لم تكن موجودة في حقبة الخمسينات، فان المخرج شريف عرفة يصر على أنه كان دقيقا في كل شيء والقى باللوم على بعض النقاد الذين يتربصون بالفيلم لاسباب شخصية· لكن الذي أجمع عليه النقاد والجمهور بالاضافة الى أداء هيثم احمد زكي هو ان المخرج شريف عرفة كان البطل الاول في فيلم ''حليم'' باستخدامه التقنية الحديثة ومزجه بين الماضي والحاضر ومحاولاته المستمرة طوال الفيلم للتغلب على مرض احمد زكي· لكن هذا كله لم يخف الصورة الهزيلة التي ظهر بها فتى السينما الاسمر حتى ان الجمهور لم يكن يعرف هل يبكيه ام يبكي العندليب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©