الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يكبد «القاعدة» خسائر فادحة في زنجبار

20 يوليو 2011 00:18
طلب الجيش اليمني من مقاتلي تنظيم القاعدة إخلاء مدينة زنجبار الجنوبية الساحلية، التي يسيطرون عليها منذ أواخر مايو الماضي،بعد أن كسر شوكة التنظيم إثر سقوط عشرات القتلى والجرحى من المسلحين المتشددين في المعارك الدائرة منذ الأحد الماضي، فيما أكد زعيم محلي أن القبائل بمحافظة أبين تستعد للزحف نحو زنجبار “لتخليصها من المسلحين الذين عطلوا مصالح الناس ونهبوا ممتلكاتهم”، وسط تحذيرات أطلقها التنظيم المتطرف من انجرار القبائل نحو “مخطط إجرامي” يستهدف الزج بها في مواجهة مسلحة معه. وقال مصدر عسكري يمني إن قوات اللواء 25 ميكانيكي، كبدت مقاتلي تنظيم القاعدة المتطرف المتحصنين داخل مدينة زنجبار عاصمة أبين (جنوب)، “خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”، مشيراً إلى أن القوات العسكرية “ضيقت الخناق” على المسلحين الذين يسيطرون على المدينة منذ 29 مايو الماضي. وقال المصدر المسؤول في اللواء 25 ميكانيكي، المرابط على مشارف زنجبار، لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن “العشرات من العناصر الإرهابية لقوا مصرعهم في هجمات مباغتة شنتها وحدات من اللواء 25 ميكانيكي على عدد من أوكار عناصر الإرهاب” في مدينة زنجبار، مؤكداً أن من بين القتلى القيادي العسكري في التنظيم حسن باسنبل المكنى “أبو عيسى”. كما أكد المصدر سقوط قتلى وعدد كبير من الجرحى في صفوف المسلحين المتشددين بمواجهات مع 150 من عناصر “القاعدة” في منطقة حصن شداد، على بعد 2 كيلومتر من زنجبار، ومواجهات أخرى مع 60 متطرفاً قرب ملعب الوحدة الرياضي، الذي كان المتشددون سيطروا عليه أواخر يونيو الماضي. ولفت إلى تدمير القوات الحكومية مخزناً للأسلحة تابعاً للمسلحين في منطقة حصن شداد، إضافة إلى “العثور على وسائل اتصال متطورة تابعة للعناصر الإرهابية وقناصات وذخائر وأسلحة خفيفة ومتوسطة وبطاقات لبعض القتلى”. وأعلن المصدر العسكري مقتل اثنين من أفراد اللواء 25 ميكانيكي، أحدهما ضابط برتبة مقدم، وإصابة ثمانية جنود خلال المواجهات مع “القاعدة” التي فرضت سيطرتها بالكامل على مديرية خنفر، كبرى مديريات محافظة أبين، في مارس الماضي. وفيما أشاد بتعاون “المواطنين من أبناء محافظة أبين الشرفاء” مع القوات العسكرية, دعا “من تبقى من عناصر الإرهاب إلى إخلاء مدينة زنجبار والمناطق المحيطة بها”، و”تسليم أنفسهم للوحدات العسكرية والأمنية”، و”الكف عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن والتوقف عن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة”. من جانبه، أكد الزعيم القبلي المحلي منصور محمد علي لـ”الاتحاد” أن رجال القبائل في محافظة أبين يستعدون للزحف نحو مدينة زنجبار “لتخليصها من المسلحين الذين عطلوا مصالح الناس ونهبوا ممتلكاتهم”. وأوضح الشيخ منصور علي، زعيم قبائل منطقة مودية، شمال أبين، أن رجال القبائل تمكنوا من فرض سيطرتهم على العديد من المناطق في محافظة أبين, التي شكلت ملاذا آمنا لمسلحي “القاعدة” خلال العامين الماضيين، لافتاً إلى أن مديرية مودية “خلت تماماً من عناصر تنظيم القاعدة”. وقال: “يمنع منعا باتا تواجد أو حتى عبور أي من المسلحين” المتطرفين، مشيراً إلى أن القبائل سيطرت أيضا على مديرية لودر والوضيع ومدينة شقرة الساحلية, القريبة من مدينة زنجبار. ولفت إلى أن المسلحين القبليين يخوضون حاليا مواجهات مسلحة إلى جانب قوات الجيش, على مشارف مدينة زنجبار, مؤكداً أن تعزيزات عسكرية كبيرة ستصل قريباً لدعم اللواءين 25 ميكانيكي و119، ورجال القبائل في قتال تنظيم القاعدة، الذي لا يزال يسيطر على مديريات زنجبار وخنفر، ويتواجد بشكل ملحوظ في مديرية المحفد، المحاذية لمحافظة شبوة (جنوب شرق)، التي يعتقد أن قيادات هذا التنظيم, خصوصاً الداعية الأميركي من أصل يمني أنور العولقي، يتحصنون في مناطقها الجبلية الشاهقة. من جانبه، أكد مدير أمن مديرية الوضيع (وسط أبين) عبد الله ناصر أن رجال قبيلته “طردوا المسلحين التابعين للقاعدة من البلدة دون وقوع أي مواجهات”. وفي مديرية لودر الشمالية، شرع العشرات من شبان المدينة في إقامة نقاط تفتيش في الشوارع عقب فشل اجتماع بين القبائل و”القاعدة” في منزل الشيخ ناصر العوذلي، وفقاً لوكالة فرانس برس. وذكرت مصادر محلية أن “شيوخ قبائل لودر طلبوا من عناصر القاعدة أن يغادر الأجانب منهم المنطقة ليتسنى لهم الحديث عن وضعهم باعتبارهم من أبناء العشائر. لكن هؤلاء رفضوا ذلك”. وأوضحت أن “عناصر القاعدة ما يزالون ينشطون في لودر ولم يغادروها رغم نقاط التفتيش”. من جهته, حذر تنظيم القاعدة القبائل اليمنية في محافظة أبين من الانجرار “نحو مخطط إجرامي للزج بهم في مواجهة”. وقال التنظيم المتطرف، في بيان حمل توقيع “أنصار الشريعة”: “نناشد الشرفاء العقلاء أن لا ينساقوا وراء هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف للزج بأبناء القبائل في حرب ضروس لن يدفع ثمنها إلا من غرر به”. وتابع “كونوا في صف الصادقين مع دينهم الأوفياء لشعوبهم، ومن أراد أن يحول أفراحه أتراحاً وأعراسه مآتم فلينساق وراء مكائد النظام ولن يلومن إلا نفسه”. ودعا البيان، الذي حصلت “الاتحاد” على نسخة منه، رجال القبائل “والمسلمين جميعاً” إلى الوقوف في صف “أنصار الشريعة الذين يريدون أن يرفعوا راية الإسلام ويحكموا بكتاب الله وسنة نبيه”. كما دعت “القاعدة” رجال القبائل في أبين إلى عدم الانسياق وراء “دعوات العلمانية والديمقراطية التي تتصارع من أجل المناصب ولا يهمها أعراض المسلمين ودمائهم”. وعلى صعيد متصل، قال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني علي الأنسي، إن تنظيم القاعدة “استغل حالة عدم الاستقرار السياسي والأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد وحاول السيطرة على بعض المناطق” في إشارة إلى محافظة أبين الجنوبية. واتهم الأنسي، الذي يشغل منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، بعض أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة، بخدمة أجندة تنظيم القاعدة عندما “حاولت “تفجير الوضع الأمني في أكثر من محافظة”، حسب قوله لصحيفة “الميثاق” لسان حال حزب “المؤتمر” الحاكم.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©