الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طوق النجاة الإماراتي انتشلنا من جحيم الموت والدمار

7 أغسطس 2006 00:17
دبي - بسام عبد السميع: عادت الأم كريمة القرني إلى ابنها المواطن فيصل الشحي في رأس الخيمة بعد أن عاشت ويلات الحرب وأحزانها، وشاهدت الموت يغتال الجيران والأصدقاء والأطفال فى الجنوب بصورة يعجز خيال البشر عن تصورها، أنهار الدماء تسيل فى شوارع الجنوب اللبناني ، فقد تهدم المنزلان المجاوران لبيتها ، وابنتاها أمنية وأماني لا تزالان تحت وطأة نيران العدو الإسرائيلي· نساء ورجال وأطفال لم تمض على مقدمهم للحياة أيام تساوى عدد إصبع اليد الواحدة سقطوا ضحية العدوان الإسرائيلى الوحشى على لبنان، حيث يستيقظ الناس على أشلاء من يفترشون الأرض معهم، وصار الجنوب مأوى الغربان الإسرائيلية الباحثة عن أجساد الأطفال والشيوخ والنساء لتمزقها بآلتها العسكرية · بهذا الوصف للأوضاع المأساوية تحدثت الينا الأم كريمة القرني التى عادت ليلة أمس الأول الى الإمارات بعد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بسرعة انقاذها واعادتها مع ابنها الصغير الى الإمارات· ''الاتحاد'' التقت بكريمة محمد القرني أم المواطن فيصل الشحي من رأس الخيمة فقالت ان القصف الإسرائيلي حول الحياة إلى ألوان متعددة من الدمار والخراب والكوارث الإنسانية، وان آبار المياه دمرت ، وانتشرت الأمراض بين الناس، وأصبحت المدارس والجامعات مكتظة بالنازحين وتحولت إلى ملاجئ يعيش فيها المئات من الرجال والنساء والأطفال· قصف متواصل وتضيف كريمة القرني: أمضيت 14 يوماً من الحياة تحت القصف الإسرائيلي المتواصل على لبنان واستطعت الفرار إلى مدرسة الاشراك بمنطقة (بنت جبيل) في الجنوب اللبناني، وشاءت الأقدار أن أتمكن من الهروب من موجات الموت التي تنفذها إسرائيل كل يوم من الخامسة عصرا وحتى التاسعة من صباح اليوم التالي، وسكنت ملجأ ومأوى النازحين إلى بيروت، حيث مدرسة عمر الحسن التي تضم الآلاف الذين فقدوا منازلهم وأهاليهم وأبناءهم وكل شيء· فصول المأساة وتروي كريمة القرني مأساتها التي بدأت منذ عامين قائلة: بعد رحيل زوجي أراد ابني فيصل استقدامي إلى البلاد لأعيش معه بعد اغتراب دام 20 عاماً عشتها في بيروت، وعندما بدأ إجراءات عودتي اكتشف عدم وجود أوراق إقامة لي ببيروت كما أن جواز سفري لم يتم تجديده وبدأ رحلة الإجراءات لتمتد إلى عامين دون انتهاء· وأضافت: جاءت الحرب حاملة معها معاناة أخرى أليمة وقاسية إضافة إلى معاناة العامين الماضيين لإنهاء إجراءات استخراج جواز سفري المصري · اشتعال الأزمة ودارت رحى الحرب ليبدأ التواصل اليومي عبر هاتف الجيران للاطمئنان على الأم والأخ غير الشقيق الا ان الأزمة أخذت مساراً جديداً بتدمير المنزلين المجاورين لمسكن الأم في الجنوب اللبناني واستشهاد عدد من الجيران في اليوم الرابع عشر للقصف الإسرائيلي ، وتنقطع الاتصالات لثلاثة أيام عندما استطاعت الأم الفرار من مدرسة الاشراك فى بنت جبيل، ويعود التواصل عبر هاتف الابن في اليوم الثامن عشر من الحرب بإخباره أن أمه مازالت على قيد الحياة وسترحل إلى مدرسة عمر الحسن فى العاصمة بيروت· وبعد تصاعد القصف الإسرائيلي وارتفاع الضحايا والدمار يسيطر الخوف والقلق على الابن تجاه مصير أمه وأخيه وتغلق السبل دونه، مما يدفعه إلى نشر النداء الإنساني عبر الصحف المحلية، والذي كان طوق النجاة لعائلته· وتوضح الأم كريمة القرني أنها أخبرت ابنها بمكان تواجدها في بيروت عبر هاتف إحدى النازحات المقيمات معها بإحدى حجرات المدرسة، حيث شهد يوم الخميس الماضي انقلابا في الأحداث يحمل بريقا من الأمل بوصول السائق السوري عدنان شماغ إلى المدرسة وإخبارها من سفارة الإمارات فى بيروت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لإنقاذها وطفلها بصورة عاجلة، وبعد ساعة جاءها نبأ قدوم حفيدها الوليد لابنتها أمنية إلا أنها لم تستطع محادثتها أو زيارتها ورؤية الحفيد حيث يقيمان بالجنوب اللبناني، وتلقت اتصالا هاتفيا من السفير الإماراتي بلبنان يخبرها بوجود خطة لإنقاذها في غضون ساعات قليلة وعودتها إلى ارض الدولة· وفي اليوم التالي نقلني السائق عدنان شماغ أنا وابني ايمن يوسف الأخ غير الشقيق لفيصل الشحي إلى سوريا عبر طريق بري بالتنقل في ثلاث سيارات بزمن قدره أربع ساعات شاهدت خلالها الموت مراراً وسط الأشلاء المتناثرة داخل السيارات وعلى جانبي الطريق· وحمل إلينا المساء الانفراجة الحقيقية لأزمتنا حيث التقينا بمسؤولين من السفارة الإماراتية ووزارة الخارجية وأقمنا في فندق روتانا بسوريا انتظارا لصعود طيران الإمارات مساء أول أمس السبت عبر الرحلة رقم ·912 وأوضح فيصل الشحي أنه كان يزور والدته شهرا كل عام ، وبعد وفاة زوجها اللبناني منذ 30 شهرا ، بدأ في إجراءات عودتها الى الامارات ، الا أن فقدانها لأوراقها أدى الى تأخر عودتها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©