الموديلات الرخيصة تنعش سوق السيارات العالمية

يتجه قطاع السيارات في العالم إلى فترة من النمو تستمر خلال العقد المقبل بأكمله مدفوعة بقوة طلب الأسواق الجديدة، وبالإقبال الكبير على التقنيات الحديثة التي تشمل السيارات الكهربائية والهجين. وتوقع شارلس جوسون المدير التنفيذي لشركة “رينو ونيسان” أن تسعى بلدان كثيرة لإنشاء شركات وطنية كبيرة تتسابق كل منها في صناعة موديل وطني خاص يميز بلدها عن البلدان الأخرى. ويقول جوسون “عندما بدأت الأزمة المالية العالمية اعتقد الكثير من الناس أن نهاية قطاع السيارات قد حانت، لكن سيشهد هذا العام والعام المقبل أيضاً تسجيل رقم قياسي في مبيعات السيارات”. وأشار جوسون إلى أن معظم نمو القطاع خلال العقد القادم يأتي من مبيعات السيارات الرخيصة والصغيرة التي تتم في الأسواق الناشئة للذين يقتنون سيارة لأول مرة حيث ما زالت نسبة امتلاك السيارات ضعيفة جدا مقارنة بالدول الغنية. ومن المنتظر أن يمثل ذلك نوع من النمو المستمر. وتأتي ملاحظات جوسون المتفائلة منسجمة مع آراء رؤساء بعض شركات السيارات الكبيرة الأخرى الذي أعلنوا عن تعاف في مبيعات شركاتهم حيث يعود الفضل للأسواق الناشئة، بعد عام ونصف العام من الخراب الذي خلفته الأزمة الاقتصادية العالمية في قطاع السيارات في كل من أوروبا وأميركا. وذكر مارتن وينتر كورن المدير التنفيذي لـ”فولكس فاجن”، أكبر الشركات الأوروبية لصناعة السيارات، أن مبيعات شركته بلغت ولأول مرة 5 ملايين سيارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. ويقول “من الطبيعي أن نستمر في توخي الحذر بالرغم من أن كل البوادر تشير إلى قفزة قادمة في مبيعات السيارات”. وذكرت شركة “أودي” أنها تواجه صعوبة كبيرة في الإيفاء بالطلبيات المتزايدة من قبل العملاء. ويقول بيتر شوازنباور مدير التسويق والمبيعات في الشركة “لا استطيع تحديد سوق واحدة على الأقل يمكنني القول أن مبيعاتها لا تسير بالصورة المطلوبة – ربما يمكن استثناء اليونان من بين هذه الدول”. وتتوقع مؤسسة “بي دبليو سي” العالمية للخدمات بلندن، أن يسجل الإنتاج العالمي للسيارات الخفيفة هذا العام رقماً قياسياً يصل لنحو 69,9 مليون سيارة. كما تتوقع أن يبلغ الرقم 93,5 مليون سيارة بحلول العام 2016 حيث يأتي معظم النمو من الصين بكثافتها السكانية الضخمة وبالقوة الشرائية التي تتميز بها هذه الأيام. وذكر فيليب فارين المدير التنفيذي لـ”بيجو سيتروين”، أكبر المنافسين لشركة “رينو” الفرنسية، أن شركته تخطط لزيادة حصتها في السوق الصينية لأكثر من الضعف من 3,4 إلى 8% بحلول 2020. ويذكر أن بيجو سيتروين باعت ثلث سياراتها في العام الماضي خارج أوروبا، لكنها تهدف الآن إلى زيادة هذه النسبة للنصف بحلول 2015. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب