الترويج السياحي

لا أحد ينكر الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل الترويج للسياحة في إمارات الدولة المختلفة، فالمؤسسات المعنية بتنشيط السياحة استطاعت خلال السنوات العشر الماضية تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال، ورسمت صورة مشرقة للإمارات في المحافل الدولية التي لم تغب شمس الدولة عن أي منها. كما نجحت تلك الجهود في استقطاب عشرات الملايين من الزوار، الذين أمّوا الدولة منبهرين بالبنية السياحية والخدماتية المتطورة التي تضاهي كبريات المدن العالمية. واليوم ونحن نلمس نتائج العمل الدؤوب والجهد المتواصل، لا بد من وقفة مراجعة لما تم تحقيقه من إنجازات في مختلف ميادين العمل السياحي، نتعرف من خلالها إلى نقاط القوة والضعف، خصوصاً أن البقاء في القمة يتطلب جهداً مضاعفاً والابتعاد عن التفكير بالطرق التقليدية في إدارة عملية الترويج والاستقطاب السياحي. لم تعد السياحة أمراً كمالياً، فهي أصبحت تشكل جزءاً مهماً ومورداً أساسياً للدول، مما يبرر حالة التنافس الشديدة لاستقطاب السائح الذي يوفر إنفاقه دعماً مباشراً لاقتصاد أي دولة. تمتلك الدولة بإماراتها المختلفة المقومات الكبيرة لمضاعفة أعداد السياح القادمين، خصوصاً إذا تم تسويق المرافق السياحية المتعددة والمتنوعة تحت مظلة واحدة، توفر مجموعة متكاملة من الخيارات أمام السائح العربي أو الأجنبي. فتوافر الأسواق والمراكز التجارية الضخمة، والتي تحتوي على أشهر الماركات العالمية، يعتبر خياراً مناسباً لسياحة التسوق، كما أن الفنادق الحديثة والجزر الطبيعية والصناعية، تعد خياراً آخر لفئة مختلفة من السياح، فضلاً عن الأنشطة السياحية المميزة وتنظيم المسابقات الدولية والسياحة العائلية والترفيهية، التي بدأت تظهر وتحقق نجاحاً في استقطاب السائح العالمي. النظر إلى السياحة كصناعة متكاملة وتوحيد الجهد الترويجي على مستوى الدولة، يتيح للشركات السياحية الدولية والمحلية ترويج برامجها ضمن باقة واحدة، تمكن السائح من الاستمتاع بأوجه متنوعة من الأنشطة السياحية والاطلاع على مناطق جغرافية مختلفة. الأرقام الحالية التي حققها القطاع السياحي بالدولة في استقطاب الزوار، ليست نهاية المطاف، فالمجال لا يزال مفتوحاً لاستقطاب أعداد أكبر، إذا أحسنا التخطيط والتنسيق المتواصلين، والتعامل مع السائح كرافد رئيس للاقتصاد الوطني في ظل التوجه نحو تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً للخزينة. المجلس الوطني للسياحة والآثار، الذي تم تشكيله حديثاً، سيكون معنياً خلال الفترة المقبلة بقيادة عملية التنسيق بين المؤسسات المختصة بالترويج السياحي، كما أنه معني بإظهار أهمية تنوع المنتج السياحي المتوافر في إمارات الدولة، مما يمنحنا ميزة فريدة وعاملاً مساعداً لاستقطاب المزيد من الزوار. عمر الربايعه | omar.arbaia@admedia.ae