الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارض بما قسمه الله لك

5 أغسطس 2014 23:10
هل أنت يا عزيزي القارئ موظف؟ إذا كنت كذلك فأكمل معي الإجابة على الأسئلة التالية: هل تتذمر في الاستيقاظ في الصباح الباكر؟هل تفيق من نومك كسلانا متململا متشائما من اليوم الذي سيمر عليك في العمل، روتين قاتل سيكون في انتظارك، مدير جاحد لعملك وجهدك، يوم طويل كئيب بالمعاملات وحاجات الناس التي لا تنتهي. . هل هذا هو منولوجك اليومي وأفكارك السوداء التي تلقى بظلالها عليك يوميا؟إذا هيا معي أيها الموظف المتشائم احمل مقالتي في يدك، اخرج من منزلك الآن. . لا تقلق لن آخذك بعيدا، اركب سيارتك في جولة قصيرة واقطن الطرقات العامة، ستجد من بين ثناياها رجال يلبسون اللون الأزرق والأصفر والعديد من الألوان المبهجة، يعملون ليل نهار، يتعبون في لقمة العيش، رواتبهم زهيدة وراتبك 10 أضعاف رواتبهم، يعانون من حرارة الشمس العالية، لا يتذمرون ولا يشتكون أبدا، كيف لا وعملهم هو مصدر رزقهم وقوت أسرهم وبها يبنون سعادتهم ويرسمون المحيا على أبنائهم، أمر تقشعر له الأبدان وتتساءل النفوس فتقول: هل جميعنا يحمد الله على نعمة الوظيفة والحصول على عمل في زمن قل فيه العمل وندرت فيه الوظيفة حتى باتت كعشم إبليس في الجنة؟ أنا على ثقة بأن العديد منا روتينه التذمر والتأفف من عمله ووظيفته وما يدور في ميدانه العملي من أمور عدة، فهذا يعاني من بيئة العمل الهادمة للتشجيع، والآخر يعاني من مدير لا يقدره ولا يراعيه ومقصر في ترقيته، وآخر يعاني من زملائه المزعجين القاتلين لإبداعه، وغيرها من الأمور والمشاكل العديدة، حقيقة لابد من وجود كل ذلك ولكن كيف نتفادى النفوس الضعيفة والمعرضة للهبوط والاستسلام على الدوام؟ سؤال طرحته في أحد الأيام على أحد الموجهين الكرام فقال لي: بالنسبة للعمل الإنسان يعيش في عدة دوائر اجتماعية مرتبطة مع بعضها البعض منها العبادة والأسرة والعمل وأسرة العمل والجيران والهوايات الشخصية لذا لابد ان تتوافق جميعها حيث إن راحتك النفسية يا عزيزي القارئ مع الأسرة تؤثر على راحتك في العمل والعكس صحيح لذا ننطلق بدءاً من راحتك مع عبادتك مع ربك ثم داخل الأسرة واجعلها أولوية مطلقة وبالدرجة الأولى ثم رتب البقية وفق رؤيتك وراحتك نقطة ثانية لا تجعل عالم العمل مسيطراً عليك بمعنى أنه يأخذ كل تفكيرك ولكن ركز في متطلباته وأولوياته ونفذها بكل أمانة. مسك الختام: بعد هذه الكلمات هل ستعاني عزيزي القارئ من الملل الروتيني وتتذمر من عملك؟ لا يا عزيزي القارئ صفِ نفسك أولا من كل الشوائب وابدأ عملك يوميا بقلب نقي، تذكر بأن هناك من حولك من هو أكثر سوءاً منك فاحمد الله على ما أعطاك وتذكر بأن العديد من حولك يتمنى أن يجلس على كرسيك ويعمل ليل نهار من أجل قتل شبح البطالة المقنعة، فاحمد ربك على كل حال واحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، واعلم بأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، فكن مبدعا في عملك ولا تنتظر أي شكر، صدقني تعيش مرتاح البال وتحقق المقولة: تكن أسعد الناس. ريا المحمودي (رأس الخيمة)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©