الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا تكثف جهودها ضد العولمة

7 أغسطس 2006 00:36
إعداد - أيمن جمعة: أكبر درس خرج به المراقبون من ''الحرب الباردة'' هو أن الغرب لا يمكن أن ينجو من الصراعات والفوضى التي تحدث بعيدا عن أراضيه· ولذا فإن جهود الاغنياء التي لا تتوقف لبناء ''جدران حمائية'' حولهم لن تؤدي الا لشيء واحد فقط، وهو التخلي عن فكرة العولمة نفسها· ويقول فيليب ستيفنز في مقال نشرته صحيفة ''الفاينانشال تايمز'' إن اوروبا تتحدث اليوم عن أوجه النقص التي تعتري توسعة الاتحاد الاوروبي، بما في ذلك الضعف الاقتصادي للدول جديدة العضوية· ومضى يقول ''لم يعد الموتور الالماني الفرنسي قويا بما يكفي لجر قطار يضم 27 دولة وليس 15 كما كان في البداية· وستكون النتيجة كارثية لو نظرنا الى النمو الاقتصادي على انه معادلة صفرية يكسب فيها طرف واحد فقط دون باقي الاطراف·'' النقاش التقليدي ويفتح هذا الرأي الباب أمام تجدد النقاش التقليدي حول العولمة وموقف أوروبا منها، خاصة مع تعالي أصوات فرنسية بأن بلادهم تتحمل العبء الاكبر من الوحدة الاوروبية منذ انهيار جدار برلين· ويرى بعض السياسيين ان التشوش الاوروبي تجاه الوحدة الاوروبية ناهيك عن العولمة، هو أعمق بكثير مما قد يعتقد البعض، فلا يمكن القول إن الازمة الاوروبية الحالية هي فقط نتاج التوسع شرقا وذلك لان التحديات الاقتصادية الرئيسية التي تواجه أوروبا حاليا مصدرها الاساسي هو الصين والهند وليس سلوفينيا أو سلوفاكيا على سبيل المثال· ويقول ديفيد برنسون في صحيفة الاندبندنت ''الاصوات التي تطالب بوقف توسع الاتحاد الاوروبي والتمهل في خطوات العولمة لن تغير حقيقة أن آسيا تشهد نموا اقتصاديا قويا· وأكبر خطأ يرتكبه زعماء الاتحاد الاوروبي ان يعتقدون ان بناء جدار جديد في وجه الاخر، على غرار جدار برلين، يمكن ان يضرب العولمة بعيدا عنهم· واغلاق الابواب لن يوقف نزوج اللاجئين الافارقة الذين يتطلعون لحياة افضل في القارة البيضاء·'' ويتساءل المحلل الاقتصادي برانكو ميلانوفيك عما اذا كانت هذه المواقف الاوروبية اضافة الى فشل مفاوضات جولة الدوحة يعني اننا نقترب من نهاية موجة العولمة السائدة اليوم؟ ويقول ''اذا حدث هذا فسوف نشهد حالة عالمية من تقلص الإنفاق الاقتصادي إلى الحد الذي من شأنه أن يقود العالم إلى الركود الاقتصادي وأن يلقي بمليارات من البشر إلى هوة الفقر المدقع·'' وتشير مجلة ''الايكونوميست'' الى ميل الدول الغنية وبشكل متزايد إلى تقييد حرية انتقال الناس، وذلك بهدف بناء سياج حولها وهو ما نستقبله وكأنه لا يشكل أي خطورة أو تهديد إلى الحد الذي قد نتعود معه على الأمر بدلا من أن نحاول منعه أو تحجيمه· ويرتبط بتقلص العولمة حقيقة أن الدول الفقيرة تنمو بمعدلات أقل بكثير من الدول الغنية· ففي الفترة بين عامي 1980 و2002 كان متوسط معدلات نمو الدخل عن الفرد في دول العالم الغني 2 % سنويا مقارنة بما لا يزيد على 0,1 % في أقل 42 دولة نمواً في العالم· بل ان متوسط الدخل في أميركا اللاتينية اليوم يكاد لا يتجاوز المستوى الذي كان عليه في عام ·1980 الفجوة الهائلة وربما تكون هذه الفجوة الهائلة هي التي تدفع أعدادا متزايدة من الاغنياء للتراجع عن مفاهيم العولمة· واذا لم يجد العالم سبلا حقيقية لردم هذه الفجوة من خلال زيادة الدخول بشكل أكثر توازنا فان الحواجز ستستمر في الارتفاع أكثر وأكثر· وتشير صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' الى ان الدول الغنية يجب ان تنظر إلى قضية إعادة توزيع الدخل العالمي ليس باعتبارها صدقة أو إحسانا، بل باعتبارها نوعا من الإدراك المستنير للمصلحة الذاتية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©