السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عادل خالد: أحلم بفريق إماراتي كامل يطوف بحار ومحيطات العالم

عادل خالد: أحلم بفريق إماراتي كامل يطوف بحار ومحيطات العالم
14 يوليو 2012
علي معالي (دبي) - فرض عادل خالد البحار الإماراتي الشاب نفسه في سباق فولفو للمحيطات عندما تم اختياره ضمن أفضل 10 بحارة على مستوى العالم بانتهاء الجولة الأخيرة من السباق الذي استغرق 9 أشهر وأقيم لمسافة 39 ألف ميل حول العالم في رحلة مثيرة على متن اليخت “عزام”. وأشاد بحارنا الشاب بالدعم الكبير الذي تجده الرياضة والرياضيين من مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطن نائب رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وتوجه عادل خالد بشكر خاص لمبارك المهيري مدير هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وفيصل الشيخ مدير فعاليات بالهيئة وإلى طيران الاتحاد ونادي اليخوت ومجلس أبوظبي الرياضي. في الوقت ذاته، أشادت أوساط بحرية باختيار عادل خالد ضمن الأفضل تحت 30 سنة على مستوى العالم ما يفتح الباب نحو المزيد الإنجازات المستقبلية لأبناء الإمارات الذين أثبتوا قدراتهم في أول تجربة. وقال البطل الإماراتي عادل خالد في بداية حديثه لـ”الاتحاد” “أحلم بفريق إماراتي كامل يطوف بحار ومحيطات العالم في الجولة المقبلة بعد عامين”، متمنيا أن يقود مجموعة من الشباب الإماراتيين إلى مغامرة جديدة، مؤكدا في نفس الوقت أن عزيمة الشباب الإماراتي يجب أن ترتفع في ظل وجود داعمين أقوياء لهذه الرياضة، مثل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي قامت بدعم اليخت “عزام”، موضحا بأن هناك الكثيرون من أبناء هذا الوطن قادرون على إضافة المزيد من العطاءات من أجل رفع علم دولتنا خفاقا في مثل هذه البطولات الكبرى. ووصف عادل خالد أن ما حدث في فولفو للمحيطات كان عبارة عن مغامرة رياضية قوية تصقل المهارات وتحقق مزيدا من الاحتكاك ما يدفع إلى تحد جديد، وزاد: “خضنا جولة مثيرة للغاية استمرت 9 أشهر بين كافة المحطيات والبحار وقبل هذه الأشهر الـ9 كانت هناك تجهيزات ضخمة أيضا ووصلت مدة السباق من وجهة نظري 17 شهرا وليست 9 قطعنا خلالها 39 ألف ميل في مخاطر كبيرة بين أمواج عاتية وصل ارتفاع بعضها إلى 9 أمتار، وخلال الجولات الـ9 كنت أنتهز الفرصة خلال ايام الراحة الخمسة بين كل سباق إلى العودة سريعا لوطني لاسباب اجتماعية ونفسية في المقام الأول والأخير”. وأضاف: “واجهت العديد من المخاطر والصعوبات في أعالي البحار ولكنني عندما كنت أنظر إلى علم بلادي أستلهم القوة والعزيمة للاستمرار في السباق، وعندما نهبط في أول مرفأ ألوح بهذا العلم وسط فرحة شديدة كان يتعجب لها الطاقم الموجود معي بنفس اليخت، وكنا نلقى كل الترحيب من الجماهير الغفيرة التي تحفزنا على مسيرة أخرى ومغامرة أخرى في محطيات وبحار مختلفة”. وتابع البحار عادل خالد: “سأكون جاهزا من الآن ليكوين فريق الإمارات قويا ويستطيع خوض غمار هذه الرحلة المثيرة، خاصة وأنه يتواجد معي حاليا بطي المهيري الذي كان له دور كبير في رحلتنا الأخيرة، وكان داعما قويا لي وكنا نساند بعضنا البعض في الأمور الصعبة والظلام الدامس في البحار والمحطيات، وهناك دور مهم جدا لهذا البحار الشاب، ويجب الاستفادة من كل ما حدث في رحلتنا حول العالم وتكرارها في السنوات المقبلة خاصة وأننا الفريق العربي الأول الذي يشارك في التحدي، وعلينا الاستمرار والحفاظ على المكتسبات التي تحققت”. أضاف: “لم أكن أتوقع على الإطلاق ما شاهدته خلال الرحلة من مصاعب ومواقف تعرضت خلالها حياة الطاقم للخطر، وأصعب الأوقات كانت خلال ساعات الليل التي تمر على اليخت في عرض المحيط، كان الظلام دامسا بشكل لا يتخيله أحد، للدرجة التي لا يمكن لك أن ترى زميلك الذي يجلس بجوارك، وهو الأمر الذي يجعلك دائم الحذر في التعامل”. وتابع: “تعرض اليخت للكسر الشيء الذي أفقدنا المنافسة في البداية، وطموحاتنا كانت كبيرة ونجحنا في فترات كثيرة من السباق”. وروى البحار المتميز عادل خالد محطات من مسيرة اليخت عزام عندما قال: “أجبرتنا الظروف وعامل الزمن على عدم الانتظار والمضي قدما في الرحلة، وكان علينا المخاطرة، بمواصلة المشوار من أجل ضمان مركز متقدم في السباق، وفي هذه اللحظات تعرضنا لاهتزازات، ولولا الصبر والعزيمة التي تحلى بها الطاقم بشكل عام لما تمكنا من الوصول إلى خط النهاية بسلام”. وشجع الشباب على المشاركة في السباق عندما أوضح: “لا يمكن لأحد أن يتصور مدى المتعة الخاصة بهذا السباق، والاختلاف التام بينه وبين أي حدث بحري آخر، لان الإثارة في فولفو للمحيطات مستمرة ليل نهار على متن يخت في محيط ليس له نهاية، ولا يمكن على الإطلاق مقارنة قوة السباق باي تحد آخر، فالإبحار في محيط ليس له شبيه ولا يمكن أن يقارن بالخليج أو البحر”. وأوضح أن قصة اختياره ليكون ضمن الطاقم البحري لليخت عزام، لم تكن وليدة الصدفة، فقد جاءت بعد خطوات عديدة، وتقدم لها العديد من الأشخاص تم تصفيتهم إلى خمسة فقط وفي النهاية وقع عليه الاختيار، مع بطي المهيري لكي يكونا ضمن الطاقم، وهو الشيء الذي أسعده كثيراً. أضاف: “سبق وأن خضت العديد من التجارب في السباقات الشراعية، كما أحمل ألقاب العديد من البطولات المحلية والخليجية والعربية، وشاركت في دورة الألعاب الأولمبية بالصين عام 2008، ولكن تواجدي في سباق فولفو للمحيطات، أمر يختلف تماما عن بقية المنافسات والألقاب الأخرى ويكفي أن يعرف الجميع أن وزن الشراع الخاص باليخت يصل في أوقات كثيرة إلى عشرة أطنان، كما أن التعامل مع اليخت بشكل عام أمر غاية في الصعوبة”. مشوار حافل تفوق عضو الفريق الإماراتي عادل خالد الذي تقدم على نحو 120 مرشحاً إماراتياً تنافسوا للمشاركة في طاقم فريق أبوظبي للمحيطات، ليصبح بذلك أول مواطن إماراتي يشارك في قمة تحديات اليخوت الشراعية وأصعب سباق بحري في العالم، ونظراً للإرث البحري العريق الذي تتمتع به الدولة لم يكن اختيار أول شاب إماراتي للانضمام إلى فريق أبوظبي للمحيطات مهمة سهلة على الإطلاق؛ فقد كانت محفوفة بالمتاعب والمشقات، ولكن النتيجة كانت تستحق العناء ولاسيما بعد أن وقع الاختيار على الشاب عادل خالد. ويعتبر عادل، 22 عاماً، أحد نجوم منتخبنا للشراع، حيث كان أول شاب إماراتي يشارك في منافسات دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008، وهو العام ذاته الذي شارك فيه ببطولة العالم لليخوت فئة “ليزر” باستراليا، فضلاً عن خوضه جولتين ضمن البطولة الأوروبية الدولية للإبحار الشراعي في إيطاليا وهولندا. وبعد ترك بصمته على ساحة منافسات الشراع العالمية، واصل عادل، المولود في دبي، تأكيد جدارته في السباقات المقامة في مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2009، وفاز بالمركز الأول في بطولة الإمارات الوطنية للشراع وبطولة الشراع السعودية، وحل ثانيا في بطولة قطر الدولية للشراع وبطولة البارح البحرينية. وفي عام 2010 تابع عادل مسيرة نجاحة من خلال مشاركاته في العديد من الفعاليات الرياضية الخليجية جنباً إلى جنب مع تركيزه على المشاركة بدورة الألعاب الآسيوية التي انطلقت بمدينة جوانزهو الصينية نوفمبر الماضي، واستطاع عادل الذي بدأ مسيرته في الإبحار الشراعي عام 2000، أن يحتل المرتبة التاسعة رغم تأخر فريقه عن ركب بقية الفرق المشاركة ومواجهته صعوبات في التأقلم مع المناخ. ويعتزم الشاب الإماراتي الطموح وضع خبرته في سباق فولفو للمحيطات، لاسيما بعد اكتسابه قدراً كبيراً من المهارة عقب مشاركته في اثنتين من الفعاليات الرياضية المهمة. فردية الشراع وجماعية اليخوت دبي (الاتحاد) - يرى عادل خالد أن عالمه الرياضي اليوم يختلف كثيرا عن السابق عندما قال: “عندما كنت أشارك في سباقات القوارب الشراعية كان العمل فرديا، لكن الوضع حاليا يختلف، حيث تخليت عن السباقات الفردية التي تستغرق ساعات معدودة لأنتقل إلى سباق جماعي أجوب فيه العالم على مدى أشهر طويلة لعل آخرها سباق فولفو للمحيطات الأخير الذي شاركنا فيه على مدار 9 أشهر متواصلة من التحدي والمغامرة، وكل ذلك في تجربة فريدة تركت في نفسي انطباعاً مذهلاً عن هذه المنافسة التي أخوضها مع مجموعة من أعتى البحارة وأكثرهم خبرة على مستوى العالم. وأتاح لي ذلك إمكانية اختبار روح العمل الجماعي والتعاون بطريقة لم أعهدها من قبل؛ فعندما كنت أشارك في سباقات القوارب الشراعية من طراز “ليزر”، كنت بمفردي أما الآن، فأنا مع 10 زملاء يمدّون لي يد العون وأتشارك معهم أفراح ومصاعب هذه الرحلة الأسطورية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©