احتلت لغتنا العربية المركز الرابع في بعض الدول العربية ومراكز أكثر تأخراً في دول عربية أخرى·
ولولا حكمة حكومتنا الرشيدة مشكورة وغيرتها على اللغة وإدراكها أنها في خطر الاندثار، من خلال الجهود التي تبذلها للحفاظ على اللغة، لكانت تراجعت كثيرا·
ولكن ما دورنا نحن الشعوب العربية في الحفاظ على لغتنا العربية التي كرمها الله عز وجل بأن جعلها لغة القرآن الكريم ؟ إن ما يحزننا ان الكثيرين من أبناء العروبة للأسف يستهترون بلغتهم·
فقد أصبح البعض يتصور ان من مظاهر التطور التحدث بلغة أجنبية وهذا تقليد أعمى يبعدك عن هويتك·
وهناك مجموعة من الشباب أو الشابات يتحدثون مع بعضهم البعض باللغة الإنجليزية مع أن جميعهم عرب·
بالإضافة إلى ان عددا كبيرا من العرب لا يعرفون معاني الكثير من الكلمات العربية المعروفة فيترجمها بالانجليزية لأشخاص عرب!
أما المراسلات في كثير من جهات العمل في بعض الدول العربية، فقد أصبحت تكتب بالانجليزية·
والحمد لله منعت حكومتنا ذلك، ولكن للأسف هناك عدد من الدوائر والشركات والمؤسسات تصر على التعامل باللغة الإنجليزية·
إن هذه الامور تحتاج الى متابعة حقيقية من الجهات حكومية المعنية وأولياء الامور والتربويين·
نحن لسنا ضد التطور والتحضر ولكن يجب أن نأخذ منه ما يفيدنا وما نحتاجه ونترك الضار والذي لا فائدة منه·
إن شباب هذه الأمة هم عمادها وثروتها المستقبلية ومن المفترض ان يكونوا في طليعة المحافظين على لغتنا التي هي جوهر هويتنا· بل المنتظر منهم النهوض باللغة العربية ونشرها كما تفعل الامم الاخرى في تبني مشاريع لتعليم ونشر لغاتها على العالم، نجد ذلك مثلا في برامج الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' التي تستهدف تعليم اللغة الانجليزية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا لغير الناطقين بها وغيرها من المشاريع الأخرى·
لذلك فإن دورنا يتسع ويتنوع بحسب قدراتنا ومواقعنا، فكل منا يستطيع فعل شيء من أجل الحفاظ على لغتنا العربية·
ناصر عبدالله الجنيبي
عدد اليوم
