الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إنها الحرب أيضاً وبدون قفازات

7 أغسطس 2006 01:07
بيروت - رفيق نصرالله: من الواضح ان لبنان امام حرب اخرى لن تكون اقل ضراوة من تلك التي تجري على الارض· انها حرب دبلوماسية سيواجهها لبنان من اجل اجراء تعديل في المشروع الفرنسي - الاميركي والذي أثار صدمة في بيروت حتى عند اولئك الذين كانوا يعتقدون حتى الأمس بأن فرنسا ستكون معهم فاذا بالتعهدات التي سمعها اللبنانيون من الفرنسيين قد سقطت وسرعان ما تراجعت فرنسا عن موقفها الذي كان يتبنى وجهة نظر لبنانية تقول ان المدخل لأي حل هو الاعلان عن وقف فوري لاطلاق النار· المفاجأة الصدمة جاءت عندما استخدمت عبارة ''وقف العمليات العسكرية'' في مقدمة المشروع وهو ما اثار حفيظة اللبنانيين ودفع بالحكومة اللبنانية الى الاجتماع لاتخاذ موقف عكس هذه الصدمة واكد على ان لبنان يتمسك بالبنود السبعة التي اعلنها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في روما وان لا تراجع عن هذه البنود· لبنان لا يريد ان يعطي اسرائيل بالدبلوماسية ما لم تستطع اخذه في الحرب، وهذا ما جعل رئيس مجلس النواب نبيه بري يتساءل: ترى اسرائيل التي هزمت بالحرب واعطيت هذه الانجازات في المشروع الفرنسي - الاميركي فكيف لو كانت هي التي انتصرت بالحرب· لقد اعطى المشروع حرية الحركة لاسرائيل، ويريد ابقاء قواتها حيث هي داخل الاراضي اللبنانية واستثمار ذلك في ابقاء المواجهة مفتوحة ساعة تشاء، اذ كيف يمكن للنازحين مثلاً العودة الى بيوتهم وارزاقهم طالما ان القوات الاسرائيلية تحتل مناطق لبنانية وهذا يعني ان المقاومة لها حق القيام بعمليات ضد هذه القوات طالما هي تحتل الارض اللبنانية بما يعني ذلك ان القتال قد يستأنف في اي لحظة· ان اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت اليوم يراد له ان يشكل خطوة داعمة للموقف اللبناني، بل ان رئيس الحكومة اللبنانية الذي سيرأس كما يبدو وفد لبنان امام المؤتمر وسيلقي كلمة رئيسية فيه سيطلب من الوزراء العرب تبني الموقف اللبناني المعلن عبر النقاط السبع ولرفع الصوت عالياً بأن مشروع القرار الفرنسي - الاميركي ليس متوازناً وهو بشكل او بآخر ضد لبنان وجاء لمصلحة اسرائيل· ولعل هذا الواقع مع ما سيشهد من تجاذب سيعكس نفسه على الواقع الميداني على الارض مما يعني ان اياماً صعبة سيواجهها لبنان عسكرياً في ظل هذه الحالة، وسوف تسعى اسرائيل جاهدة للاستفادة من هذا المناخ المنحاز لها لفرض هذا المشروع· بالمقابل تبدو المقاومة انها ستصر على المواجهات العسكرية المفتوحة لمنع اسرائيل تحقيق ما تريد وفي محاولة لاعطاء الموقف الديبلوماسي اللبناني بعض القوة سعياً لاجراء التعديل المطلوب في مشروع القرار وفي طليعته تثبيت وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار، والتأكيد على لبنانية مزارع شبعا، وسحب الاسرائيليين منها وحل قضية الاسرى، وايضاً تحديد دور وهوية القوات الدولية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©