الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في أميركا.. أبطال الحروب الأقرب إلى دخول البيت الأبيض

7 أغسطس 2006 01:10
في أوقات الحروب عادة ما يصعد المقاتلون إلى قمة الهرم السياسي ويتربعون على عرشه دون منازع· وبقدر ما يكون هذا الميل إلى تمجيد المقاتلين خبراً ساراً بالنسبة للمحاربين القدامى الذين يتطلعون إلى شغل مناصب عامة، يكون أيضاً محبطاً بالنسبة لغير المقاتلين من الجنسين الذين يسعون إلى شغل مواقع سياسية مهمة· هذا الاحتفاء بالمحاربين القدامى يظهر جلياً في الحرب على العراق التي وإن كانت لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الشعب الأميركي، إلا أن القليل فقط من الأميركيين يلومون الجيش، أو يشككون في الأهداف العامة للحرب على الإرهاب، لا سيما الدفاع عن الأراضي الأميركية· وهكذا وبالرغم من المعدلات المتدنية لشعبية الرئيس بوش، أعرب 74% من الأميركيين في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب في شهر يونيو الماضي بأنهم يثقون في الجيش الأميركي· وحازت الشرطة المرتبة الثانية في ثقة الأميركيين بنسبة 63%· ولم يأت في أسفل الترتيب سوى الكونجرس الأميركي وقطاع الأعمال اللذين احتلا 22% لكل منها· وبالرجوع إلى التاريخ نجد أن أميركا بلد تشكل أساساً من خلال الحروب· فقد حظي الرؤساء الأميركيون بدءاً من جورج واشنطن وليس انتهاء بأندرو جاكسون بشعبيتهم الطاغية بسبب مكانتهم كأبطال في الحروب التي خاضوها· وفي أعقاب الحرب الأهلية الأميركية ستة من بين سبعة رؤساء تعاقبوا على الولايات المتحدة كانوا محاربين قدامى شاركوا في الحرب الأهلية· ومع نهاية القرن الماضي تركت الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة مجموعة أخرى من الرؤساء الأميركيين الذين خاضوا تلك الحروب وصل عددهم إلى تسعة رؤساء· ولم يقدم الشعب الأميركي على انتخاب رئيس غير عسكري إلا سنة 1992 بعد ثلاث سنوات على انهيار جدار برلين عندما نجح بيل كلينتون في الوصول إلى البيت الأبيض· ثم جاء 11 سبتمبر والحرب الطويلة على الإرهاب التي من المرجح أيضا أن تخلف أبطالها ودائرة جديدة من السياسيين القادمين من ساحة المعارك· وليس غريباً والحال هذه أن يكون السيناتور جون ماكين المرشح الأول لخوض الانتخابات الرئاسية لسنة 2008 سواء على صعيد الحزب الجمهوري، أو الانتخابات الرئاسية نفسها· وكما هو معروف كان ماكين طياراً خلال حرب فتنام وقضى خمس سنوات ونصف أسيراً للحرب بعدما أسقطت طائرته من قبل القوات الفيتنامية· ومع أن مكانة بطل الحرب غير كافية في حد ذاتها لتأهيل الشخص سياسياً، حيث يوجد العديد من المحاربين القدامى يعيشون حياة عادية بعيدة عن أضواء السياسة، إلا أنه في حالة ''ماكين'' لا أحد ينكر الدور الذي يلعبه ماضيه العسكري في تعزيز مكانته السياسية· واليوم هناك القليل من الأميركيين منخرطون في صفوف القوات المسلحة مقارنة مع أيام الحرب العالمية الثانية، حيث كان واحداً من بين كل خمسة أميركيين يلبس البزة العسكرية لتنخفض النسبة في الوقت الراهن إلى واحد من بين كل مائة· ورغم اجتياح التكنولوجيا الجديدة حياة الأميركيين وامتزاجها بالثقافة الشعبية البعيدة عن الحرب مازالت الحقائق الإنسانية العميقة ثابتة لم يطلها التغيير من خلال الاحتفاء بصوت المدافع والمظاهر العسكرية التي تجد تعبيرها الأوضح اليوم عبر ألعاب الفيديو المقلدة لساحات المعارك· وعندما تقترب ساعة الحقيقة ويعلو نداء التضحية ورفقة السلاح والشرف الوطني يهب الناخبون إلى رد التحية العسكرية بأفضل منها بمنحهم أصواتهم لصالح المقاتلين القدامى وذوي النياشين العسكرية· ولا يعني ذلك أن أبطال الحروب الذين شقوا طريقهم إلى عالم السياسة هم دعاة حرب دائما· فالرئيس ''ويليام ماكينلي'' الذي ترقى من جندي عادي إلى رائد خلال الحرب الأهلية الأميركية رفض بعد ثلاثين سنة عندما أصبح رئيسا لأميركا الدخول في حرب مع إسبانيا· وبالمثل عُرف عن الرئيس ''دوايت إيزنهاور'' والقائد العظيم في الحرب العالمية الثانية انتقاده الشديد ''للعقدة العسكرية الصناعية''· وهكذا تتحول أوقات الحروب إلى أوقات للأبطال ما يسهل من مهمة ''جون ماكين'' في التقدم إلى البيت الأبيض، ويحد من قدرة باقي المرشحين على المنافسة· وبالنسبة لهؤلاء السياسيين الذين يتبنون خطاباً صارماً على أمل خطف الأضواء من المحاربين القدامى سرعان ما سيكتشفون أن الحديث الصارم لا يوازي المشاركة الفعلية في الحروب والتضحية الحقيقة من أجل كسبها· جيمس بينكرتون كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©