الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بوكو حرام».. طالبان نيجيريا

«بوكو حرام».. طالبان نيجيريا
15 يوليو 2015 19:15
أحمد محمد (القاهرة) شهدت نيجيريا العديد من الصراعات وحربا أهلية في نهاية الستينيات من القرن الماضي، نتيجة التوترات الاقتصادية والعرقية والثقافية والدينية بين الشعوب الموجودة بها، وتتألف من حوالي 300 مجموعة مختلفة العرقيات والثقافات. ويشكل المسلمون أكثر من 70 في المئة من السكان البالغ عددهم 130 مليون نسمة، ويمثلون الأغلبية المطلقة في 19 ولاية. في ظل هذه الظروف ظهرت «بوكو حرام»، للدعوة والجهاد، ومعناها «التعليم الغربي حرام»، جماعة مسلحة تدعي العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، وسميت بـ «طالبان نيجيريا» مؤلفة من طلبة تخلوا عن الدراسة، وأقاموا قاعدة في قرية كاناما على الحدود مع النيجر. قاعدة الجماعة تأسست الجماعة في يناير 2002 على يد شخص اسمه محمد يوسف، الذي أسس قاعدة الجماعة المسماة «أفغانستان» في نيجيريا، يدعو إلى الديمقراطية وتغيير نظام التعليم، تأثر بجماعة الإخوان المسلمين التي دخلت نيجيريا في الثمانينيات ثم تفتت الجماعات ‏الإسلامية وتأسست عدة حركات منها ‏‏«بوكو حرام»، وانضم إليها قادمون من تشاد، وهي حركة إرهابية محظورة رسمياً، أعلنت انتماءها لتنظيم القاعدة. تؤكد السلطات أن ظهور بوكو حرام يعود للعام 1995 عندما أنشأ أبو بكر لوان جماعة أهل السنة والهجرة في الجامعة، وقتل العام 2009، بينما كانت تحتجزه الشرطة، أعاد المقاتلون بعده، تنظيم صفوفهم تحت قيادة زعيم جديد. الأكثر ضراوة وبوكو حرام من الجماعات المسلحة الأكثر ضراوة، ومعقل لغلاة المتطرفين، تتبنى أسلوب العنف لتحقيق أهدافها، امتداد للتنظيمات الإرهابية، تعبث بالدين، وتتخذ منه ستاراً بعد جرائمهم، ترفض الاندماج مع الأهالي، وترفض التعليم والعلوم والثقافة الغربية، ظناً منها أن الحكومة باعتمادها على التعليم والقوانين الغربية وعدم تطبيقها للشريعة الإسلامية تتسبب في إلحاق الضرر بالمسلمين الذين يعانون البطالة والأمراض والتهميش، وتركت الحكومة ‏الميليشيات المدنية المسيحية تتعرض لهم، وزاد تطرف الجماعة بعد أن هدمت الحكومة مسجدها وقتلت مؤسسها، تصاعدت أعمالها ضد الشرطة والكنائس وأفراد الشعب والمنشآت العامة والخاصة. في يوليو 2009 بدأت الشرطة النيجيرية التحري عن الجماعة، بعد قيامها بتسليح نفسها، وتم القبض على عدد من قادتها، مما أدى إلى اشتباكات وقدر عدد الضحايا بحوالي 150 قتيلاً، استخدم المقاتلون دراجات نارية محملة بالوقود وأسهم سامة للهجوم على مقر للشرطة. اغتيالات وتفجيرات في يناير 2010 قامت الجماعة بمهاجمة ولاية بورنو، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، هاجموا سجنا في بوتشي وحرروا 700 من المعتقلين من أنصارهم، ونفذوا تفجيرات في مدينتين، وارتكبت تفجيرات سوق أبوجا، بعد القبض على 92 من أعضائها. وفي 2011 اغتالوا أحد المرشحين لمنصب حكومي، مع شقيقه وأربعة من الضباط، وتفجير مركز للشرطة، وقتلوا رجل دين مسلماً ونصبوا كمينا وأطلقوا سراح 14 سجيناً في ولاية أداماوا، واتهمت بوكو حرام بمسؤوليتها عن سلسلة تفجيرات في الشمال أدت إلى مقتل 15 شخصاً، وأعلنت مسؤوليتها عن تفجير انتحاري لمقرات الشرطة في أبوجا، هي الأولى من نوعها في تاريخ نيجيريا. فداحة الإرهاب وفي 2014 اختطف التنظيم 276 فتاة من مدرسة ثانوية في ولاية برنو، وحولتهم إلى سبايا، وفعلتهم هذه تتناقض مع تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة، وقد تحملت الجماعة مسؤولية قتل أكثر من 4 آلاف شخص في هذا العام، وخلاله قامت جماعة بوكو حرام بقتل نحو تسعة آلاف شخص، وتسببت في نزوح نحو 1.5 مليون آخرين، ليصبح العام الأكثر دموية خلال خمس سنوات من تمرد الجماعة، ما يدل على فداحة الإرهاب الذي يمارسه هذا التنظيم. وفي 24 أغسطس 2014 أعلنت بوكو حرام الخلافة في مدينة جووزا شمال نيجيريا، وقتل أكثر من 1300 شخص خلال الشهرين الأولين من العام الحالي، وكان يتولى شخص يدعى أبو بكر شيكو زعامة الجماعة، يظهر على الساحة بشكل متقطع في رسائل مسجلة على شرائط فيديو، وله مقولة مشهورة في العام 2012 على خلفية الهجوم على مدينة «كانو»، الذي خلف نحو 200 شخص بين قتيل وجريح، «أستمتع بقتل أي شخص يعادي الله، كما استمتع بقتل الدجاج والكباش»، وتفاخر بقوله «أنا أقوم بخطف فتياتكم وسوف أقوم ببيعهن في السوق»، في سبتمبر 2014 أكد الجيش النيجيري مقتل أبي بكر شيكاو زعيم الجماعة، لكنه لم يذكر تاريخ مقتله ولم يوضح مكانه. يبث سمومه أصبح التنظيم يبث سمومه في دول الجوار ومن بينها الكاميرون، ولم تعد الجماعة تكتفي بارتكاب مجازر بحق المدنيين ونهب القرى، بل تعمد حاليا على مهاجمة قواعد عسكرية كاميرونية، وفي مدينة «فوتوكول» الكاميرونية التي لا يفصلها عن نيجيريا أكثر من كيلومتر واحد، نعت أكثر من 200 من الضحايا من المسلمين، قتلوا بوحشية بعد اقتحام 800 من عناصر بوكو حرام البلدة وهاجموا العشرات من المصلين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©