السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صمود الهدنة في غزة وقوات الاحتلال تتمركز بالأطراف

صمود الهدنة في غزة وقوات الاحتلال تتمركز بالأطراف
6 أغسطس 2014 10:47
دخلت هدنة تم التوافق عليها بين إسرائيل و«حماس» لمدة 72 ساعة بوساطة مصرية، حيز التنفيذ عند الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي أمس، وظلت صامدة إلى وقت متأخر مساء الثلاثاء مقارنة بمثيلاتها السابقات خلال العدوان الوحشي الذي استمر لنحو شهر، فيما أكد جيش الاحتلال سحب قواته البرية من غزة، بعد الإعلان عن أنه «استكمل» مهمته الرئيسية في الحرب على القطاع ممثلة بتدمير الانفاق عبر الحدود التي حفرها مسلحون فلسطينيون، مع تأكيد اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحفيين أن القوات الإسرائيلية سيعاد نشرها في مواقع دفاعية خارج غزة وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جيشه «بذل أقصى ما يستطيع في الحرب على القطاع»، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لا ضمانة 100% لنجاح المعركة، في تلميح إلى عدم التمكن من تدمير كافة الأنفاق. كما لم يستبعد جيش الاحتلال وجود أنفاق أرضية أخرى في محيط غزة ممتدة إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948. وبموازاة مساعي الوسطاء في مفاوضات القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، أفادت تقارير إسرائيلية أن وفد تل أبيب المفاوض الذي يضم عاموس جلعاد رئيس الشعبة السياسية الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية ومسؤولين آخرين كبار، سيرفض غالبية مطالب «حماس» وسيضع على الطاولة الصيغة الإسرائيلية الأساسية ممثلة بـ«إعادة اعمار غزة مقابل تجريدها من السلاح». ووسط ترحيب بالهدنة من قبل الرئيس الفلسطيني عباس محمود والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مع مطالبة طرفي النزاع بالالتزام بوقف النار، رحبت الولايات المتحدة بإعلان التوصل للتهدئة لمدة 72 ساعة في غزة، مشددة على وجوب التزام «حماس». وفيما تتجه الأنظار إلى القاهرة لبدء المفاوضات، بحث وزير الخارجية الأردني ناصر جودة مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية في عمان أمس، ضرورة التوصل إلى اتفاق يحقن دماء المدنيين ويوقف العنف، وشددا على أهمية المبادرة المصرية وضرورة دعمها وتنفيذها ودعم الجهود المبذولة لوقف النار. كما شددا على ضرورة «العودة إلى مفاوضات سياسية شاملة وجادة تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان الاستقلال والسيادة للشعب الفلسطيني على أرضه. في الأثناء، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطيني ورئيس غرفة الطوارئ المركزية الحكومية شوقي العيسة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ 7 يويلو المنصرم، أسفرت عن مقتل 1881 فلسطينياً ثلثهم من الأطفال والنساء والمسنين، وإصابة أكثر من 9570 آخرين. وأكد الوزير أن العدوان الإسرائيلي دمر ما يزيد عن 10 آلاف بيت ومسجد بشكل كامل وحوالي 30 ألف منزل بشكل جزئي، في حين ذكر الاتحاد العام للصناعات أن التقديرات الأولية لحصيلة الأضرار التي تعرض لها القطاع الصناعي بغزة نتيجة الهجوم تشير إلى أن 134 مصنعاً تعرضت لتدمير كلي أو جزئي، بالإضافة إلى تسريح 30 ألف عامل. وبدوره، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مجدداً في لاهاي أمس على الرغبة الفلسطينية في ملاحقة مسؤولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية وعبر عن ثقته لجهة احترام وقف النار. فبعد 28 يوماً على العدوان الإسرائيلي على غزة، دخلت تهدئة تم الاتفاق عليها بين طرفي النزاع حيز التنفيذ صباح أمس لمدة 72 ساعة، فيما أعلن جيش الاحتلال سحب قواته بالكامل من القطاع. وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر «سيعاد نشر قوات الدفاع الإسرائيلية في مواقع دفاعية خارج قطاع غزة، وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية». وأوضحت مصادر إسرائيلية أن الانسحاب جاء بعد أن «استكمل الجيش عملية تدمير الأنفاق بين غزة وإسرائيل». وقبل دقائق على بدء العمل بالتهدئة، تعرضت مناطق مختلفة من قطاع غزة لغارات إسرائيلية فيما سقطت صواريخ أطلقتها «حماس» على حوالي 10 مدن إسرائيلية. وأفاد شهود أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن عدة غارات على أنحاء مختلفة من قطاع غزة وعلى أراض زراعية. وقالت مصادر فلسطينية، إن طائرات الاحتلال الحربية والبحرية الإسرائيلية شنت 60 غارة قبل نحو 15 دقيقة من بدء سريان التهدئة، موضحة أن الغارات استهدفت مواقع للمقاومة وأراضي خالية في جميع أنحاء القطاع من شماله وحتى جنوبه. كما أعلنت «كتائب القسام» أنها أطلقت عدة صواريخ على مدينة القدس قبل 10 دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ. وفيما بدأ سكان بالعودة لتفقد منازلهم المدمرة، أفاد مصدر رسمي فلسطيني في معبر رفح جنوب القطاع أن الوفد الفلسطيني المفاوض من غزة غادر إلى القاهرة للالتحاق بالوفد الفلسطيني الموجود هناك لبحث تثبيت التهدئة. وأعلن خالد البطش القيادي في «الجهاد الإسلامي» وعضو الوفد قبل مغادرته المعبر للصحفيين «لأول مرة نكون موحدين في موقف فلسطيني من أجل وقف العدوان على غزة». وبدورها، أكدت مصادر مطلعة وصول الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة مساء أمس، قادماً من تل أبيب على طائرة خاصة حيث سيلتقي كبار المسؤولين الأمنيين لبحث اتفاق تهدئة بقطاع غزة. ومساء أمس، أعلنت سفيرة الأردن لدى الأمم المتحدة دينا قعوار للصحفيين «قدمنا مشروع قرار بالتعاون مع أصدقائنا الفلسطينيين والمجموعة العربية»، ينص على رفع الحصار عن قطاع غزة ويتضمن خطة لإعادة الإعمار، مبدية أملها في أن تتحول الهدنة إلى وقف نار دائم وتؤدي إلى مفاوضات. إلى ذلك، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم «اجتماعاً غير رسمي» بدعوة من مجموعة الدول العربية لاعضائها الـ193 حول الوضع في غزة، كما أفاد متحدث باسمها الليلة قبل الماضية. وستستمع الجمعية إلى إفادات العديد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، بينهم المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، ورئيس وكالة «الأونروا» بيار كراهنبول ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري. ومن المقرر أن يدلي هؤلاء المسؤولون بإفاداتهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. وسيبدأ الاجتماع قرابة الساعة 10,00 (14,00 ت غ) اليوم، ولن ينتج عنه أي قرار أو تصويت على نص. حصاد العدوان على غزة: 1867 شهيداً و9563 مصاباً أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة الشهداء حتى المسجلين لديها عند بدء الهدنة هي 1867 شهيدا منهم 429 طفلاً 243 امرأة و79 مسناً، إضافة إلى و9563 جريحاً بينهم 2877 طفلا، و1853 سيدة و 374 مسنا. وقالت الوزارة إن 153 من جرحى العدوان على قطاع غزة هم تحت العناية المكثفة. ومن بين 1527 شهيداً تم التحقق من هوياتهم، مدنيون بأغلبية ساحقة تعادل 86%. وهنالك مناطق في القطاع لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها لانتشال جثث الشهداء. وكان آخر الشهداء مساء الاثنين: فايز إسماعيل أبو حماد (34 عاما) متأثراً بجراح أصيب بها بقصف إسرائيلي سابق في خانيونس، كما استشهد صلاح أحمد الغوطي ( 22 عاماً) متأثراً بجراح أصيب بها في رفح أمس الأول. من جانبها فقدت إسرائيل 64 جندياً في اسوأ حصيلة منذ حربها على «حزب الله» في 2006 و3 مدنيين أحدهم تايلاندي قتلوا بقذائف أطلقت من القطاع. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد النازحين بلغ 267 ألفاً و970 شخصاً لجأوا إلى 90 مدرسة تديرها الأمم المتحدة، وهو عدد في انخفاض قليل نظراً لعودة بعض العائلات إلى المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال. ولجأ حوالى 200 الف نازح آخر على الأرجح لدى أصدقاء أو أقارب وآلاف آخرون إلى مدارس الحكومة. وتوقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن يكون عدد مقاتلي «حماس» 20 ألفاً، بينهم 10 آلاف هم الأفضل تدريباً في جناحها العسكري. لكنه عدد يصعب التحقق منه، بينما قالت «كتائب الأقصى» الجناح المسلح لـ«الجهاد الإسلامي» إن لديها 8 آلاف مقاتل. وقال جيش الاحتلال إنه قتل 900 «إرهابي» بحسب وصفه للمقاومة، خلال هذه العملية التي بدأت في 7 يوليو المنصرم، في حين أحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية 215 مقاتلًا فلسطينياً بين القتلى الذين تم التحقق من هوياتهم. وأفاد الاحتلال أن 3360 قذيفة أطلقت من غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي منها2650 سقطت في إسرائيل بينما اعترض نظام «القبة الحديدية» المضاد للصواريخ منها 578. وخلال الفترة نفسها، أكدت تل أبيب أنها ضربت 4760 هدفاً في القطاع. وبدورهم، نشر مقاتلون فلسطينيون أمس، تسجيلًا قالوا إنه يصور معدات عسكرية إسرائيلية وذخيرة استولوا عليها أثناء القتال في غزة. وبحسب، المعلومات التي نشرت مع التسجيل الذي صورته كتائب «شهداء الأقصى»، قالت الجماعة إنها استولت على المعدات أثناء اشتباكات مع أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية شرق بيت حانون الأسبوع الماضي. وأفادت تقديرات فلسطينية مؤقتة أن الحرب تسببت بخسائر مباشرة تتراوح بين 4 إلى 6 مليارات دولار على الأقل في غزة. (غزة - الاتحاد، وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©