الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لويس سيديو: نبي الإسلام «سياسي محنك»

لويس سيديو: نبي الإسلام «سياسي محنك»
15 يوليو 2015 19:15
أحمد مراد (القاهرة) ولد المستشرق الفرنسي «لويس سيديو» عام 1808 ميلادية في باريس، وكان والده «جان جاك إمانويل سيديو»- متوفى سنة 1832- فلكيا وأحد المستشرقين الذين اهتموا بدراسة التراث الشرقي. وتخرج لويس سيدو في كلية هنري الرابع، وعين مدرسا للتاريخ في كلية «بوربون» سنة 182، واتجه إلى دراسة التاريخ العربي والإسلامي، وألف كتاب «Histire des Arabes» بالفرنسية، وقد أشرف علي مبارك باشا على ترجمته إلى العربية، وسماه «خلاصة تاريخ العرب العام»، وتوفي سيدو في باريس سنة 1876. شهادات منصفة وفي كتابه «خلاصة تاريخ العرب العام» سجل لويس سيدو عدة شهادات منصفة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، ويقول في إحدى هذه الشهادات المنصفة: لقد حل الوقت الذي توجه فيه الأنظار إلى تاريخ تلك الأمة التي كانت مجهولة الأمر في زاوية من آسية فارتقت إلى أعلى مقام فطبق اسمها آفاق الدنيا مدة سبعة قرون، ومصدر هذه المعجزة هو رجل واحد، هو محمد «صلى الله عليه وسلم». فقر البادية وفي الكتاب نفسه يشير لويس سيدو إلى أن ما أكثر ما عرض محمد «صلى الله عليه وسلم» حياته للخطر انتصاراً لدعوته في عهده الأول في مكة، وهو لم ينفك عن القتال في واقعة أحد حتى بعد أن جرح جبينه وخده وسقطت ثنيتاه.. وهو قد أوجب النصر بصوته ومثاله في معركة حنين، ومن الحق أن عرف العالم كيف يحيي قوة إرادته ومتانة خلقه.. وبساطته، ومن يجهل أنه لم يعدل، إلى آخر عمره، عما يفرضه فقر البادية على سكانها من طراز حياة وشظف عيش، وهو لم ينتحل أوضاع الأمراء قط مع ما ناله من غنى وجاه عريض.. وكان «صلى الله عليه وسلم» حليماً معتدلاً، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته ليقاسمهم طعامه، وكان يستقبل بلطف ورفق جميع من يودون سؤاله، ويسحر بما يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة، وكان لا يضج من طول الحديث، وكان لا يتكلم إلا قليلًا فلا ينم ما يقول على كبرياء أو استعلاء، وكان يوحي في كل مرة باحترام القوم له.. ودل «صلى الله عليه وسلم» على أنه سياسي محنك. معاناة وإيذاء وفي شهادة أخرى يقول لويس سيدو: بدت في بلاد العرب أيام محمد «صلى الله عليه وسلم» حركة غير مألوفة من قبل، فقد خضعت لسلطان واحد قبائل العرب الحريصة على استقلالها والفخورة بحياتها الفردية، وانضم بعض هذه القبائل إلى بعض فتألفت أمة واحدة. وعقب هجرة نبي الإسلام «صلى الله عليه وسلم» من مكة إلى المدينة أسلم عدد من خيار علماء اليهود في المدينة، صدقوا بمحمد «صلى الله عليه وسلم» واتبعوه بعد أن عرفوه بنعته الوارد في كتبهم، منهم الحبر اليهودي العلامة عبدالله بن سلام. ويضيف سيدو: لقد استطاع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- بعد حوالي 19 سنة- كلها معاناة وإيذاء من المشركين- أن ينتزع من قريش صلحاً سمي صلح الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة، ليتفرغ للدعوة ونشر الرسالة، فبعث رسلًا سفراء من أصحابه، وكتب معهم كتباً إلى الزعماء والملوك، يدعوهم فيها إلى الإسلام، في رسائل وخطابات رفيعة المستوى، سامقة الذوق.. ونجح النبي- صلى الله عليه وسلم- في دعوته على نطاق واسع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©