فاطمة النعمان: الصورة تخلد لحظة من حياتنا وتحبسها داخل عدسة الكاميرا

تألقت أعمال الفنانة الفوتوغرافية فاطمة فؤاد النعمان في معارض التصوير، وحققت مراكز متقدمة في بعض المسابقات التي شاركت بها، وتركت أثراً ضوئياً جميلاً في محيط بلدها السعودية وخارجها، حيث تبدو صورها بحد ذاتها ضوءاً ينبثق من العتمة، خاصة أنها تميل إلى إبراز تفصيل بعينه داخل الصورة، بحيث يخال المشاهد لمعرضها أن صورة الزهور حقيقية فيمدّ أصابعه لقطفها. بينما قطفنا هذا الحوار معها لنقف على بداياتها وتجربتها وأعمالها وطموحاتها. لفتت صور فاطمة النعمان الأنظار إليها بفضل تميزها، فعينها الذكية أضاءت تفاصيل في الطبيعة والأماكن والأشخاص فرصدتها باحترافية رغم سنها الصغيرة، فهي شابة في مقتبل العمر والحياة والصورة والضوء. بدايات اكتشفت النعمان موهبتها وهواية التصوير لديها منذ سن مبكرة، تقول في ذلك: “كانت بدايتي الفعلية في عالم الصورة عام 2007، إنما بدأ حب التصوير لدي معي منذ صغري ونمى مع مضي الوقت وتوالي السنوات. وتجلت البدايات في عالم التصوير من خلال استمتاعي بالتقاط الصور بكاميرا الجوال للذكرى ولتوثيق اللحظات الجميلة في حياتي وحياة من حولي، وبعد ذلك بدأت بالتفكير جدياً باقتناء أول كاميرا لي وكانت مدمجة بسيطة، لكنها ساعدتني في أولى خطواتي لاحتراف التصوير، فعملت على تطوير موهبتي من خلال دروس التصوير المتاحة عبر شبكة “الإنترنت” ومتابعة كل جديد في عالم التصوير، وبعدها اقتنيت كاميرا احترافية”. يعني التصوير الكثير للنعمان، وتنطلق من رؤية لطيفة حوله، تقول: “التصوير بالنسبة لي “تعبير بسيط عميق” عما أشعر به تجاه أشياء معينة أحب تصويرها، وأرى أنه ليس هناك أفضل من التصوير لإيصال مانريد لمن حولنا وإبلاغهم رسالة ما عن قضية ما”. وعن أهمية التصوير أو “الصورة” كثقافة بصرية في عصرنا الحالي، تقول النعمان: “التصوير في عبارة واحدة هو تخليد لحظة من حياتنا والمحيط الذي من حولنا وحبسها داخل عدسة الكاميرا لتنطلق بعد ذلك بحرية. فـكما نعلم رُبَ صورة أبلغ من ألف كلمة وأكثر تأثيراً. ولعل أهم أهداف الصورة الفوتوغرافية تسجيل الحدث وتوثيقه، وكذلك حفظ اللحظات من قبيل الذكرى. وطبعاً هناك الكثير من الأغراض الأخرى”. مشاركات تعتبر النعمان الكاميرا “عيناً ثالثة” ترصد الحدث وتخلده، لذلك تختار أفضل وأجمل العيون، توضح ذلك وتقول: “تعمل الصورة الفوتوغرافية على توثيق اللحظات الجميلة للذكرى ونقل الحدث، وهي من تسهل ذلك، لذا استخدم أفضل أنواعها لتصوير ما أراه يعجبني أو يفترض رصده، وأفضل استخدام الكاميرات الاحترافية ذات التقنيات الوفيرة المتعددة الخصائص للحصول على صور ذات جودة عالية وألوان جميلة”. كما تعتبر النعمان أن التصوير هو من أرقى أنواع الفنون، في ذلك تقول: “لاشك بأن فن التصوير هو من أهم الفنون التي تحمل رسالة ومقولة مباشرة، لذا تقام المعارض في جميع أنحاء الأرض لعرض أجمل وأقوى الصور الفوتوغرافية تعبيراً ورصداً، وإن لم تكن الصور الفوتوغرافية أبلغ وأعمق من أي كلام يقال لما رأينا الكاميرات بهذا الانتشار الواسع فتعدد أنواعها وأغراضها خير دليل على ذلك”. ثمة صور عديدة تعد الأهم في أرشيف النعمان، فهناك صور التقطتها شاركت في مسابقات ونالت جوائز، تقول في ذلك: “شاركت في العديد من المعارض، منها (معرض الأصالة بحائل، ومعرض تراث الصحراء، كذلك بحائل، معرض خير أمة، معرض لحظات عابرة، معرض الليوان الفوتوغرافي، معرض أحاسيس مصورة بالمدينة المنورة، معرض عدسات عربية الرمضاني). كما شاركت في عدة مسابقات، منها (مسابقة كن داعياً، المملكة بعدسات شبابها، مسابقة الزاوية، مسابقة المملكة 2008) فضلاً عن مشاركتي في مسابقة مجلة Outdoor Photographer”. تحتل بعض صور النعمان مكانة عالية وغالية في قلبها، فلكل صورة حكاية وإحساس وذكرى، تقول: “من أقرب أعمالي لقلبي “There was Eid” قمت بتصويره والعمل عليه بكل طاقتي ومشاعري وبكل ما بقلبي من حنين لوالدي -رحمه الله- وقد أجمع كثر على أنه من أجمل أعمالي وأقربها للنفس. كما حظيت صور أخرى لي بمتابعة النقاد والإعلام، وبعضها ذهب أغلفة لكتب أدبية”. زهور وعلى الرغم من تنوع مواضيع صور النعمان إلا أن موضوعاً بعينه تفضله، تقول موضحة ماهيته: “أقوم بتصوير عدة مواضيع لكن نفسي تتوق نفسي لتصوير الزهور بكل أنواعها ومختلف ألوانها، حيث أحب التنوع في اختيار أشكالها وألوانها التي تدخل البهجة على النفس. كذلك أميل إلى تصوير الأطفال، إذ تجذبني فيهم البراءة والشقاوة والمشاكسة”. وتصف النعمان الحركة الفنية في مجال “التصوير الفوتوغرافي” في السعودية والخليج العربي “نشيطة جداً”، وتضيف: “تزخر السعودية بالعديد من المصورين المبدعين والمحترفين من الجنسين. وأنظر بإعجاب وتقدير إلى ماتقوم به دول الخليج عامة ودولة الإمارات تحديداً من إقامة العديد من الورش والدورات والمعارض والمسابقات لدعم المصورين الهواة والمحترفين، ففي الإمارات وحدها هناك نحو 10 مسابقات كبرى للتصوير”. تأخذ الأحلام والطموحات فاطمة النعمان إلى آفاق واسعة عربياً وعالمياً (لديها معرض دائم في منتدى عالمي خاص بالتصوير) ترجو معها أن تحقق بصمة ثابتة في عالم التصوير وخاصة في مجال صور الزهور. باقة من بطاقة ? الفنانة الفوتوغرافية فاطمة فؤاد النعمان- من المملكة العربية السعودية. ? مواليد المدينة المنورة عام 1988. ? تحمل بكالوريوس في هندسة الحاسبات. ? إحدى مشرفات التصوير في منتدى “جسد الثقافة”. ? شاركت في عدة معارض ومسابقات فوتوغرافية، وخاضت بنجاح تجارب في التصوير الإعلاني. ? بعض صورها باتت أغلفة لكتب أدباء، ومنهم الكاتبة (مها النهدي).