الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة يهدد موسم إنتاج الحبوب في أميركا

ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة يهدد موسم إنتاج الحبوب في أميركا
14 يوليو 2012
تهدد موجة الحر الشديد إنتاج الموسم الحالي من الحبوب في أميركا، مما يقضي على آمال تحقيق عائدات كبيرة ويتسبب في ارتفاع الأسعار. وربما ينتج عن انخفاض متوسط الإنتاج مشاكل وخيمة في أسواق السلع الغذائية في مختلف أرجاء العالم، خاصة أن أميركا أكبر المصدرين للذرة والقمح وفول الصويا في العالم. وارتفعت أسعار الصويا لأرقام قياسية منذ أزمة 2007، لتبلغ هذا العام 30% منذ منتصف يونيو الماضي. وبرز القلق بشأن حجم المحصول الأميركي بعد أشهر فقط من ضرب الجفاف لحزام الصويا في أميركا الجنوبية الذي يشمل البرازيل والأرجنتين والأروجواي والباراجواي. ويعكس الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في هذه المنطقة، مدى الدور الذي يمكن أن تلعبه مثل هذه الظواهر في تغيير اتجاه تجارة المواد الخام في الأسواق العالمية. وتعرضت أكبر الولايات الأميركية الزراعية مثل إلينوي وإنديانا، لارتفاع شديد في درجات الحرارة تجاوز 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) لعدة أيام. وحققت عقود الصويا الآجلة ارتفاعاً في الآونة الأخيرة بنسبة 1,5% إلى 15,2 دولار للبوشل الواحد في أعلى معدل لها منذ يوليو 2008. كما ارتفعت أسعار الحبوب الزيتية 15% منذ بداية يونيو الماضي عندما غطت درجات الحرارة العالية المزارع. وناهزت أسعار الذرة 7 دولارات للبوشل لأول مرة منذ سبتمبر الماضي. وفي حالة استمرار ارتفاع درجات الحرارة، من المتوقع أن يتحول تركيز السوق من الذرة إلى الصويا التي يحين موعد حصادها متأخراً. وتعتبر السوق مثيرة للقلق بالفعل في أعقاب الحصاد المخيب للآمال في كل من البرازيل والأرجنتين، بالإضافة إلى استمرار تقلص المخزون العالمي. ويقول برايان فوش، خبير الأرصاد في “المركز الوطني لتخفيف الجفاف”: “لم ينتشر الفشل على نطاق واسع حتى الآن، لكن من المؤكد أنه يتقدم بسرعة ملحوظة”. وأعلنت “وزارة الزراعة الأميركية” مؤخراً عن أن أقل من نصف محصول الذرة الأميركي في حالة جيدة أو ممتازة، بينما نحو 22% في حالة متردية مما قاد إلى خفض التقديرات الأخيرة. وتحول دفء الطقس الذي شجع المزارعين على زراعة الحبوب بسرعة، إلى درجات حرارة عالية أدت إلى تدمير المحاصيل الزراعية. ويقول حسين علي الدين، مدير أبحاث السلع في “مورجان ستانلي”: “إن المزيج من انخفاض رطوبة باطن التربة التي هي انعكاس لشح الأمطار خلال فصل الشتاء، مع ارتفاع حرارة الجو الذي تشهده أميركا في الوقت الحالي، ربما يقود إلى نتائج سيئة بالنسبة لإنتاج الصويا والذرة”. وتعتبر النتائج غاية في الخطورة بالنسبة لأسعار السلع الغذائية العالمية وللنشاط التجاري الزراعي، نظراً إلى أن أميركا توفر نصف صادرات الذرة العالمية والثلث من الصويا. ويجدر بالذكر أن طلب كلا السلعتين ارتفع وذلك نسبة إلى زيادة استهلاك اللحوم في دول الأسواق الناشئة. ويهدد ارتفاع درجات الحرارة توقعات تحقيق محصول قياسي بعد زراعة أكبر مساحة من الذرة في أميركا في غضون 75 عام. وأعلنت “وزارة الزراعة الأميركية” عن زراعة نحو 96,4 مليون فدان من الذرة بزيادة 5% خلال فصل الربيع الحالي مقارنة بالموسم الماضي وبزيادة 541,000 ألف فدان عن المساحة التي تم تقديمها للحكومة في أوائل مارس الماضي. وكذلك زيادة مساحة الصويا بنحو 1% عن السنة الماضية. وفي آخر توقعاتها قبل حدوث موجة الحر، أشارت تقديرات الوزارة إلى أن متوسط إنتاج الذرة سيحقق رقماً قياسياً غير مسبوق يصل إلى نحو 4,2 مليون طن. ولا يدور النقاش بين المحللين الآن حول خفض هذه التوقعات، بل حول مدى الحجم الذي يكون عليه الخفض. ولا يتوقع أي من المراقبين تكرار موسم حصاد 2007 – 2008، لكن في حالة ازدادت الأحوال سوء، من المؤكد أن ينعكس تأثير ذلك على الأسواق. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©