الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نقاد عرب: أصبح لأبوظبي تقاليدها السينمائية الخاصة

نقاد عرب: أصبح لأبوظبي تقاليدها السينمائية الخاصة
16 أكتوبر 2010 23:07
يحفل مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الرابعة برؤى جديدة وفعاليات ذات غايات كبرى، أهمها الارتقاء بفن السينما الخليجية الشابة والبحث عن أصول السينما العربية والعالمية وتقديمها بحلة جديدة، هذا بالإضافة إلى ما يتصل بالبيئة والاهتمام بها. في برنامج المهرجان أشياء كثيرة من النشاطات والأفلام التي تمثل طروحات صانعي السينما في العالم، وهم يشاركون بحضورهم مع أفلامهم. هذا بالإضافة إلى حرص منظمي المهرجان أن تقدم آخر نتاجات السينما العالمية في عام 2010. وفي أبوظبي تتلاقح الثقافات وتتجذر جسور الثقافة المحلية وتمتزج خبرات الإبداع السينمائي مع بعضها كي تتحقق الاستفادة وتتعمق الصلات بين الحضور من المبدعين العالميين ومبدعي السينما الإماراتية والخليجية والعربية. هذه غايات مهمة وعميقة يريد مهرجان أبوظبي السينمائي أن يكرسها عبر أربع دورات تعاقبت منذ انطلاقته، ولابد أن نقر حقيقة أن ما بين الدورة الأولى والدورة الرابعة هذه مساحة من الخبرة والتأمل والاجتراح، وكل ذلك نشعر به حال قراءتنا لبرنامج المهرجان ورؤيتنا للنجوم الحضور ومشاهدتنا لاهتمام العالم عبر مختلف وسائل الإعلام الموجودة في المهرجان. حيث نلمس الحضور الفاعل والاهتمام الاستثنائي والإقبال الكبير من قبل الجمهور الذي بدأ يملأ قاعات العروض منذ اليوم الأول لافتتاح المهرجان. كل تلك المشاهدات دلائل إيجابية حقاً، ولكي تتعمق رؤيتنا هذه لابد لنا أن نوجهها إلى أصحاب الاختصاص السينمائي وبخاصة النقاد الذين يبصرون بعيون مختلفة ويتناولون الحدث بأقلام منصفة، ويتعاملون مع ما يقدم على الواقع بطريقة صادقة وموضوعية. ومن هذه المنطلقات كانت هناك آراء وهناك أفكار للتطوير وهناك نظرة شاملة تقرأ فعل تطور المهرجان منذ دورته الأولى والمأمول أن يتحقق في هذه الدورة الرابعة، وما سيحتمل أن تكون عليه الدورة الخامسة وما هي ركائز هذا التطور وكيف بدأ وإلى أين يصل؟. ومن خلال هذا كله توجهت “الاتحاد” إلى نقاد سينمائيين عرب بسؤال مهم يتلخص في كيفية قراءتهم لواقع الدورة الرابعة هذه؟ وما هي أهم ملامحها وجديدها وغاية مفاصلها التي التقت عندها أفلام الشرق بالغرب في أبوظبي؟. خصوصية متفردة يقول الناقد السينمائي السوري بندر عبد الحميد: بين دورة المهرجان الأولى ودورته الرابعة رسم مهرجان أبوظبي السينمائي خطاً صاعداً في نشاطاته السينمائية المتعددة والمتكاملة، كماً ونوعاً، من خلال متابعة الأفلام الجديدة في الغرب والشرق، مع الحرص على الأفلام العربية عموماً وأفلام الجيل الجديد من السينمائيين، وفتح أبواب الدعم والمساندة للمشروعات المطروحة على الورق، وهو بذلك يؤسس لتقاليده الخاصة به، وهي تقاليد تعطيه صفة المختلف والمتميز، بين المهرجانات الدولية والإقليمية. في الدورة الأولى من هذا المهرجان صدرت مجموعة من الكتب التي تدعم الثقافة السينمائية، وتوقفت هذه الفكرة في الدورات الأخرى، ولابد من إعادة النظر في هذا المشروع الذي ينسجم مع الخطوط الأخرى للمشروعات المفتوحة على الإنتاج السينمائي والثقافة السينمائية في أشكالها المتعددة. وأضاف “يمكننا أن نلاحظ اهتمام الجيل الجديد في الإمارات بالسينما، من خلال المخرجين المعروفين والمخرجين الجدد ولجمهور السينمائي مع حضور فاعل للمرأة الإماراتية في التفاعل مع الأنشطة السينمائية المتعددة، كل هذا يتوازى مع الاهتمام الواضح والمتجدد بالفنون الأخرى بالتوازي مع الاهتمام بالسينما”. وقال: “أفكار جديدة، ومشروعات إنتاج وعروض أفلام، تصب كلها في أشكال متعددة، في رغبة في التواصل والانفتاح على الفنون في العالم كله، والسينما خاصة في إبداعاتها المتجددة، وتفاعلها وتأثيرها في الحياة اليومية، وفي المعمار الثقافي الشامل”. إنجاز جمالي من جانبه يقول الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن “إن وجود مهرجان سينمائي في منطقة الخليج وبخاصة في أبوظبي هو إنجاز معرفي وإبداعي وجمالي، ومن هذا المنطلق لابد لي أن أتحدث بكل شفافية ووضوح لكي أصف مهرجان أبوظبي السينمائي بأنه إنجاز حقيقي يرفد غيره من المهرجانات والملتقيات السينمائية في المنطقة العربية بإبداعات جديدة في عالم الفن السابع”. ويضيف “إن مهرجان أبوظبي السينمائي يمتلك خصوصية كونه يتيح الفرصة للقاء والتحاور بين صُنّاع السينما الإماراتية ونظرائهم من صُنّاع السينما العربية والعالمية، وإنني اتطلع إلى أن تشهد الدورات المقبلة من المهرجان إضافات جديدة ونوعية لمهام المهرجان من ناحية تسويق الفيلم العربي إلى خارج حدود المنطقة، وأيضاً تنويع السوق السينمائية في الإمارات بأفلام من ثقافات عالمية متنوعة، مثل أفلام السينما الأفريقية والأوروبية والآسيوية التي لا تجد لها فرصاً للعرض خارج نطاق المهرجانات”. وأشار ناجح حسن إلى تنوع فعاليات المهرجان واعتبرها تجديداً متطوراً في الدورة الرابعة التي يعيشها المهرجان الآن، وقال “كنت أرى حقاً مدى صعوبة المهام الملقاة على أكتاف القائمين على المهرجان من ناحية جلب أفلام عربية تتفق مع رؤية المهرجان من حيث حداثتها وقيمها الجمالية والفكرية لكون الإنتاج السينمائي في المنطقة العربية محدود المساحة، وفي هذا الإطار رأينا تنوعاً في مفاصل الفعاليات، ومنها أفلام البيئة والأفلام الوثائقية والقصيرة. وأكد ناجح حسن أهمية وجود صندوق منح “سند” واعتبره نافذة يطل من خلالها صُنّاع السينما على المشهد السينمائي العالمي والعربي. وقال “أرى أن هذه المبادرة تشكل خطوة مهمة لتأكيد حضور الفيلم العربي إلى جوار الأفلام العالمية ويعمل على تعزيز صناعة الأفلام العربية في الوقت الذي تشهد فيه ركوداً وانحساراً لضآلة الإمكانات المادية التي يعيشها صُنّاع الفيلم العربي، بسبب غياب دعم المؤسسات لهذا النوع من الإبداع”. مهرجان حقيقي من جانبه قال الناقد المصري أمير العمري: إن مهرجان أبوظبي السينمائي يعتبر مهماً جداً، فقد كنت أتصور في العام الماضي أنه مهرجان مظهري لكنني فوجئت بأنه مهرجان حقيقي، بمعنى أن هناك أفلاماً مختارة بعناية وبدقة، وأنه يمتلك برنامجاً مثيراً للاهتمام، وفيه أفلام تعرض لأول مرة في العالم، وهي عروض دول لا تعرض مسبقاً”. وأضاف “من إيجابيات المهرجان أن هناك توازناً واضحاً بين الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية، حيث أصبحت الأخيرة جزءاً عضوياً من المهرجان”. وقال” من الأشياء التي لفتت نظري واعتبرها من العلامات المهمة في المهرجان هو وجود جمهور كبير امتلأت به قاعات العروض. وأعتقد أن الدورة الرابعة سوف أرى فيها جمهوراً كبيراً تراكمت لديه الخبرة في الحضور والاستعداد لتقبل السينما العالمية ومناقشتها وإبداء رأيه فيها”. وأضاف: “أعتقد أن مساهمة النقاد العرب تعتبر ضرورة وأساسية ولابد لنا أن نقوم بدور فاعل واقعي الإيجابية سواء في مناقشة الأفلام أو في لجان التحكيم الدولية التي بكل أسف نلاحظ أنها تخلو من النقاد العرب، بينما أرى أنا شخصياً من خلال تجربتي الخاصة في لجان التحكيم أن وجود ناقد سينمائي في لجان التحكيم يساهم في تحقيق الكثير من التوازن داخل اللجنة في مناقشاتها وقراراتها، لأن الناقد الموضوعي ليست له انحيازات مسبقة، الأسلوب السينمائي المعين بكل مهرجان سينمائي الذي تراه ينتمي إلى هذا الأسلوب دون ذاك”. الانتقالة النوعية ومن جانبه يقول الناقد العراقي قيس قاسم: “عندما وصفنا من قبل الدورة الثالثة بأنها دورة انتقالية باعتبارها دورة نوعية بحق.. الآن لابد لنا أن نقول إن الرهان قد تجسّد في الدورة الرابعة، ولذا من المهم جداً على الدورة الحالية أن تجسد الانتقالة النوعية تلك إلى مستوى تطبيقي أكثر أي بمعنى آخر أن يتحقق الانحياز إلى السينما دون غيرها”. وأضاف: “لا أجد أن الاعتبارات خارج إطار السينما هي ما يهمنا فليس فيها من الإبداع الشيء المهم، الإبداع يتجسد في ذات السينما المبدعة”. وقال: “لقد اطلعنا منذ اليوم الأول على برنامج المهرجان وبخاصة ما يعرض فيه من أفلام وقد وجدنا فيه شيئاً مميزاً بحق وهو حضور السينما الأوروبية، وخاصة السينما الوثائقية إلى جانب السينما التي تنتمي إلى المنطقة نفسها، أي السينما الخليجية والعربية. وأرى أن الانتقال الفني المبدع في السينما الوثائقية سوف يساهم ويشكل وعياً جديداً في تقبل هذا النوع من السينما من دون الاهتمام بالروائية فقط، وأنا أتحدث تحديداً عن الاختيارات في هذا المضمار، فهناك أفلام مهمة من الدول الاسكندنافية والأوروبية عموماً، إلى جانب الوثائقي العربي، كما أرى أن المشاركة العربية من خلال الدعم الذي نراه في مهرجان أبوظبي السينمائي لابد أن يساعد على حد معقول في تطوير الإنتاج السينمائي العربي بشكل فاعل، بحيث يكون المهرجان نشطاً في إطار الجغرافية التي ينبع منها عبر مفهوم التفاعل مع المكان”. وأضاف: “أعتقد أن هذا التفاعل يمتلك تميزه وهو لا يختلف كثيراً عن المهرجانات العالمية التي تدعم السينما من خلال صناديق الدعم لأفلام مختلفة تنتمي إلى مشكلات المكان الآخر”. لمسات رؤيوية أما الناقد السوري باسل العودات فيقول “يمكن القول إن بيتر سكارليت استطاع وفريقه الفني تجسيد الهدف الذي تسعى إليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتثبيت مهرجان أبوظبي السينمائي كواحد من أهم المهرجانات السينمائية على مستوى العالم العربي. ويتجلى ذلك بشكل واضح ليس فقط في حسن التنظيم ودفء المكان، بل أيضاً في تنوع العروض والمدارس السينمائية والمناطق الجغرافية التي تنتمي إليها الأفلام المختارة لمسابقة المهرجان وبرامجه السينمائية الأخرى، فضلاً عن وفرة العروض العربية والعالمية الأولى التي انفرد بها المهرجان، وهي أمور تُحسب لمبرمجي هذه الدورة”. وقال”من الواضح أن التغييرات الهيكلية التي أجراها المشرفون على المهرجان، كتأسيس صندوق (سند) الذي يُقدم منحاً للتطوير والإنتاج، واستحداث مسابقة (آفاق جديدة) للأفلام الأولى للمخرجين، ودمجها بمسابقة (أفلام من الإمارات) لتصبح جزءاً من مسابقات المهرجان، كلها مؤشرات إلى أن المهرجان في طريقه للانتقال من مهرجان يحتفي بالسينما إلى مؤسسة متكاملة تـُعنى بالفن السابع وشؤونه”. وأضاف “بعد أربع سنوات من عمر المهرجان بات من المطلوب أن يحافظ على وتيرة التطور التي سار بها، وأن ينتبه المشرفون عليه لجميع التحديات التي تواجهه، وأخيراً، لابد من التنويه بالتكريم الخاص في حفل الافتتاح للمخرج جعفر بناهي، ما يؤكد الرسالة الإنسانية للمهرجان، حاله كحال السينما عموماً، حاملة لرسائل الأمل والحرية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©