السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبح «الساموراي» يقض مضاجع «الكنجارو»

شبح «الساموراي» يقض مضاجع «الكنجارو»
19 يناير 2015 22:30
سيدني (أ ف ب) لم تكن أهمية الخسارة التي منيت بها أستراليا المضيفة أمام كوريا الجنوبية (صفر - 1) في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لكأس آسيا 2015، محصورة بهوية الطرف الذي سيواجهه أصحاب الضيافة في الدور ربع النهائي وحسب، بل إن ذيولها أبعد من ذلك بكثير. ويمكن القول إن المنتخب الأسترالي دفع غاليا ثمن خيارات مدربه إنجي بوستيكوجلو الذي سار في مباراة فريقه ضد كوريا الجنوبية بعكس تصريحاته ومواقفه. لقد طالب بوستيكوجلو لاعبيه بعدم الانجراف خلف الحماس الجماهيري والبقاء على أرض الواقع بعد الفوزين الكبيرين اللذين حققهما «سوكيروس» على حساب الكويت (4 -1 ) وعمان (4 - صفر)، لكن هو من بالغ في تقديره لقدرات فريقه عندما قرر إجراء تعديلات بالجملة أمام كوريا الجنوبية وأبرزها إبقاء تيم كاهيل وروبن كروز على مقاعد الاحتياط. وكان المنتخبان قد ضمنا تأهلهما إلى الدور ربع النهائي من البطولة القارية بعد أن حقق الأستراليون فوزين كبيرين على الكويت وعمان ما جعل الجمهور المحلي يحلم باللقب منذ الآن، فيما خرج «محاربو تايجوك» بفوزين بشق الأنفس على عمان والكويت (1 - 0 في المباراتين)، ما جعل «سوكيروس» مرشحاً لحسم هذه المواجهة، لكنه اصطدم بعناد رجال المدرب الألماني أولي شتيليكه الذي خرجوا فائزين للمرة الثالثة بهدف وحيد. وكان التعادل كافياً لأستراليا لضمان صدارة المجموعة بسبب فارق الأهداف الكبير بينها وبين كوريا الجنوبية، لكن سيضطر رجال بوستيكوجلو إلى مواجهة الصين بطلة المجموعة الثانية في الدور ربع النهائي، فيما تلتقي كوريا الجنوبية مع أوزبكستان. والمشكلة ليست في مواجهة الصين التي فازت في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات لأول مرة في تاريخها، بل المشكلة أن أستراليا ستضطر أولا للقاء رجال المدرب الفرنسي آلان بيران على ملعب بريزبين الذي تذمر منه الجميع بسبب عشبه السيء، إضافة إلى الرطوبة العالية في المدينة. وكان بوستيكوجلو من الذين تذمروا من أرضية «ستاد بريزبين»، وهو قال بعد لقاء كوريا الجنوبية التي ستواجه أوزبكستان في ملبورن: «أنا لست راضياً عن أرضية الملعب، سيشكل هذا الأمر عائقاً يوم الخميس». أما نجم المنتخب الأسترالي تيم كاهيل فوصف أرضية الملعب بـ«المخزية»، فيما كان مدرب الصين بيران أول من انتقد أرضية هذا الملعب منذ بداية البطولة، قائلاً: «لا يستحق (الملعب) أن يكون في البطولة». ودفعت هذه الانتقادات بالمنظمين إلى التحرك من أجل العمل على مد عشب جديد في منطقتي الست ياردات، كما اتخذوا قرارا بنقل تمارين إيران والإمارات بعيداً عن الملعب عشية مواجهتهما في بريزبن في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. ولا تنحصر ذيول الخسارة أمام كوريا الجنوبية في «ستاد بريزبين» بل سيضطر أصحاب الضيافة، وفي حال تخطيهم الصين إلى خوض لقاء الدور نصف النهائي على ملعب نيوكاسل الذي لا يتسع لأكثر من 22 ألف متفرج، وهنا المشكلة الكبيرة التي تنقسم إلى جزئين: الملعب وسعته وهوية الفريق الذي سيواجه الأستراليون في 28 الشهر الحالي، والمرجح بقوة أن يكون المنتخب الياباني حامل اللقب والساعي إلى تتويجه القاري الخامس. ورغم أن الموقع الرسمي للبطولة يشير إلى أن الملعب يتسع لـ 33 ألف متفرج، فإن قوانين الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واستناداً إلى معايير الملعب لن تسمح بأن يحتضن «هانتر ستاديوم» أكثر من 22 ألف متفرج، أي أقل بحوالي 60 ألف متفرج كان من المتوقع تهافتهم إلى «ستاديوم أستراليا» في سيدني لو تمكن «سوكيروس» من تجنب الهزيمة أمام كوريا الجنوبية. والمشكلة التي تواجهها أستراليا هي أن الخصم المحتمل جداً سيكون المنتخب الياباني، وليس ذلك بسبب مواهب وخبرة «الساموراي» وحسب، بل لأنه من المتوقع أن يسافر آلاف اليابانيين إلى أستراليا لكي ينضموا إلى المشجعين المتواجدين أصلاً هناك من أجل مؤازرة حاملي اللقب، ما يعني أن على جمهور «سوكيروس» تشارك تذاكر المباراة مع نظيره الياباني، خصوصاً إذا ما علمنا بأن أكثر من 17 ألف مشجع تهافتوا لمتابعة المباراة الأولى لفريق المدرب المكسيكي خافيير أجويري ضد فلسطين (4 - صفر) على الملعب ذاته. ولم يكن الحضور الجماهيري الكبير مشكلة لملعب «هانتر ستاديوم»، المعروف بـ«نيوكاسل ستاديوم» في كأس آسيا بسبب مسألة الرعاة، في الأحداث الرياضية التي يستضيفها لأنه يسمح للجمهور بالانتشار على التلال المتواجد خلف المرميين ما يرفع قدرة استيعابه إلى 33 ألف متفرج أو أكثر لكن قوانين الاتحاد الآسيوي تمنع هذا الأمر وتفرض بأن يكون كل الجمهور جالسا على مقاعد مرقمة. «إن القدرة الاستيعابية لنيوكاسل ستاديوم في كأس آسيا تبلغ حوالي 22 ألف معقد»، هذا ما قاله متحدث باسم اللجنة المنظمة المحلية، مضيفاً «أن مباراتي الدور نصف النهائي والمركز الثالث قد تشهدان وجود منتخبات مثل أستراليا والصين واليابان، وبالتالي نحن نحث الجمهور على شراء التذاكر باكراً من أجل ضمان مقاعده وتجنب خيبة الغياب عن أهم مباريات كرة قدم احتضنتها نيوكاسل في تاريخها». واختيرت نيوكاسل لاستضافة مباراتين في دور المجموعات وأخرى في نصف النهائي، إضافة إلى مباراة المركز الثالث، وذلك بعدما نجحت ولاية نيو ساوث ويلز في الحصول على أكبر عدد من المباريات في البطولة القارية كون ملعب سيدني «ستاديوم أستراليا» المجاور لنيوكاسل حصل على أربع مباريات في دور المجموعات وأخرى في نصف النهائي، إضافة إلى المباراة النهائية. وكان الأستراليون يمنون النفس بتجنب اليابان حتى المباراة النهائية وخوض مباراة الدور ربع النهائي في ملبورن ضد أوزبكستان عوضاً عن بريزبن في مواجهة الصين، ومباراة نصف النهائي في «ستاديوم أستراليا» في سيدني ضد إيران أو الإمارات أو العراق. لكن في نهاية المطاف، هناك قاعدة في كرة القدم وفي جميع الرياضيات تقول إنه لكي تكون الأفضل عليك تخطي جميع المنافسين وإذا أراد الأستراليون الفوز باللقب في مشاركتهم القارية الثالثة فقط بعد انضمامهم إلى القارة الآسيوية عام 2006، عليهم تخطي اليابان في مرحلة من المراحل إن كان في نصف النهائي أو النهائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©