دان مجلس الأمن الدولي فجر أمس الهجمات التي تشنها مجموعات متطرفة في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، وأعرب عن دعمه الكامل للحكومة اللبنانية وجهود الجيش في مكافحة الإرهاب، وطالب في بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه الـ15، مجلس النواب بالعمل على إجراء الانتخابات الرئاسية دون مزيد من التأخير، وفي أقرب فرصة ممكنة.
داعياً كل الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار، ومشدداً على ضرورة أن يعمد جميع اللبنانيين إلى الالتزام ببيان بعبدا واحترام سياسة لبنان في النأي بالنفس عن النزاع الدائر في سوريا والامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية.
وكان الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المنسق الخاص للمنظمة الدولية في لبنان بالإنابة، روس ماونتن، قد نقل بيان مجلس الأمن إلى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، وشدد في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، على أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الجيش والقوى الأمنية في لبنان في جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
كما التقى سلام السفير الأميركي ديفيد هيل الذي قال «إن الولايات المتحدة تتابع عن كثب الوضع في عرسال، وتجدد دعمها للجيش اللبناني وللأجهزة اللبنانية في عملها لتأمين حماية حدود لبنان وحمايته من الإرهاب وإبعاده عن النزاعات الإقليمية من خلال سياسة النأي بالنفس»، وأضاف «إن الولايات المتحدة تحيي شجاعة عناصر قوى الأمن في مواجهة هذه التهديدات، وتؤكد أن برنامجها لدعم الجيش اللبناني مستمر ومتواصل لمساعدته على محاربة الإرهاب ومواجهة التحديات الأخرى».
ودانت بريطانيا الهجوم على الجيش اللبناني واستمرار العنف في عرسال، مؤكدة التزامها بدعم الاستقرار في لبنان.
وقال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توباياس إلوود «لا بد من احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وأهيب بإنهاء القتال»، وأضاف «إن بلاده ستبقى ثابتة بعزمها على دعم الاستقرار في لبنان، وملتزمة بمساعدة الجيش اللبناني في تعزيز أمن المناطق الحدودية».
وتابع قائلاً «إن أحداث كهذه إلى جانب المعاناة اليومية الفظيعة التي يعيشها ملايين السوريين، تبرهن بأن ضرورة التوصل لتسوية سياسية في سوريا لم تكن يوماً ملحّة أكثر مما هي عليه اليوم»، مشيراً إلى أن بلاده ملتزمة بالعمل مع الممثل الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، ومع المعارضة المعتدلة لتهيئة الظروف لذلك.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية الأحداث الأخيرة في عرسال بالتحدي الجدي للأمن والاستقرار في لبنان، وأكدت موقفها المبدئي من ضرورة الحفاظ على استقلال ووحدة الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى دعمها للقوات المسلحة وقوات الشرطة اللبنانية التي تواجه الخطر الإرهابي.
ودعت شركاءها الدوليين إلى تقييم موضوعي للظواهر الخطرة للغاية التي ظهرت في سوريا والعراق ولبنان، وأضافت «إنه من الضروري التخلي عن سياسة المقاييس المزدوجة وتجنب اتخاذ خطوات لا تؤدي إلى الردع، بل بالعكس إلى زيادة الخطر الإرهابي والمتطرف في الشرق الأوسط».
(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
