الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نقد متزايد للإدارة الأميركية بين المحللين في واشنطن

8 أغسطس 2006 00:29
نيويورك ـ أحمد كامل: يزدحم فضاء أجهزة الإعلام الأميركية الآن بالتعليقات المختلفة حول ما يحدث في لبنان· وتمضي هذه التعليقات في اتجاه عام يكشف عن أن لدى المحللين الأميركيين دراية ـ تثير الدهشة أحيانا ـ بالأوضاع اللبنانية حتى ليبدو لوهلة أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هؤلاء المعلقين لا يجلسون في مقاعد اتخاذ القرار· ولا يعني ذلك بالضرورة أن كل التعليقات تمضي في اتجاه صحيح يسمي العدوان باسمه دون رتوش· إلا أن الآراء ـ على اختلافها ـ تعكس فهماً لتعقيدات وضع لبنان الداخلي ونقداً لسياسة الإدارة وتحليلاً للسياق الإقليمي الذي تفجرت فيه الحرب، رشتارد هاس ـ مثلاً ـ الذي عمل مستشاراً لوزير الخارجية عام 2000 قال إنه ضحك كثيراً حين سمع بوش يقول إن الوضع في لبنان هو ''فرصة'' لإقامة شرق أوسط جديد· هاس حذر من الآثار غير الملموسة لموقف الإدارة من الأزمة اللبنانية بقوله ''مشاعر العداء لنا ولكل ما هو أميركي تتزايد بسرعة خارقة في العالم العربي، فضلاً عن ذلك فإن الرأي العام الأوروبي يشهد كل يوم مشاهد القتلى من اللبنانيين ويسمع مسؤوليه يلقون باللوم على واشنطن لأنها أتاحت فترة زمنية أمام إسرائيل لكي تنجز مهمتها، وكل هذا يرفع من درجة العداء لنا إلى مستويات غير مسبوقة''· الأوروبيون والأميركيون يد أن هنري باركي المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي يدرس الآن في جامعة ليهلي يختلف مع هاس بشأن الأوروبيين، فقد قال باركي ''لم يطرح الأوروبيون موقفاً مختلفاً من الناحية الجوهرية مع ما طرحه بوش إلا بعد أن امتدت العمليات لأطول مما كان متوقعاً، فقد طالب الأوروبيون بوقف النار فوراً ولم توافق الإدارة على ذلك''· وأضاف باركي ''ولكن الأمر المهم هو أن الأوروبيين يدركون الآن في ضوء كل ما حدث مدى خطورة إيران ومدى خصورة نفوذها وتأثيرها في المنطقة، لم يكن حزب الله ليوجد أصلاً بدون الإيرانيين، والآن يبرهن الحزب أنه قادر على خلط الأوراق في المنطقة برمتها· إن مدى الخطر الذي تمثله طهران وسياساتها بات ملموساً وواضحاً لدى الأوروبيين بعد أحداث لبنان· وقبل ذلك كان الأوروبيون يقولون إننا نبالغ في قلقنا من النوايا الإيرانية''· أما مارا رودمان التي عملت نائبة لمستشار الأمن القومي إبان فترة رئاسة بيل كلينتون فقد قالت إن الأمور تتداعى الآن بسرعة في الشرق الأوسط، وأضافت رودمان ''قلما رأيت لحظة بهذا السوء تمر بها المنطقة· فمن المؤكد أن هذه المواجهة العسكرية لن تنتهي إلى حل دائم وثابت، ذلك أن اسرائيل لن تستطيع تدمير حزب الله والحزب لن يتوقف عن مناصبة إسرائيل العداء عسكرياً إلا لو تعدلت الأوضاع الإقليمية برمتها''· وقالت رودمان ''إيران وحزب الله يشعران الآن بجرأة أكبر، وسوف تذهب قوات حفظ السلام الدولية لتصبح بدورها هدفاً لعمليات حزب الله، ولن تتوقف دمشق أو طهران عن دعم الحزب لأن لكل منهما أجندة يمكن تحقيق بعض عناصرها من استمرار المواجهة، يحدث كل ذلك فيما يتمزق العراق بفعل الصراعات الطائفية وفيما تتزايد مشاعر الكراهية للولايات المتحدة، وفيما تنمو مظاهر الشقاق الطائفي في المنطقة وفيما تتوسع الحركات الإسلامية الراديكالية وفيما تتزايد قاعدة الراغبين في التوجه الى العراق لمحاربة الأميركيين· كل هذه الأمور متشابكة وتتحرك معاً· انه وضع مقلق، بل إنه مقلق للغاية''· ما بعد العمليات وأما جون الترمان الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فقد شاء أن يسلط الضوء على مرحلة ما بعد العمليات العسكرية قائلاً: ''سوف يعين حزب الله بأموال إيرانية تشييد مدن وقرى الجنوب وسيؤدي ذلك إلى زيارة رصيده السياسي فوق ما زاده بالفعل خلال المواجهة، في المقابل فقد خسرت الولايات المتحدة وأصدقاؤها المعتدلون في المنطقة ولن يكون بامكانهم تعويض هذه الخسائر في فترة زمنية مقيدة''· وأما فريق كابلان المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي فقد قال إن هدف الإدارة بإنشاء شرق أوسط جديد هو هدف يخرج بين الأوهام والأمنيات غير العملية، وأضاف كابلان ''إننا لا نعرف أولاً إذا كان الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدثون عنه سيكون أفضل من القديم، ولكننا نعرف جيداً أن هناك كثيرين احترقت أصابعهم وهم يحاولون تغيير الشرق الأوسط دون جدوى''· وأضاف كابلان ''كان بوسع الرئيس بوش فرض وقف لاطلاق النار في وقت مبكر إذا أراد ذلك ولكنه لم يفعل لأنه رأى في تدمير حزب الله خطوة نحو الشرق الأوسط الجديد·· أي أنه قبل باستمرار هذه المأساة الإنسانية لتعلقه بوهم لن يتحقق، هو ذلك الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدثون عنه، إلا أن ما فعله بوش لن يفضي إلى شرق أوسط جديد ولا حتى إلى تدمير حزب الله، انه سيسفر عن أمور أخرى كثيرة المؤكد منها هو تزايد مشاعر الكراهية للأميركيين في كل مكان من تلك المنطقة المضطربة''· أما روبرت مالي مساعد الرئيس كلينتون للشرق الأوسط فإنه أوضح أن الولايات المتحدة افترضت أن الوقت لصالح اسرائيل، وأضاف ''كان علينا أن نعرف أفضل، فليس هناك دليل على أن اسرائيل تمكنت أو ستتمكن من توجيه ضربة قاضية لحزب الله، فضلاً عن ذلك فإن الحزب عزز مواقعه السياسية الداخلية والاقليمية كثيراً، فضلاً عن ذلك فإن الرئيس بوش الذي قال إنه يريد دعم حكومة فؤاد السنيورة لم ينصت ولو لمرة واحدة لصوت رئيس الوزراء اللبناني وهو يتضرع لوقف اطلاق النار· ولا شك مدى في أن من شأن ذلك أن يضعف الحكومة اللبنانية الحالية وأن يزيد من نفوذ حزب الله في لبنان''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©