السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل دمرت المباني والمقاومة اللبنانية نسفت عقيدة تل أبيب

8 أغسطس 2006 00:30
القاهرة- محمد عزالعرب: كان الرهان في حرب إسرائيل المفتوحة ضد لبنان وفلسطين على من يصرخ أولاً· وعندما أسر حزب الله الجنديين الاسرائيليين واتخذت حكومة اولمرت تبعا لذلك قرارها بشن الحرب التدميرية ضد لبنان رأت بعض القوى أن المسألة لن تستغرق سوى ساعات لينتهي الامر كله لصالح اسرائيل بانتصار ساحق يقتلع المقاومة من جذورها لكن المسألة جاءت على غير ما أريد لها، ولم تصرخ المقاومة أولاً وتطلب وقف الحرب بأي ثمن·· وفوجيء العالم بالصمود الذي قارب الشهر وبالخسائر الفادحة التي تكبدتها اسرائيل، فكان لابد من تحرك سريع لوقف إطلاق النار لان اسرائيل هي التي صرخت أولاً، وصارت خلاصة المواجهة ان اسرائيل دمرت المباني اللبنانية لكن حزب الله نسف العقيدة العسكرية الإسرائيلية· ويقول اللواء د· زكريا حسين -المدير الاسبق لاكاديمية ناصر العسكرية العليا- في ندوة بالقاهرة حول ''صراع الإرادات في الحرب الاسرائيلية ـ اللبنانية الفلسطينية'' إن أحد الأخطاء الاستراتيجية الكبرى في الكتابات والتحليلات العربية اعتبار التصعيد العسكري الإسرائيلي المتنامي والمدمر بدأ بخطف جندي اسرائيلي هنا او جنديين هناك فالصحيح انه بدأ منذ اختيار الشعب الفلسطيني حركة ''حماس'' ومنحها أغلبية أصواته وحدث الحصار الدولي والاقليمي الخانق للشعب الفلسطيني لاختياره الديمقراطي واستغلت اسرائيل ذلك ولم تقتصر على سياسة التجويع والاذلال والحصار بل تواصلت العمليات العسكرية حتى بلغت 77 عملية دون رد من حركة ''حماس''· وأضاف ان السياسة التي اتبعتها حركة ''حماس'' هي ضبط النفس والحفاظ على الهدنة حتى كانت الجريمة الوحشية التي أبادت فيها مقاتلة إسرائيلية ''اف-''16 عائلة فلسطينية كانت تقضي يوم عطلة صيف على شاطئ غزة ثم كانت عملية غزة الفدائية التي اعتبرت انجازاً كبيراً في اسلوبها وطبيعتها والنتائج التي حققتها· وافرط الرد الاسرائيلي في استخدام القوة ضد الشعب الفلسطيني وسط صمت دولي وعربي كامل الامر الذي دفع حزب الله الى فتح جبهة جديدة في مواجهة اسرائيل في جنوب لبنان تخفيفا للضغط على الفلسطينيين حتى لا تدخل قضيتهم مرحلة التصفية· النفق·· والجدار وأوضح انه خلال ثلاثة اشهر نجحت المقاومة الفلسطينية في حفر نفق تحت الارض بطول 400 متر تحت الجدار العازل الاسرائيلي الامر الذي مكنها من مهاجمة جنود اسرائيليين في موقع عسكري من اكثر المواقع تحصيناً وتجهيزاً مما اسفر عن مقتل اثنين من الجنود وجرح سبعة واختطاف جندي آخر تم سحبه عبر النفق، موضحاً ان هذه العملية شرعية لأنها وجهت ضد موقع عسكري لجيش الاحتلال ولا تعتبر إرهابية· وأضاف ان هذه العملية أدت الى عدة نتائج منها ان المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتفظ بقدرتها على الاعداد والتخطيط والتدريب مما يمكنها من القيام بعمليات صادمة للعدو رغم التفوق الإسرائيلي الكاسح في السلاح والاستخبارات كما وفرت رصيداً شعبياً لحركة ''حماس'' التي أكدت التزامها بخيار المقاومة الى جانب عملها السياسي وأسهمت في تهدئة التوتر الأمني بين حركتي ''فتح وحماس'' وادت الى توحد كافة الفصائل الفلسطينية حول وثيقة الأسرى وأسهمت في توحيد الأجنحة العسكرية لجميع الفصائل الفلسطينية واستعدادها للمواجهة· ويرى اللواء دكتور زكريا حسين أن اسرائيل أرادت من عملية ''امطار الصيف'' الضغط على حكومة ''حماس'' للاسراع بإطلاق سراح الجندي المختطف واسقاط الحكومة الفلسطينية وانهيارها بعد عجز الرئيس أبومازن عن حلها والدعوة الى انتخابات جديدة مشيراً الى ان اسرائيل لم تكتف بعمليات الاغتيال والقصف بالصواريخ التي استهدفت المدنيين ولكنها دمرت محطات الكهرباء والمياه ونسفت الجسور وضربت الشوارع الرئيسية في قطاع غزة وهو ما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش بانها جريمة حرب· تواطؤ دولي وقال ان هناك ما يشبه التواطؤ الدولي على حصار الشعب الفلسطيني بهدف تجويعه وإذلاله وصولاً الى افشال حكومة ''حماس'' وإجبارها على الاستسلام او الاستقالة وهو ما لم يحدث حتى الان لكن حين تشترك دول عربية في ذلك الحصار فذلك هو العار بعينه الأمر الذي دعا حزب الله اللبناني الى ان يتحرك في عملية عسكرية ناجحة· وأكد أن العملية العسكرية التي قام بها حزب الله ضد أحد المواقع العسكرية في منطقة ''خلة الود'' على الخط الأزرق الحدودي بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل تمثل انتصاراً تكتيكياً لحزب الله وتأكيداً لاحتراف عسكري عال في التخطيط او الاعداد او التدريب او التنفيذ مشيراً الى ان الهدف من هذه العملية ليس فقط استعادة الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين مقابل الأسيرين الاسرائيليين وتحرير مزارع شبعا واستمرار حمل المقاومة للسلاح لردع العدو عن التصعيد· وقال إن هذا الانتصار العسكري لحزب الله تمكن من ضرب غرور القوة والكبرياء الاسرائيلي وانهى الوهم السائد بتفوق أجهزة المعلومات والمخابرات والموساد الاسرائيلي ووجه رسالة واضحة للشعب الاسرائيلي بأنه ليس في مأمن من القتل والتدمير ولا وجود لمفهوم الأمن المطلق والسبيل الوحيد للأمن هو استرداد الحقوق المشروعة والأراضي المغتصبة واذا كان حزب الله رغم تواضع إمكاناته وقدراته العسكرية احرز هذه النجاحات فكيف يمكن ان تكون المواجهة اذا اتسع نطاقها لتشمل اشتراك جيوش عدة دول عربية! المقاومة·· والقنابل وأوضح ان اسرائيل حددت اهداف المواجهة العسكرية مع لبنان بالافراج غير المشروط عن الأسيرين الاسرائيليين ودفع حزب الله بعيداً عن منطقة الحدود الى جنوب الليطاني مع تسليم سلاحه للجيش اللبناني وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على الجنوب بقواتها المسلحة وإقامة منطقة أمن عازلة في الجنوب تتواجد فيها قوة دولية لفرض الأمن والسيطرة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية· وحشدت اسرائيل قدراتها لتنفيذ هذه الأهداف على مرحلتين رئيسيتين الأولى حملة جوية وبحرية وصاروخية لفرض حصار كامل على لبنان وعزله عن محيطه الإقليمي بهدف إيقاف ومنع اي امدادات عسكرية الى حزب الله والثانية، حملة برية يرتبط تنفيذها بمدى نجاح الحملة الجوية وقدرتها على فرض الأهداف الاسرائيلية خاصة تدمير قوات حزب الله وتسليم سلاحه للدولة اللبنانية وقطع كل الطرق والمحاور والجسور والكباري التي تربطه بدول الجوار الجغرافي خاصة سوريا وتدمير المطار الدولي والموانيء والمصانع الاستراتيجية· وأوضح ان الحرب الاسرائيلية على لبنان مأخوذة من نموذج الحرب الاميركية على العراق عام 1991 والتي سميت ''عاصفة الصحراء'' وهي تقوم على أساس توجيه حملة جوية صاروخية تتبع بحملة برية وهذا النوع من المعارك يعتمد على قوة تدميرية هائلة وتكنولوجيا صاروخية عالية المستوى تستند على مجموعة كبيرة من الأقمار الصناعية ثم التوجيه بالليزر لإصابة الأهداف بقوة متناهية مشيراً الى أن الولايات المتحدة أمدت اسرائيل بقنابل حارقة خارقة اكثر من زنة خمسة أطنان ثم بعدد من القنابل الذكية 2,3 طن· وأشار الى ان العملية الاسرائيلية لم تحقق حتى الان رغم مرور أربعة اسابيع اهدافها العسكرية من تدمير قدرات حزب الله واطلاق الأسيرين وتمكين الدولة اللبنانية من فرض سيطرتها على الجنوب· بل تكبدت خسائر كبيرة في منطقتي مارون الرأس وبنت جبيل وحزب الله يعرف العقدة الاسرائيلية المتعلقة بإطالة أمد الحرب وامله ان يجر اسرائيل لحرب طويلة تمتد لشهرين أو أكثر· مواطنون جنود وأوضح اللواء دكتور زكريا حسين أن ما يجري بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية واللبنانية صراع إرادات مشيراً الى ان استراتيجية الاحتلال تقوم على كسب المزيد من الوقت لجمع معلومات عن مكان وجود الجنود الأسرى تسمح للجيش الاسرائيلي بتنفيذ عملية كوماندوز استعراضية لإطلاق سراحهم والامر الاخر استثمار ما يجري لتوجيه ضربة قاصمة لحماس وحزب الله· وأوضح ان جنود حزب الله غير متفرغين تماماً للحياة العسكرية بل هم مواطنون يعيشون حياة عادية وليست لهم وظائف ثابتة ولكنهم يرتدون الزي العسكري ويتخذون مواقعهم في جبهة القتال في المكان والوقت الذي تأمرهم به قياداتهم وهم لا يعرفون بعضهم الا عندما تنشر اسماؤهم او تعلق صورهم في الشوارع بعد استشهادهم ومن هنا اتسم تخطيط وإدارة العمليات لحزب الله بالسرية المطلقة ولم تنجح عناصر الموساد الاسرائيلي في الكشف عن مواقع تمركز او تحركات القوة الرئيسية للحزب سواء القوة الصاروخة او عناصر القتال الأخرى أو قوته البشرية· وقدر القوة البشرية لحزب الله بحوالي 40 ألف مقاتل ويمتلك عدداً من ناقلات الجند المدرعة واطقم اسلحة ثقيلة واسلحة مضادة للدبابات وعدداً من المدافع المضادة للطائرات اضافة لعدد من الطائرات بدون طيار وتمثل الترسانة الصاروخية لحزب الله العمود الفقري لقوته التسليحية حيث يمتلك 15 ألف صاروخ منها صاروخ كاتيوشا 122 ويصل مداه الى 30 كيلو متراً ومحمل برأس مدمرة بقوة 45 كيلو جراماً وصاروخ ''زلزال'' ويصل مداه الى 150كيلو متراً وله رأس مدمرة بقوة 600 كيلو جرام كما يمتلك الف صاروخ ''رعد ،1 رعد 2 ، رعد ''3 وهي صواريخ بعيدة المدى تصل حتى 200 كيلو متر· وذكر أن إسرائيل تمتلك قوة عسكرية رباعية الاضلاع ضلعها الاول يتمثل في القوات التقليدية بأفرعها البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي والثاني يتمثل في قدرات هائلة ومتطورة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والثالث قدرات نووية سواء الصواريخ او القنابل والرابع قدرات فضائية تتمثل في الاقمار الصناعية وأقمار الاتصالات· وخلص د· زكريا حسين إلى أنه ليس هناك توازن قوى من حيث الكم والكيف في المواجهة الاسرائيلية اللبنانية حيث القوة الاسرائيلية الرباعية الاضلاع المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تمدها بسيل من احتياجاتها العسكرية اضافة الى وضع اقمارها الصناعية التي تحلق في سماء الشرق الأوسط في خدمة عملياتها وقوة حزب الله التي تمثل قدرات محدودة الإمكانيات والتسلح وتعوض ذلك بعمق عقيدتها وإيمانها المطلق بان النصر دائماً من عند الله· وأكد ان اطالة زمن المواجهة المسلحة ينعكس بشكل مدمر على الاقتصاد الاسرائيلي بسبب الاستدعاء المستمر لقوة الاحتياط التي تشغل نسبة كبيرة من قوة العمل المنتجة الأمر الذي يفسر إلغاء العمليات البرية الموسعة والاكتفاء بعمليات محدودة لمواجهة حرب استنزاف طويلة يخطط لها ''حزب الله''· وقال إن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي أراد أن يقدم أوراق اعتماده لشعبه كرئيس دموي لا يقل عمن سبقوه حيث يعتبر اول رئيس وزراء من خارج العسكريين وكل علاقته بالجيش لا تتجاوز الخدمة الإجبارية التي اصيب فيها وتحول الى مراسل عسكري والسؤال الان: هل استطاع اولمرت كسر قوة وإرادة حزب الله ام أن كفاءة وصمود الإدارة الناجحة لحزب الله هو الذي كسر أولمرت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©