الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جهود عربية ترسي هدنة سياسية في لبنان

جهود عربية ترسي هدنة سياسية في لبنان
16 أكتوبر 2010 23:27
نجحت الاتصالات المحلية والإقليمية من حيث المبدأ في إرساء تهدئة نسبية في الخطاب السياسي اللبناني، وشاركت فيها إلى جانب رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، عواصم عربية لا سيما دمشق والرياض، بهدف تمرير جلستي مجلس النواب يوم الثلاثاء ومجلس الوزراء يوم الأربعاء على خير، وتجنب الوصول إلى منزلقات خطرة. واكدت مصادر متابعة لحركة الاتصالات لـ"الاتحاد" أن العواصم المعنية بالشأن اللبناني والتي دخلت طهران على خطها من باب زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى لبنان، نبهت إلى ضرورة التهدئة في هذا البلد في ظل التطورات الإقليمية المتوترة، ونصحت بمعالجة كل الملفات الشائكة بروية وبعيداً عن التشنج، وأشارت إلى أن هذه النصائح أخذها اللبنانيون بعين الاعتبار وتوقعت مرور جلستي البرلمان والحكومة بهدوء، لتفويت الفرصة على اللاعبين في الماء العكر. وأكد وزير الدولة عدنان السيد حسين (من حصة رئيس الجمهورية في الحكومة) أن اللبنانيين يريدون الاستقرار وأيضاً مواجهة العدوان الإسرائيلي، معتبراً أن كل الحروب في لبنان منذ العام 1975 وحتى 2006 ترتبط بالصراع العربي الإسرائيلي، مشيراً في حديث تلفزيوني إلى أن لا ضمانة دولية كاملة لمنع التوطين في لبنان. وحذر وزير الإعلام طارق متري (مستقل) بدوره من أن وضع البلد مطبوع بخوف مما يخفي المستقبل وهذا الخوف يأتي من أن بعض السياسيين والإعلاميين لا يستخدمون إلاّ لغة الإنذار والتحريض والتهويل والاتهام والتهديد، واستبعد في حديث إذاعي اللجوء إلى التصويت في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل على ملف شهود الزور، معتبراً ألا مصلحة لأحد بالمواجهة وحتى لو استمرت لغة المواجهة، وآمل أن تغلب لغة الرئيس الإيراني التي تحدث فيها خلال القمة اللبنانية – الإيرانية في القصر الجمهوري والتي كان فيها حرص شديد على وحدة لبنان وخصوصيته. ولفت وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة (يمثل المستقبل في الحكومة) من جانبه في حديث لأحد المواقع الإلكترونية اللبنانية إلى أنه لا نتائج ملموسة لزيارة نجاد حتى الآن على الساحة اللبنانية خاصة ما يتعلق بالموضوع الأساسي الخلافي الأوحد ملف المحكمة الدولية وشهود الزور، وكشف أن نجاد لم يطرح مع رئيس الحكومة سعد الحريري ملف المحكمة إلاّ في إطار العموميات وقال: نحن نوافق الرئيس الإيراني على ما شدد عليه في خطابه العلني ولقاءاته الثنائية لجهة رفض الفتنة والحرص على التوافق والتهدئة والتوازن الداخلي والعلاقات السلمية بين الطوائف، متمنياً أن تنعكس هذه المواقف أفعالاً من قبل الفريق المدعوم من إيران ألا وهو "حزب الله"، ودعا في الوقت نفسه الحزب لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة لمحاولة البحث عن حلول بعيداً عن مبدأ الفرض، وأشار إلى أن نتائج زيارة نجاد ستظهر في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء. وأكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن الرئيس الحريري يهتم بمصالح كل اللبنانيين بعيداً عن أي اصطفافات ضيقة واضعاً نصب عينيه المصلحة العليا، ومؤكدا على الخيارات الديموقراطية تحت سقف الدستور. وشدد على أن موقف الحريري واضح لجهة رفض إقحام لبنان في سياسة المحاور وأن وزراء "المستقبل" والأغلبية سيدخلون إلى جلسة الحكومة يوم الأربعاء بخلفية قانونية لمناقشة ملف شهود الزور. وأكد في حديث الى "أخبار المستقبل" امس "أن لا مكان للفتنة في لبنان في ظل بعض التشنجات التي رافقت المرحلة الأخيرة". وأضاف: " نقول أن الفتنة لا يمكن أن تتم إلا بأيد لبنانية، وواضح أن كل الفرقاء في لبنان حسموا خياراتهم برفض الفتنة بغض النظر عن حجم الانقسام السياسي". أما وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ (يمثل الكتائب في الحكومة) فأشار إلى أن "أقصى ما نتمناه أن تتداول جلسة الأربعاء للحكومة بملف شهود الزور من الناحية القانونية"، لكنه أوضح أننا "لاحظنا أن هنالك إرادة لسحب الموضوع إلى المجال السياسي من قبل الفريق الآخر متخطين بذلك النقاش القانوني الهادئ"، معتبراً أن "الخلط بين السياسة والقانون يفتح كل المجالات وكل الاحتمالات". وفي حديث إلى "أخبار المستقبل"، علق على زيارة الرئيس نجاد إلى لبنان، مؤكداً أنها مهمة جداً بشقها الرسمي، لافتاً إلى ان "إيران أصبحت لاعباً يدخل مباشرة إلى الساحة اللبنانية وهذا امر واضح للعيان".ورأى أن "التأكيد على الاستقرار من قبل الجانب الإيراني إشارة جيدة وإيجابية، أي أن إيران بالمونة التي يمكن أن تمارسها على فريق لبناني يمكنها المساعدة على ترتيب الأمور". وفي سياق متصل التقى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله مساء الجمعة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، وأشار بيان صدر عن العلاقات الإعلامية في الحزب أمس إلى أن وزير الطاقة جبران باسيل (صهر عون) والمعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين خليل والمسؤول الأمني في الحزب وفيق صفا شاركوا في الاجتماع الذي خصص للتداول في زيارة الرئيس نجاد ونتائجها، حيث شدد المجتمعون على أهمية هذه الزيارة إلى لبنان، وأكدوا نجاحها الرسمي والشعبي وانعكاساتها لمصلحة البلدين كما تم بحث الأوضاع السياسية والإقليمية والمحلية". وتوقف نواب طرابلس في شمال لبنان عند زيارة الرئيس نجاد للبنان وأثرها الإيجابي على المستوى الحكومي فيما خص تعزيز التبادل التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين، وآملوا في ألا تشكل المواقف المعلنة في اللقاءات الشعبية ذريعة للعدو الصهيوني في تدبير مكائد جديدة للبنان ووسيلة لصرف الاهتمام العالمي الساخط على إسرائيل المتلكئة عن تعهداتها أمام المجتمع الدولي والمخلة بسير مفاوضات السلام.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©