الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مواجهات بين الشرطة السودانية والمحتجين في «جمعة الكنداكة»

مواجهات بين الشرطة السودانية والمحتجين في «جمعة الكنداكة»
14 يوليو 2012
سناء شاهين (الخرطوم) - خرج مئات السودانيين أمس إلى الشوارع في تظاهرات تحت شعار “جمعة الكنداكة” احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد والمطالبة بإسقاط الحكومة، حيث وقعت مواجهات بين المحتجين وقوات الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وشكلت التظاهرات التي عتمت عليها أجهزة الإعلام الرسمية، الموضوع الأساسي لخطب الجمعة في معظم مساجد الخرطوم واتهم الأئمة دولا أجنبية بالوقوف وراء التظاهرات لزعزعة أمن البلاد داعيا السودانيين لعدم التجاوب مع التظاهرات المستمرة منذ قرابة الشهر. وانطلقت مسيرات شعبية هادرة في مدن العاصمة الثلاثة “الخرطوم وأمدرمان وبحري” كما شهدت مدينتا ام روابة والأبيض بشمال كردفان تظاهرات مماثلة. وتأتي التظاهرات في إطار سلسلة احتجاجات مستمرة منذ 16 يونيو الماضي ضد الرئيس السوداني عمر البشير واحتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة. وشهدت مدينة أمدرمان أمس أكبر التظاهرات للجمعة الثانية على التوالي مع خروج عشرات المصلين من مسجد الإمام عبدالرحمن بود نوباوي في تظاهرات عقب أداء صلاة الجمعة قابلتها قوات الأمن بكميات من الغاز المسيل للدموع مما أصاب عددا من المتظاهرين بضيق في التنفس نقلوا على إثره لتلقي العلاج والإسعافات الأولية. ولم يمنع الانتشار الواسع لأفراد الشرطة والأمن في منطقة ودنوباوي بامدرمان المتظاهرين من التعبير عن استيائهم من الأوضاع بالبلاد فيما ظلت سيارات الشرطة تطوق شوارع وأزقة المنطقة لساعات طويلة لصد المتظاهرين ومنعهم من الانتشار في شوارع المنطقة. وتحدث ناشطون عبر تويتر عن “تحليق للطيران الحربي في أجواء ود نوباوي وسط اعتقالات طالت العديد من الشبان”. وتحدث الناشطون عن تظاهرات في حي الشهداء بامدرمان، وفي ضاحية الحاج يوسف الردمية وحي جبرة. وكانت أول جمعة في 22 يونيو الماضي تحت مسمى “الكتاحة” والثانية تحت شعار “لحس الكوع” بينما كانت الجمعة الثالثة هي “شذاذ الآفاق”. وأشارت مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للتظاهر عبر شبكة الانترنت إلى أن اختيار شعار “جمعة الكنداكة” لنصرة المرأة السودانية وتضامنا مع الناشطات المعتقلات منذ بداية الاحتجاجات و”الكنداكة” تعني المرأة القوية الحكيمة وهو لقب لازم ملكات مملكة كوش في شمال السودان ومن بينهم الملكة اماني التي انتصرت على جيش الروم عام 24 قبل الميلاد. وطالبت أحزاب المعارضة الحكومة السودانية السماح للمحتجين والمتظاهرين في السودان ممارسة حقوقهم القانونية والدستورية في التعبير بشكل سلمي، وإطلاق سراح المعتقلين لدى السلطات الأمنية من الطلاب وقيادات الأحزاب فوراً دون أي قيد أو شرط. ووجهت القيادية بحزب الأمة مريم الصادق المهدي، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، ووجهت انتقادات حادة للحكومة السودانية التي قالت إنها تعاملت بشكل غير مقبول مع المتظاهرين في أمدرمان والخرطوم وغيرهما من ولايات السودان. ودعت مريم إلى ضرورة السماح بالتعبير السلمي للمتظاهرين، وأضافت “الآن تجري في محكمة القسم الشمالي في الخرطوم محاكمة 52 من الطلاب والطالبات”. وتابعت “يجب أن تتم المحاكمات بصورة عادلة وبصورة تتحرى القانون”، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين دون قيد أو شرط أو تقديمهم لمحاكمات عادلة. من جانبه دعا السياسي المنشق من حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي بتسليم السلطة إلى الشعب عبر ترتيبات انتقالية. وقال مبارك في بيان “إن الثورة على نظام الإنقاذ الفاسد أصبحت خياراً لا رجعة فيه، والتغير أصبح أمرا حتمياً لا جدال فيه. فلا مجال لحوار حول دستور في ظل هذا النظام الشمولي، ولا مجال لترقيع نظام أفلس سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا. لقد آن الأوان على قادة المؤتمر الوطني أن يدركوا ان وقت زراعة الأوهام قد انتهى”. وفي المقابل، وجه بعض أئمة المساجد بالخرطوم في خطب الجمعة انتقادات لاذعة للتظاهرات الاحتجاجية في البلاد واتهموا دولا غربية واليهود بالوقوف خلفها، ودعوا السودانيين لعدم الانصياع إلى من يروجون للتظاهر. وقال عبد الجليل النذير الكاروري إمام مسجد الشهيد بالخرطوم في خطبة الجمعة إن الفئات التي تخرج باسم التعبير عن النفس لتحطم الاستقرار وراءهم دول الغرب ويريدون أن يظلموا انفسهم. واستشهد الكاروري بما خلصت إليه الثورات في دول شهدت ما يسمى بالربيع العربي، وقال إن تلك الثورات انتهت بتمزق مجتمعاتها وتشرد شعوبها في بعض دول الجوار ومعسكرات اللجوء. وصب الكاروري جام غضبه على اليهود وقال انهم يقفون وراء كل ذلك لزعزعة أمن واستقرار البلاد ويسعون في الأرض فساد داعيا الله أن يجنب المسلمين شرور فتنهم. تأتي هذه التظاهرات وسط فوضى كبيرة في أسعار السلع تعم أسواق العاصمة وشهدت السلع التي يزيد الطلب عليها في شهر رمضان قفزة كبيرة في الأسعار مع اقتراب الشهر الكريم وعزا تجار الارتفاع إلى صعود سعر العملة الصعبة بالأسواق مشيرين إلى أن هذه المواد يتم استيرادها كلها أو بعض مكوناتها من الخارج وتزامن الارتفاع مع قرار بنك السودان المركزي الصرافات بالإيقاف النهائي لضخ النقد الأجنبي لها والذي بدأ منذ مايو الماضي مما أدى إلى ارتفاع في سعر العملة الأجنبية في الأسواق الموازية. وحركة الاحتجاج هذه هي الأطول التي يواجهها نظام البشير الحاكم منذ 23 عاما، لكنها ما زالت بعيدة عن تشبيهها بحركات الاحتجاج في بلدان ما يسمى بالربيع العربي. وكان رئيس حزب الأمة القومي رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي توقع أمس الأول أن تشهد بلاده السيناريو السوري أو الليبي، لأنه يعتبر أن الجيش والقضاء لا يتمتعان بالاستقلالية. يأتي ذلك في وقت استبعد فيه الرئيس عمر البشير ربيعا عربيا في السودان وحذر من “صيف حار يشوي الأعداء”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©