كتبت قبل فترة قصة المرأة العجوز التي ذهبت لحمد لكنه لم يساعدها ثم وجدت اليد الحانية التي تمثلت بيوسف والذي سقاها الشراب حتى توفيت بين يديه وهي راضية عنه·· وأعود إليكم اليوم لأكمل أحداث القصة·
خرج يوسف من المنزل متجهاً نحو منزل صديقه حمد ليساعده في إعداد ما يلزم، وجده واقفاً على الباب والاضطراب قد بدا على وجهه، قبل أن يفتح يوسف فاه بكلمة فاجئه حمد قائلاً:
ـ أريد أن أرى السيدة العجوز التي أدخلتها بيتها·
ـ هل أنت تعرفها؟
ـ لقد كانت واقفة عند باب بيتي وكنت قاسياً معها، أريد أن أراها·
ـ للأسف فهي في رحمة الله يا حمد·
ـ ماتت! مستحيل! قل غير ذلك يا يوسف! (وقد أصابه ما يشبه اللوثة) لقد أعددت لها طعاماً كثيراً، أعددت لها طعاما كثيراً ، أعددت لها طعاماً كثيرا·· مستحيل! مستحيل!·· أريد أن أراها·
أمسك يوسف من يده متجهين نحو منزله حيث تنام العجوز·· ولكن صدمتهما سيارة مسرعة لم ينتبها لها·· مات الصديقان·
وجد حمد نفسه فجأة في مكان مظلم وكأنه القبر وإذا بنور باهر ينير المكان فجأة·· لم يستطع حمد النظر ناحية النور وأغمض عينيه، سمع صوتا قويا يزلزل كيانه يقول له: انتهت فرصتك·· وهذا هو مكان خلودك·
ـ أين أنا!؟ أين أنا!؟·
ـ هذا هو مكان خلودك بعد نهاية الاختبار·
ـ أي اختبار؟ أين أنا؟ إنني أشعر بالجوع·
ـ لا يوجد هنا شيئاً تأكله·
ولكنني أشعر بالجوع الشديد، أعطني أي شيء·
ـ خذ، هذا كل ما أملكه·
نظر حمد إلى كسرة الخبز التي أعطاها له الرجل·· وتذكر أنها نفس الكسرة التي أعطاها للمرأة العجوز·· صرخ حمد بكل ما أوتي من قوة ''أرجوك أعطني فرصة أخيرة، فرصة أخيرة''·
يعقوب علي الحمادي
عدد اليوم
