اعداد - أيمن جمعة:
أكد خبراء مصرفيون وماليون ان الحرب المستعرة في لبنان لن توثر على الطفرة الاقتصادية الحالية في دول مجلس التعاون الخليجي· ونقلت صحيفة ''الفاينانشال تايمز'' في تقرير نشرته أمس عن منذر ناصر الرئيس التنفيذي لبنك ''اركابيتا'' القول إنه طالما ان دول المجلس تنعم باستقرار وخاصة المملكة العربية السعودية ولا تواجه مخاطر فإن ''ما يحدث في لبنان لن يؤثر على تدفق الاموال الى منطقة الخليج''· ومضى يقول ''من المفارقات ان الحرب قد يكون لها تأثير ايجابي من خلال رفع أسعار النفط نحو مزيد من الارتفاع·''
ويقول ناصر ''المستثمرون الخليجيون قد يتكبدون بعض الخسائر في استثماراتهم بلبنان وهذا قد يقوض اقبالهم على لبنان، لكن البعض قد ينظر الى الازمة الحالية على انها فرصة جيدة للشراء خاصة اذا مهدت التسوية المقترحة الطريق الى مفاوضات سلام اقليمية·'' ويوافق المحلل جون ديزارد على هذا الرأي قائلا ''الوقت ربما يكون قد حان للشراء في لبنان تحت دوي القصف·''
وجذبت منطقة الخليج بالفعل بنوكا دولية تتطلع للاستفادة من الطفرة الاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل والتي يشعلها ارتفاع أسعار النفط الى ثلاثة أمثاله منذ نهاية عام ''·2001 ووصل سعر برميل النفط الى 78,4 دولار للبرميل في بورصة نيويورك منتصف الشهر الماضي· وتشير وكالة ''بلومبرج نيوز'' في تقرير الى ان تعطل امدادات النفط بسبب الازمة في الشرق الاوسط قد يقفز بالسعر الى 100 دولار للبرميل· ونقلت الوكالة عن ادم سيمينسكي كبير الاقتصاديين لشؤون قطاع الطاقة في ''دويتشه بنك'' قوله ''أتوقع ان تسجل أسعار النفط ما متوسطه 70 دولارا في الربع الاخير من العام·'' ويقدر الاقتصاديون ان دول مجلس التعاون الخليجي المنتجة للنفط في طريقها لجمع 370 مليار دولار هذا العام ارتفاعا من 157 مليارا في ·2003
ويتفق جورج ماخول مدير منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مؤسسة مورجان ستانلي مع رأي ناصر قائلا ''من الغريب ان تكتشف ان بالامكان جني بعض المكاسب من هذه الحرب، وان تكتشف ايضا ان الخسارة الوحيدة ربما تكون خسارة الشعب اللبناني·'' وعلى سبيل المثال فإن شركات التشييد العملاقة في دول مجلس التعاون ستكون من بين المؤسسات الدولية التي تتطلع للفوز بعقود للمساعدة على اعادة اعمار لبنان·
كما يعتقد ماخول ان العمالة الماهرة والخبيرة التي عادت مؤخرا الى لبنان سوف ترحل من جديد· وقال ''سيكون هناك نزوح كبير للعمالة الماهرة من لبنان الى دول مجلس التعاون مع بحث الناس عن أماكن بديلة لكسب الرزق·''
ويقول عادل عفوني عضو مجلس الادارة المنتدب في كريديت سوسيتيه إن المستثمرين الخليجيين رفعوا استثماراتهم في لبنان خلال الاعوام القليلة الماضية حيث ركزوا على العقارات والبنوك· ومضى يقول ''لا نتوقع تغييرات ضخمة مفاجئة، ولكن اذا لم يتم التحرك بجدية لانهاء الوضع في لبنان فقد نجد ان الاستثمارات الجديدة تتحول الى دول اخرى في مجلس التعاون الخليجي ومصر وشمال افريقيا·''
ويقول مختار حسين رئيس التعاملات المصرفية الدولية في اتش اس بي سي ''التوترات ستسبب مزيدا من القلق بالنسبة للمجموعات التي ليست على دراية كاملة بالوضع في المنطقة وتريد الاستفادة من الطفرة الاخيرة·''
وتقول الفاينانشال ''رغم انه يتعين على لبنان الان ان يعيد هيكلة ديونه، فإن تأثير هذه الخطوة سيكون محدودا على الارجح بالنسبة للمؤسسات الدولية لان قسما كبيرا من ديون لبنان مستحقة لبنوك لبنانية·''
عدد اليوم
