أعلن جنوب السودان أنه قام بتصدير أول شحنة نفطية منذ الاستقلال من بورتسودان (الميناء الرئيسي في شمال السودان الواقع على البحر الأحمر)، بالرغم من عدم التوصل الى اتفاق مع الخرطوم حول تقاسم العائدات النفطية. وقال لوال دينق وزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية السابقة «توصلنا إلى بيع كل الشحنات لشهر يوليو أي حوالى 3,2 مليون برميل».
وأضاف أن «عمليات الشحن بدأت الأحد في بورتسودان» وأول عملية تصدير انطلقت الاثنين. وأضاف دينق الذي عاد إلى جوبا فور الإعلان الرسمي في التاسع من يوليو لاستقلال جنوب السودان، إن الشحنة تبلغ مليون برميل بيعت إلى شركة تشاينا اويل التابعة للشركة الوطنية الصينية الحكومية الصينية، أكبر مستثمر في الصناعة النفطية بالسودان.
وأشار إلى أن «سماح الشمال بتصدير أول شحنة نفط مؤشر على تعاون» ، معبرا عن «ارتياحه» لذلك.
وخلافا لنفط نايل بلند ، فإن نفط دار بلند الخام ينتج بشكل كامل في الجنوب إلا أنه يباع بأسعار أقل لأن نوعيته أقل جودة. وأوضح دينق أن الشحنة التي تم تصديرها الاثنين بيعت بأقل بـ16 الى عشرين دولارا من سعر البرنت بحر الشمال.
وتابع أن الجنوب باع كل إنتاجه من نفط دار بلند لشحنات يوليو -- حوالى 3,2 مليون برميل - وبدأ ببيع شحنات لاغسطس ايضا. وتابع ان الخرطوم يفترض أن تدفع السعر الدولي لإنتاج جنوب السودان من نفط نايل بلند.
ودينق عضو في الحزب الحاكم في جنوب السودان لكنه لا يشغل أي منصب في الحكومة الحالية.
إلى ذلك ، أعلن وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي أمس الأول في فيينا أن على السودان وجنوب السودان أن يتفاوضا في شأن تقاسم العائدات النفطية، وخصوصا أن الجنوب يضم غالبية الآبار النفطية فيما يملك الشمال البنى التحتية. وقال كرتي في مؤتمر صحفي في الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا «نتعرض معا لضغوط لنجلس إلى طاولة المفاوضات».
وأصاف كرتي «تولد لدينا انطباع أن بعض رفاقنا في الجنوب ما كانوا يريدون التوصل إلى اتفاق قبل التاسع من يوليو ... يعود إليهم أن يتخذوا قرار» التفاوض.
وتابع «يمكن إنتاج مزيد من النفط في الشمال. لكننا نحتاج إلى ما بين عامين وثلاثة أعوام للتنقيب. مناجم الذهب بدأت تدر عائدات. نأمل بأن نتمكن في مستقبل قريب من تعويض جزء من الموارد التي خسرناها مع انفصال الجنوب».
وأوضح الوزير أن السودان سيطور أيضا قطاعه الزراعي لأنه كان يستورد مواد غذائية بفضل العائدات النفطية.
من جانبه ، قال يحيى حسين وزير الدولة السوداني للتعاون الدولي ، إن السودان سيعاني من عدم استقرار إذا لم يحصل على نصيب من عوائد النفط. وأضاف قائلا : «إذا ما اهتز استقرار الشمال.. سيهتز استقرار الجنوب أيضا» لأنه يعتمد على الأغذية والسلع التي يستوردها من الشمال.
عدد اليوم
