الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصممة مجوهرات تروي بأعمالها قصة معاناة استخراج اللؤلؤ

مصممة مجوهرات تروي بأعمالها قصة معاناة استخراج اللؤلؤ
18 يناير 2013 21:28
فاطمة عطفة (أبوظبي) - امتازت الفنانة عزة القبيسي بإبداع تصاميم وتشكيلات متجددة من موسم إلى آخر، ولأعمالها ملامح فنية مستوحاة من التراث، متمثلة في شجرة النخيل، حيث قدمت 41 عملاً فنياً في اليوم الوطني الحادي والأربعين. والمعروف عن هذه الفنانة الإماراتية أنها تشغل مكانة عربية وعالمية بتصاميمها الإبداعية للمجوهرات الذهبية والأحجار الكريمة، التي روت من خلالها قصة المعاناة الإنسانية في استخراج اللؤلؤ، إضافة إلى تميزها بالعمل على تصاميم جائزة مهرجان أبوظبي السينمائي لأكثر من دورة. وعن العلاقة بين فنها في التصميم والفن السينمائي وإمكانية التواصل مع الفنانين الفائزين، قالت: «كنت أتمنى أن يكون التواصل حتى مع الفائزين بالذات الإماراتيين، لكن هذا الشيء لم يتحقق بالمستوى الذي كنت أبتغيه. والأمل في السنة القادمة أن أتمكن من التعاون معهم، ليس فقط بتقديم تصميم للجائزة، ولكن أن نتبادل أفكاراً تجمع ما بين الفنون المختلفة، وتؤدي إلى تصاميم وتحضير أشياء فنية جديدة لمهرجان السنة القادمة». حلم الفنان وعن شعور بنت الإمارات وهي ترى تصاميمها معروفة في العالم، تعبر عزة القبيسي عن هذا الشعور بالقول: «أنا لا أرى نفسي بهذه الطريقة ولم أفكر بها كثيراً، لكن عندما أفكر بها من دون شك أشعر بفخر بأني استطعت أن أقدم عملاً فنياً يحمل اسم بلادي وأضعه في أيدي مبدعين سينمائيين، وهذا حلم كل فنان يتمنى أن يكون له لمسة في عمل إبداعي في تاريخنا السينمائي». ولأن عزة لديها خبرة في تركيب الأحجار الكريمة، خاصة الألماس، قالت عن كيفية تطور هذا الفن المتجدد: «تجاربي قائمة ومتجددة، لكني في السنوات الأخيرة استثمرت وقتي أكثر في تمكين مصممات غيري، ولقد أسست مشروعاً اسمه «لمسة إبداع» لرعاية المصممات اللواتي تخرجن في هذا التخصص، والمستمرات في تصميم وتصنيع المجوهرات، وهن فنانات قدمن معروضات من أعمالهن في فن أبوظبي». وعن طريقتها في العمل، أشارت إلى أن تركيزها يكون في الحصول على المعارف الجديدة، حيث إن التجربة التي خاضتها خلال السنوات العشر السابقة، وتقديمها هؤلاء الفتيات، كانا مفيدين جداً، مشيرة إلى أنها تتابع تدريب مجموعة أخرى من الفتيات في العين، وتتابع أيضاً في الفجيرة تدريب فتيات مبدعات، وتساعدهن على أن تزيد ثقتهن وخبرتهن في تصنيع المجوهرات، وأن ينفذن أفكارهن الخاصة، بالإضافة إلى تدريسها العام الماضي في جامعة زايد مادة خاصة بالمجوهرات. خطوة جديدة وبعد إشارتها إلى أهمية هذا الفن في الجامعات انتقلت عزة القبيسي إلى خطوة جديدة ستقوم بها، حيث لم تصل حتى اليوم إلى عالم تجارة المجوهرات، وهو آخر عالم تريد أن تدخله في الوقت الحالي، وإن كانت التجارة بعيدة عن المعاني والأمور التي تحبها، لأن عنصر نجاحها يصبح ليس مرتبطاً فقط بشكلها، بل بقيمتها وبيعها. وحول رمزية الأحجار الكريمة عند بعض الشعوب، ترى عزة القبيسي أن الأحجار لها تأثيرها الخاص، فالعقيق والفيروز من الحجارة التي يتقلدها الرجال في الخليج ولها قصصها وماضيها، وربما تختلف من دولة لدولة، وكان لها تجربة مع حجر الأوبال، وهو من الأحجار الذي يعطي ألواناً متعددة، وكثير من الناس لا يعرف هذا الحجر لأنه غير منتشر مثل بقية الأحجار الكريمة، وفيه نسبة مياه كبيرة تجعله قابلاً للانكسار إن جف، لذلك كثير من الناس لا يفضل اقتناءه، وإن وجد في الأسواق فيكون ملبساً بمادة تحميه من الجفاف. قصة الغواصين ولأن ثروة اللؤلؤ كانت من أهم الأشياء في الخليج العربي، فللفنانة وجهة نظر مختلفة عن غيرها في ذلك، تقول عنها: «لدي مجموعة خاصة أخذت وقتاً حتى شكلتها، وهي «دموع الملائكة»، التي تحكي وتؤرخ قصة الغواصين ومعاناتهم، فقد حزنت كثيراً عندما بدأت أعرف أن قصة اللؤلؤ لم تكن كما نتخيلها، وكما يُحكى أن أهلنا بالسابق كانوا يتاجرون باللؤلؤ وغواصين، وكانت المآسي تحكى بصفة قصصية جميلة، لكن عندما بدأت أبحث عنها وأخذت أجمع اللؤلؤ الطبيعي من الإمارات ومن البحرين، تبين لي أن القصة كان لها عمق وناحية إنسانية مفقودة، وهي الحياة الصعبة التي كان أهلنا يعيشونها». وأضافت: «نحن نعيش في رخاء، لكن يجب أن نعرف المصاعب التي عايشها آباؤنا، فمعرفتك بهذه الجزيئة من ماضيك كفرد مهمة جداً، فأنا لست فقط إماراتية تعيش بهذا الرخاء، بل أنا إماراتية يجب أن أعرف أنا من؟ وأهلي من؟ وكيف عاشوا؟ وواجب علي أن أفهم هذه المعاني وأعكسها لي وللأجيال ولأطفالي غداً كي يتعلموا أنه على الإنسان أن يعمل بجهد كي يثبت وجوده».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©