الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطماطم تحرق جيوب المصريين وتتحول إلى شعار انتخابي

الطماطم تحرق جيوب المصريين وتتحول إلى شعار انتخابي
17 أكتوبر 2010 20:04
انضمت الطماطم التي يحلو للمصريين وصفها بـ “المجنونة” إلى قائمة الأزمات والأعباء التي ترهق كاهل الأسرة في الآونة الأخيرة بعدما تزايدت أسعارها بصورة كبيرة لدرجة أن سعر الكيلو جرام الواحد منها فاق مرة ونصف المرة سعر فاكهة التفاح الفاخر حيث تضاعف ثمنها لأكثر من عشرة أضعاف. وأدى ذلك إلى اختفاء أصناف شتى من الأطعمة من المائدة المصرية نتيجة لاتجاه ربات البيوت إلى إعداد وجبات أخرى لا تدخل الطماطم ضمن مكوناتها. أرجعت وزارة الزراعة المصرية غلاء أسعار الطماطم، وقلة المعروض منها إلى أن الإنتاج انخفض في الدورة الزراعية الأخيرة من أول أكتوبر إلى نهاية ديسمبر إلى النصف تقريبا نتيجة لتلف كثير من المحاصيل بسبب آفة جديدة تعرف بدودة “‏توتا ألسليوتا” أو “دوده الحفار” والتي انتشرت في الأراضي المصرية مع موجة الحر الأخيرة وأسهمت في تدمير جزء كبير من شجيرات الطماطم. أسباب ونتائج إلى ذلك، قال المهندس إسماعيل عزت، في شعبة الخضر والفاكهة بغرفة الصناعات الغذائية بالقاهرة، إن النقص الشديد في إنتاج الطماطم، لعب دورا في ارتفاع سعر المعروض منها وفقا لقانون العرض والطلب، لافتا إلى أن ندرة الطماطم ليست قاصرة على مصر وحدها وإنما تعانيها كثير من الدول العربية المحيطة مثل السعودية وسوريا والأردن والسودان وفلسطين وحتى تركيا تعاني أيضا أزمة طماطم. وتتوقع شعبة الخضر والفاكهة استمرار موجة الغلاء في سوق الطماطم حتى مطلع العام الجديد 2011، لأن الدورة الزراعية للطماطم تمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر، بالإضافة إلى تعود التجار تحقيق ربح أعلى من وراء ندرة المحاصيل مما سيشجعهم على استمرار رفع الأسعار. وتشتكي ربات البيوت المصريات من عدم قدرتهن على موازنة دخل الأسرة مع هذا الغلاء المستمر. وتقول وفاء جلال، موظفة وأم لثلاثة أطفال، “غريب جدا أن يرتفع ثمن الطماطم لأكثر من عشرة أضعاف في أقل من شهر، وكانت بالنسبة لنا وسيلة نستعين بها في تدبير أمورنا وتجنب السلع الباهظة الثمن وأصناف الطعام الغالية فقد كان كيلو طماطم مع أي صنف خضار رخيص كفيلا بإعداد مائدة طعام للأسرة ولكن الآن مع ارتفاع سعرها لا يوجد طعام في متناول اليد غير الفول والطعمية”. اشتعال الأسعار تخشى رشا محمود، مدرسة حاسب آلى وأم لطفلين، من أن يأتي يوم لا تتذوق فيه الأسر المحدودة الدخل الخضار، ويصبح حلما نتيجة لغلاء الطماطم الذي كان موسميا في الماضي وبزيادة معقولة على المعدل الطبيعي أما الآن فلحقت الطماطم ببقية أسعار السلع المشتعلة كالزيوت والسكر واللحوم والدجاج والأسماك. وتضيف أن العودة إلى الأكلات الشعبية البسيطة قد يساعد ربة البيت في التخفيف على زوجها مثل أعداد أطباق العدس والفول النابت وتحين الفرصة لانخفاض أسعار الطماطم مرة أخرى وتخزين كميات منها على هيئة صلصة في الثلاجات لاتقاء ويلات أيام مثل تلك. وتؤكد منال إبراهيم، ربة منزل، أن موجه غلاء أسعار السلع الغذائية قد شجعت كثيرا من ربات البيوت مؤخرا على خلق فرص وظيفية لهن من داخل المنزل من خلال عمل العطور البلدية والصابون ومشغولات التريكو وحياكة الملابس والتطريز وبيعها وزيادة دخل الأسرة والتخفيف عن كاهل الأزواج، لافتة إلى أنها اتجهت إلى عمل سائل الصابون المنزلي وبيعة للجيران كما عمدت إلى ترشيد استهلاك أسرتها من الغذاء وذلك بانتقاء أصناف وجبات يسهل إعدادها دون أن تحتاج في مكوناتها إلى طماطم. وتشير إلى أنها في حالات الضرورة تقدم على استخدام صلصة الطماطم رغم أنها وأسرتها لم يكونوا يحبون طعمها. شر البلية أدى ارتفاع سعر الطماطم إلى إطلاق نكات شتى وتبادلها عبر رسائل sms بعضها طال جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، وإن كانت جميعها تنبع من مقولة “شر البلية ما يضحك” منها: “أم تقول لابنتها: وافقي على العريس الذي تقدم لك لأنه بائع طماطم ولن يبخل عليك”. و”ليه المنتخب انهزم في النيجر لأن اللاعيبه عندهم نقص طماطم”، بينما بات آخرون يتندرون بعدد من الشعارات القومية وتحريف مقاطع منها لتتماشى مع الأزمة أبرزها “شعار المرحلة طماطماية لكل مواطن بدلا من فرصة عمل”. وأخرى “طماطماية هدية من شركة المحمول مع كل شحن جديد للموبايل بدلا من دقائق مجانية”. كما تحولت أقفاص الطماطم إلى أسلوب دعاية مبتكر بالنسبة للمرشحين في انتخابات البرلمان المصري المقبلة حيث أقدم بعضهم على استغلال الحدث، وتوفير كميات من الطماطم في أسواق دائرته الانتخابية عبر نقلها بعربات النقل من محافظات أخرى بعيدة وبيعها لأهالي دائرته بثمن اقل وذلك لكسب أصوات المرشحين. وحدث ذلك في دائرة بولاق بالقاهرة عندما قام أحد المرشحين ويدعى عبدالغني الجمال بالاستغناء عن لافتات القماش وملصقات الدعاية وشراء 10 أطنان من الطماطم من محافظة الوادي الجديد وطرحها في الأسواق بسعر رمزي رغم ما أسهم في ذيوع صيته بين أهل الدائرة. وانتشرت ظاهرة إهداء الطماطم بدلا من الفاكهة أثناء القيام الزيارات العائلية. وتقول سلمى محمود إنها قامت باستبدال الفاكهة بالطماطم في الزيارات العائلية التي تقوم بها منذ ارتفاع أسعارها. المرتبة الرابعة عالميا بحسب تقديرات وزارة الزراعة المصرية فإن الطماطم تتم زراعتها على مدى العام في نحو ‏500 ألف فدان على مستوى مصر تنتج قرابة 7.5 مليون طن سنويا تدر دخلا على المزارعين والتجار يقدر بنحو 3 مليارات جنيه مصري، وهو ما يجعل مصر تحتل المرتبة الرابعة في قائمة دول العالم المنتجة للطماطم بعد الصين وأميركا وتركيا، مشيرة إلى أن الإنتاج حتى وقت قريب كان يفيض عن حاجة السوق ويتم تصدير كميات منه إلى الدول العربية وأوروبا. يلقي بزوجته من الطابق الثاني بسبب الطماطم انعكس غلاء الطماطم واختفاؤها من موائد كثير من الأسر الفقيرة بالسلب على مزاج كثير من الأزواج، وأثار موجة من العنف انتهى بعضها في أقسام الشرطة كتلك الواقعة التي أقدم فيها زوج يدعى هشام 37 سنة موظف بمصلحة البريد على ضرب زوجته سماح 30 سنة بعد خلافات حول وجبة الغداء التي اعتادت تقديمها له في الأيام الأخيرة والتي اقتصرت على الفول والبطاطس المسلوقة بدعوى غلاء الطماطم، وعندما أبدى تذمره طالبته بزيادة مصروف البيت وتطور الخلاف إلى شجار وفقد أعصابه وأقدم على إلقاء زوجته من شرفة المنزل بالطابق الثاني إلى الشارع فتعرضت لكسر في الساقين وإصابات في أنحاء متفرقة من جسدها وبرر فعلته أمام نيابة بولاق الدكرور بأنها عيرته بأن عليه أن يقبل بالفول طالما أن راتبه الشهري لا يشتري صندوقين من الطماطم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©