الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنانية تحول المهملات إلى قطع فنية تزين المناسبات

لبنانية تحول المهملات إلى قطع فنية تزين المناسبات
17 أكتوبر 2010 20:04
انتشرت حرفة تزيين صواني المناسبات، والسلال وأواني الزهور وسيارات العرائس، وبطاقات في مختلف المناطق اللبنانية، حيث يصنع من المخلفات المنزلية إبداعات يدوية تلبي حاجة المناسبة وتحول متطلباتها إلى تحف جمالية تجذب الأنظار وتدهش الذين يرون فيها لوحات أنيقة ورائعة لا مثيل لها. عالم إبداع حول فن التزيين التي تمتهنه هبة عوض، تقول: “هذا الحلم رافقني منذ الصغر، بدأته هواية شخصية، حيث بدأت بتزيين أغراضي الخاصة كتجربة طموح، ومن ثم تحول هذا الفن إلى مهنة تدرّ عليّ بعض المال، وأصبحت ألبي طلبات الزبائن والأصدقاء، وفن التزيين بالنسبة لي ليس مهنة أعتاش منها فقط، بل هو عالم إبداع وتطوير استنبط من خلاله كل جديد”. وتضيف: “أنا سعيدة جداً في عملي ومتفانية لدرجة أنني أنسى الوقت والمكان، وعالمي هو التحفة التي أنجزها”. وتبين: “بدأت العمل أولاً بتجربة خطرت على بالي، ولم أكن أضع خريطة طريق لهذا الفن الحرفي، وأول نتاجي كان في تصميم وتغليف الأغراض الخاصة بي، وبعدئذ قمت بـ(لف) صينية تقدم فيها (الشوكولاتة)، وحاجات أخرى تتعلق بمناسبات وحالات الولادة، وأيضاً الأواني الزجاجية، و(بوكيه) الورود والسلال على أنواعها، وتشكيلات وتصاميم لأنواع الملبس و(الشوكولاتة)، ومناسبات العمرة والحج، وتزيين سيارات العرائس”. وعن الإقبال، تقول عوض: “بدأت العمل من المنزل، وبعد أن لمست الرواج والطلب على هذه الأعمال اليدوية، وذاع صيت نتاجي وتصاميمي، افتتحت متجراً في بلدة العديسة، حيث يتوزع نشاطي في المنطقة الجنوبية، ويقصدني الكثير من الزبائن لتلبية ما يريدونه من أعمال وحرف تزيين وتصميم وتغليف، بأشكال منمقة ومبدعة. ومنذ شهر تقريباً، افتتحت متجراً آخر في بلدة حولا، أنتج فيه الأشغال نفسها بمشاركة أحد الأصدقاء، حيث أنجز ما يأتيني من أعمال وطلبيات تتعلق بالاختصاص الذي أقوم به”. حول المراحل التنفيذية للأشغال والحرف، تشرح عوض: “كنت اهتم بكل الأشياء المهملة التي يرميها البعض، وكنت أقوم بتزيين صينية قديمة وغيرها، وأكثر أعمالي كانت من الكرتون الذي أزينه بالقماش والدانتيل اللذين يضفيان جمالاً على القطعة، وكثيراً ما كنت أجمع الزجاج المكسور وأقوم بتلوينه، كذلك الجرائد القديمة التي اعطيها ديكوراً يجذب الأنظار واهتمام الناس الذين يحبون كل جديد وغير متداول في السوق المحلي ومحال الباعة التي تتعاطى هذا الفن”. وجمع القطع القديمة وتزيينها، مهنة بدأت تلاقي رواجاً في لبنان، بعد أن تحولت من مجرد عشق عند البعض إلى ظاهرة تجذب وتستقطب محبي هذا الفن والسياح، حتى ازدهرت وتوسعت بحسب عوض، والعديد من أصحاب المحال التي تعرض نتاجات ونماذج لأغراض تتعلق بفئات عديدة من المجتمع اللبناني، بحيث تحولت مخازن البيع إلى متاحف دائمة، فضلاً عن أن هذه المهنة بحد ذاتها، ترتبط بعشق قديم لكل ما هو فريد وعتيق. ومهنة التزيين هي هواية حسب رأي أصحابها، أكثر من كونها تجارة، وهي تعتمد على الكثير من الأغراض القديمة والمهملة التي ينظرون إليها بوصفها أدوات كانت تستعمل في الحياة اليومية. والبارز فيها أن فنون التزيين يجب أن تنقل بدقة وروح عالية، روح هذا العصر على تحف يدوية، منفذة بأسلوب خاص فيه من روح صانعه الكثير، فالجميل في هذه المهنة أن “الصانع” يشعر بالسعادة لدى الانتهاء من العمل، على أمل اللقاء مع تحفة أخرى يبرع في تزيينها. وعن أكثر التصاميم المطلوبة، تقول عوض إن القليل من الزبائن يفصحون عما يريد، وهناك من يعطي الفكرة التي يرغبها في الأغراض التي يود تزيينها وتغليفها، في ما الغالية تعتمد على ذوقها، مشيرة إلى أن عملها يتطلب المهارة والإتقان، وأن أسعار منتجاتها “معقولة جداً” وفي متناول الجميع، وتحددها جودة الشغل والتصميم ودقة التنفيذ والمواد المستعملة في التزيين. جمالية التصميم حول تقنية هذا الفن الذي أصبح يشهد رواجاً خصوصاً في العاصمة وبعض المدن والبلدات اللبنانية، تقول هبة عوض إن جمال التصميم وروعة التغليف وإبداع التزيين هي نماذج مطلوبة وضرورية، ومن الأولويات الرئيسة وجود المهارة اليدوية، والفن والحرفة المنمقة بكل جديد، وليس الموديلات نفسها. وتضيف: “التصميم الجميل يقودك إلى عمل مميز ومبدع، وإذا أخذنا تصميم بطاقة عرس، فهذا يتطلب ساعات لإصدار نموذج جميل غير مشابه لتصميم آخر، كذلك تزيين صينية الشوكولاتة التي تستغرق ثلاث ساعات، إضافة إلى تزيين سيارات العرائس والسلال”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©