مشروع «مزرعة في كل بيت» يهدف إلى إنتاج غذاء صحي وسليم

بدأت إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بإمارة الشارقة، في تنفيذ مشروع "مزرعة في كل بيت" وذلك بهدف توعية الأسرة بأهمية الزراعة المنزلية، من حيث توفير بعض احتياجاتها من الخضراوات الموسمية والفوائد الصحية. وفي لقاء مع خديجة المنصوري المشرفة على المشروع في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، قالت إن المجلس ينفذ المشروع بالتعاون مع مشتل بلدية الشارقة وبرعاية شركة الشارقة للبيئة ومؤسسة يونيفلورا لتنسيق الحدائق وديزرت جروب، وهناك الكثير من الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها الأسرة من خلال اشتراكها في المشروع، ومنها أن الأسرة سوف تتوافر لديها خضراوات ذات قيمة غذائية عالية من الفيتامينات والمعادن أكثر من تلك المعالجة والمحسنة كيميائياً. أقل تكلفة وتضيف خديجة: ستجد الأسرة أن تلك الخضراوات ستكون خالية من المواد الكيميائية وبقايا المبيدات الحشرية، وطازجة يتم قطفها بعد نضجها وليس قبل ذلك وهي تغطي احتياجات الأسرة من الخضراوات بأقل تكلفة ممكنة، وفي ذات الوقت يعد المشروع محوراً لاهتمام الأسرة واجتماعها على عمل مشترك وهو نافع لأوقات الفراغ، ويشجع ربات البيوت على استغلال المساحات الفارغة بزراعة الخضراوات، وسوف يساهم المشروع في زيادة نسبة الأكسجين في الهواء وتوفير الجهد والوقت بدل إحضار الخضراوات من الأسواق. وتوضح أن الزراعة ارتبطت منذ القدم بالإنسان، ولكن مع تطور الأساليب الزراعية الحديثة تزايد استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية التي لها تأثير سلبي على صحة الفرد، والتي يسبب بعضها أمراضاً خطيرة، ودفعت النتائج السلبية إلى ضرورة البحث عن الحلول البديلة كي تتم إعادة التوازن الطبيعي والغذائي لصحة الإنسان، وتحسين جودة المحصول الزراعي، فمن حق الإنسان أن يحصل على منتجات زراعية خالية من الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية. لذلك، كما تقول المنصوري، سوف يستمر المشروع الذي بدأ منذ العام الماضي في توعية أفراد المجتمع بأهمية زراعة الخضراوات في كل بيت، حيث تعد المزرعة المنزلية مصدراً مهماً للأسرة لتغطية بعض الاحتياجات المنزلية، والتي تتم متابعتها بشكل كامل من أفراد الأسرة، كما تعد سوقاً صغيراً لإمداد الأسرة بالخضراوات الطازجة، ومناسباً لإشباع هواية ممارسة الزراعة لدى بعض الأفراد في تلك الأسر. خضراوات جذرية وقد قامت الإدارة المشرفة على المشروع من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بمتابعة من قاموا بتنفيذ المشروع في منازلهم منذ العام الماضي، وتفاعلت الأسر وقامت بإرسال العديد من الصور التي توثق مراحل تنفيذ المشروع في البيت، ولكن تلك الصور التقطت بأنواع من الكاميرات التي يمكن حفظ صورها كوثائق ولكنها لا تصلح للنشر في الصحف، وفي نهاية كل موسم تعود الأرض المجهزة للزراعة إلى ماكانت عليه قبل المشروع خالية بعد أن تم جني المحاصيل من الخضار. وتم مد الأسر التي شاركت في هذا العام ببذور الورقيات مثل البقدونس والجرجير والسبانخ وأيضاً الفجل والنعناع والشبت، وهناك أيضاً خضراوات جذرية مثل البصل والجزر والبطاطا والفجل، وثمرية تشمل الطماطم والباذنجان والقرعيات مثل البطيخ وهناك الباميا والبقوليات من الماش والعدس واللوبياء، وتتم زراعة الخضراوات حسب مواسمها الزراعية، فهناك الصيفية ومنها الشتوية. خطوات صحيحة ويعمل المشرفون على تنفيذ المشروع على توجيه أفراد الأسرة بأهمية الزراعة العضوية الخالية من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية، وتوعيتهم بخطوات الزراعة الصحيحة وكيفية قطف الثمار والتعامل مع الآفات الزراعية، ويتم دعم الأسرة التي تشارك بالتربة الزراعية وبعض العينات من الخضراوات الورقية والثمرية والجذرية، وأيضاً بتقديم النصائح والإرشادات عن المشروع وبعض المشاكل الزراعية المحتمل حصولها خلال مراحل الزراعة المختلفة، ومكافحة الآفات الزراعية دون استخدام المبيدات الحشرية الكيماوية. وقد تم تقديم معلومات إرشادية حول الخطوات التي يجب أن تتبع للزراعة ومنها اختيار موقع لبدء المشروع، بحيث تكون منطقة الزراعة بعيدة عن جدران المنزل وأن يتم تجنب الزراعة تحت الأشجار بسبب امتداد جذورها، وأن يكون ذلك المكان جيد الإضاءة لمدة لا تقل عن ست ساعات، وألا يكون معرضاً للرياح الباردة أو الجافة، وحين تكون الزراعة في أرض بها هواء يتحرك بسكون تام، فإن ذلك يشجع على انتشار بعض الأمراض في النباتات.