ولادة المرأة قبل الأسبوع 39 دون ضرورة طبية يضر بصحة المولود

أبدى عدد من الأطباء والمسؤولين في منظمات صحية إقليمية ودولية قلقهم من التزايد المهول لعدد الولادات الاختيارية (العمليات القيصرية والولادة بإبر الطلق). فقد صرح أطباء من جمعية «مارتش أوف دايمز» الأميركية بأن غالبية الأمهات في الولايات المتحدة الأميركية أصبحن يلدن بدون ضرورة طبية قبل انتهاء الأسبوع الـ39 لحملهن. وقد يؤدي هذا الأمر في حال استمراره إلى تزايد إصابات الرُضع وأمهاتهم بأضرار صحية حقيقية، ناهيك عن التكاليف الباهظة لهذه العمليات التي ترهق ميزانية نظام الرعاية الصحية وشركات التأمين، وجيوب المرضى غير المؤمَّنين أو المؤمنِين جزئياً. مخاطر مجهولة تجهل غالبية النساء للأسف الشديد المخاطر المرتبطة بالولادات القيصرية والولادات بالطلق. ووجدت شركة «يونايتد هيلث كاير» في آخر استطلاع للرأي استهدفت فيه نساءً حديثات عهد بالأمومة أن أكثر من نصف هؤلاء يعتقدن أنه من الأفضل للمولود أن يرى النور قبل اكتمال الأسبوع السابع والثلاثين، حتى عند عدم وجود دواع طبية أو مضاعفات صحية تستدعي تدخلاً من نوع ما، بينما أشارت 24% ممن استطلعت آراؤهن أن الجنين لا يحتاج إلى البقاء في بطن أمه بعد مرور 37 أسبوعاً. غير أن الجهات المتخصصة ومنظمات صحية عديدة ومن بينها المجلس الأميركي لأطباء النساء والتوليد توصي بعدم جدولة ولادات إلا بعد أن يمر على عمر الجنين 39 أسبوعاً على الأقل. وتقول الدكتورة تينا جرووت، المديرة الطبية الوطنية لمركز صحة النساء التابع لشركة «يونايتد هيلث كير»، «إن هذا الاعتقاد السائد لدى النساء يجب تصحيحه. فكثير من النساء اللاتي يحملن لأول مرة يعتقدن أن تسعة أشهر تعادل بالحساب الرياضي 36 أسبوعاً، وكأن عدد أيام الشهر الواحد 28 يوماً فقط! لكن العلم والطب يقولان إن الفترة المثالية التي يتعين بعدها على الجنين التخلي عن دفء بطن أمه هي 40 أسبوعاً». مخاطر حقيقية كشف بحث طبي حديث أن الرُضع الذين يولدون بعد فترة تتراوح ما بين 34 أسبوعاً أو 36 أسبوعاً معرضون للوفاة والنمو المتأخر أكثر من مواليد 39 أو 40 أسبوعاً. وخلُصت دراسة نُشرت في مجلة «ذي نيو إنجلند جورنال أوف ميدسين» أن أكثر من 35% من ولادات العمليات القيصرية الاختيارية أُجريت قبل إتمام الجنين عمر 39 يوماًُ في بطن أمه. ووجدت هذه الدراسة أيضاً أن مواليد الشهر الـ 37 أكثر عُرضةً للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي أكثر من مواليد الشهر الـ 39 أو الـ 40. ووجدت الدراسة ذاتها أن نسبة مواليد الشهر الـ 39 الذين يُقبَلون في وحدات العناية المركزة لا تتعدى 5,9%، بينما تصل إلى 8,1% بالنسبة لمواليد الشهر الـ 38 و12,8% بالنسبة لمواليد الشهر الـ37. وتقول الدكتورة جرووت «توضح نتائج هذه الدراسة ضرورة أن نقوم بتوعية أمهات المستقبل والحوامل حول المخاطر الصحية المرتبطة بالولادات الاختيارية غير الطبيعية قبل الشهر الـ39»، وتضيف «يجب على النساء أن لا يستعجلن الولادة وأن يتحدثن مع أطبائهن حول التوقيت الأنسب لولاداتهن حتى لا يتسببن في حدوث مضاعفات صحية لمواليدهن خاصةً ولأنفسهن أيضاً». نقلاً عن موقع:«healthy-pregnancy.com»