خريطة طريقك لاختيار فئة التأمين الأنسب

تعج سوق التأمين الطبي بشركات التأمين، وتتفاوت جودة الخدمات العلاجية والأمراض والأدوية المشمولة من شركة لأخرى. وبينما توفر بعض المؤسسات والشركات لموظفيها وعائلاتهم تأميناً شاملاً، تقدم مؤسسات أخرى التأمين الصحي للموظف فقط، في حين يُخصم مبلغ شهري من راتبه في حال أراد أن يشمل التأمين زوجته وأبناءه. كما أن هناك شركات خاصة تتكفل جزئياً فقط بتأمين موظفيها، بحيث تتكفل بدفع جزء من تغطيته الصحية وتحسم من راتبه قسطاً معيناً بشكل شهري. وتتناسب خطة التأمين الصحي وفئتها عادةً مع حجم الراتب الذي يتقاضاه الموظف. وفي حين لا يعير الموظفون الذين يتمتعون بتأمين صحي مجاني لهم ولأفراد أسرهم بالاً، فإن الأمر يختلف لدى الموظفين الذين تُقتطع من رواتبهم رسوم ومبالغ شهرية لتغطية تأمينهم الصحي أو تأمين أفراد أُسرهم. ولذلك، فإن خبراء التأمين ينصحون كل موظف بأن لا يمر على لائحة التأمين الصحي للمؤسسة التي يعمل بها مرور الكرام، وإنما يطلع بدقة على بنودها وخططها وفئاتها، ويتوجه إلى الجهة المزودة بخدمات التأمين بأي أسئلة قد تراوده أو لا يجد لها إجابات شافية، كما من حقه أن يطالب بتغيير خطة التأمين وفئتها في حال كان يشعر أن بإمكانه الحصول على الخدمات نفسها بدفع رسم شهري أقل. وهناك أمور عديدة ينبغي على الشخص المؤَمن أن يكون على بينة منها ومن بينها: 1- التحقق من أن جميع الخدمات العلاجية التي يحتاجها مشمولة في خطته وفئته التأمينية. فقد يشمل التأمين خدمات علاجية ويستثني أخرى تلميحاً أو تصريحاً. كما أن هناك ضرورات علاجية لا يجوز استثناؤها مثل زيارات الطبيب والخدمات الاستشفائية، وخدمات الطوارئ، واختبارات التشخيص، ووصفات الأدوية. ولذلك على الشخص المستفيد من التأمين أن يعرف بدقة الخدمات الطبية المشمولة والمستثناة. 2- عدم التردد في طرح كل ما يتبادر في ذهنه من أسئلة خاصة بتفاصيل تأمينه الصحي. كما يمكنه اللجوء إلى إدارة الموارد البشرية بالمؤسسة التي يعمل بها ويُطالبهم بمساعدته على اختيار فئة التأمين الأنسب له أو له ولأسرته. 3- زيارة الموقع الإلكتروني لشركة التأمين والاطلاع على خدماتها العلاجية والطبية والفروق الموجودة بين خططها وفئاتها التأمينية. 4- إجراء عملية حسابية. فإذا كانت المؤسسة التي يعمل بها الموظف توفر له فقط تغطيةً صحيةً وتستثني أسرته، أو توفرها له جزئياً وتقتطع مبلغاً شهرياً من راتبه عند تغطية أفراد أسرته، فعليه أن يُقارن المبلغ المُقتطَع في كل فئة مع نوع التغطية الصحية وجودة الخدمات المرتبطة بها. ولذلك يتعين على كل موظف الحرص على اختيار فئة التأمين التي تناسبه بدقة حتى لا يُقتطع من راتبه مبالغ تفوق بكثير ما يستفيده من خدمات صحية. 5- ترتبط المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة بعقود محددة الأجل مع الشركات المُزودة بخدمات التأمين، وقد تتغير شركة التأمين من سنة لأخرى، أو بعد كل فترة بسبب مطالبة أحد الطرفين فسخ العقد بسبب عدم رضا موظفيها عن الخدمات الطبية، أو بسبب وجود خلافات حول خدمات علاجية ما، أو بسبب مطالبة شركة التأمين رفع مقابل خدماتها الصحية بسبب سوء تقدير منها وتكبدها خسائر مالية. وينصح خبراء التأمين الصحي في هذه الحالة الموظف الذي لا يستفيد من التأمين الصحي المجاني له ولأسرته أن يقارن بين نوعية الخدمات التي سيحصل عليها مقابل الاقتطاع الشهري من راتبه، والمبلغ الذي سيدفعه في حال اختار الحصول على تأمين صحي فردي عن غير طريق الشركة التي يعمل لديها، ثم يقرر أيهما أنسب له، وعليه أن يعي أنه غير ملزم باختيار الشركة التي يتعاقد معها مشغله إذا كانت خدماتها العلاجية رديئة أو غير مُرضية. نقلاً عن: «واشنطن بوست»