الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من يرعى الموهوبين؟

17 أكتوبر 2010 20:09
الأطفال الموهوبون من الشرائح النادرة التي تحتاج إلى كثير من الاهتمام والرعاية الاستثنائية وفق استراتيجية خاصة. فالطفل النابه غالباً ما يمتلك من صفات التميز الكثير، ويمتلك قدرات انفعالية وجسدية وعقلية مختلفة مقارنة بأقرانه في نفس السن. فإذا كان الطفل المتميز أو الموهوب هو ذلك التلميذ الذي يمتلك شروطا أساسية وقدرات لازمة للإنجاز المتميز والأداء الرفيع بحيث يؤدي مهامه بشكل متفوق وناجح وخلاق إذا ما قورن بأطفال آخرين من نفس العمر. إلا أن التلميذ الموهوب - للأسف ـ لا يضمن في بعض الأحيان مجرد النجاح الدراسي، وهذا أمر محير، كما أنه يعاني أحياناً من بعض المشاكل الخاصة في اتصاله بالآخرين، وبمحيطه الثقافي والاجتماعي. وتشير كثير من الدراسات التربوية إلى أن أبرز مشاكل الموهوبين ربما تكون أصعب من مشاكل الأطفال العاديين، وتتمثل في الفارق الكبير بين نضج قدراتهم العقلية، وعدم نضج مشاعرهم وعواطفهم التي تتطابق مع عمرهم الزمني. فهم أطفال يمتلكون وعيًا كبيراً ورغم ذلك يشعرون بالعزلة. ومن جهة أخرى فان للموهوبين رغبة نفسية عارمة في التفوق في التحصيل من خلال التصدي لمشكلات قد تتجاوز قدراتهم العقلية وعمرهم الذهني من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم. وهذا ما يجعلهم يبذلون مجهوداً إضافياً لحل هذه المشكلات مما يوقعهم في الإجهاد النفسي والعصبي. وهناك أسباب عديدة لمشكلات التكيف لدى الأطفال الموهوبين بسبب الوسط الاجتماعي والثقافي الذي يمكن أن يحول دون إبراز المتفوق لمواهبه وقدراته وبذلك يصبح عائقا في طريق نموه الذهني والنفسي وعاملا من عوامل تأخير أو تحجيم تفوقه. وفي غياب الرعاية والإحاطة يتحول التفوق الدراسي من ميزة إلى معضلة للطفل الذي يجد صعوبة في إقناع وسطه بتميزه. كما أن المدرسة قد تقدر مستويات التفوق العقلي والذهني لدى البعض بشكل منقوص مما يؤدي إلى اضطرابات انفعالية لديه أو إلى طمس القدرات الانجازية لديهم. فاضطرار المتفوقين إلى مسايرة نسق أقرانهم في التعلم يؤدي إلى انخفاض أو توقف نسق نمو قدرات التفوق العقلي أو الشعور بالملل وفقدان الدافعية الدراسية أو قد يشعرهم بالتكبر على زملائهم وقلة الرغبة في الإقبال على المدرسة لأنها لا تشبع فضولهم العلمي وتفتقر إلى المهام التعليمية التي تتحدى قدراتهم وإمكانياتهم. لذا فإن الرعاية النفسية من أهم شروط المحافظة على النبوغ وتوجيهه وتأطيره من أجل تثمينه والحيلولة دون تحوله من هبة إلى مصدر لعدم التوازن والاضطراب، ومن ثم يجب أن نفكر في كيفية تحقيق التوافق بين الطفل وملكاته من جهة، وبين الطفل ومحيطه من جهة أخرى. هناك علاقة إيجابية بين الراحة والتوازن النفسيين والإنتاج والعمل والتطوير والابتكار. إن الطفل الموهوب ثروة وطنية لا يستهان بها. فهل نسمع في القريب العاجل عن استراتيجية شاملة لرعاية الطفل الموهوب؟ Khourshied.harfousha admediq.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©