عواصم- لهيب عبدالخالق والوكالات:
أكدت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنيك بوفيير أمس أن الوضع في لبنان وبخاصة في الجنوب وصل الى حالة شديدة الإحراج والخطورة· فيما أعلنت وكالات الاغاثة الدولية وقف مساعداتها لجنوب لبنان بشكل تام بعد التحذير الاسرائيلي بمهاجة كل شيء يتحرك على الطرق· وقالت لـ''الاتحاد'' إن هناك فرقا للصليب الأحمر الدولي وللمنظمات الإنسانية حوصرت مع الذين حوصروا في الجنوب ويواجهون صعوبة شديدة إن لم نقل استحالة في الدخول الى القرى المنكوبة أو الخروج منها· وأضافت في حديث خاص أن أولويتنا الآن القرى الجنوبية المعزولة مثل مرجعيون وحولا وما حولهما والتي نفدت فيها المياه ومياه الشرب والوقود والأغذية وتعاني من وضع خطير، كما أن هناك حاجة ماسة لنقل المساعدات الطبية لنفاد الأدوية والمواد الطبية أيضا·
وأكدت أن اللجنة الدولية تحاول جاهدة الوصول الى المناطق المعزولة دون جدوى فقد قطع القصف الإسرائيلي الشديد الطرق وانعدمت الإمكانيات للوصول بل إن الوصول بات مستحيلا لهذه المناطق· وذكرت أن أعداد المتضررين باتت تزداد ولا يمكن تقديم إحصائية دقيقة لأن العدد في تزايد، لكن يمكن القول إن مئات الآلاف تضرروا بشدة من هذه الحرب بين قتلى ومهجرين وجرحى ومحاصرين·
وأكدت أن الصليب الأحمر الدولي يسعى لإيجاد حلول ناجعة للوصول الى هؤلاء فالوضع معقد وهناك حالة طارئة يجب الاستجابة لها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه· وأشارت الى أن الوضع الحرج يمس أيضا الذين لجأوا الى دول الجوار وتأتي قبرص على رأس القائمة ثم الأردن الذي يعد أصلا مركزا للعمليات الدولية للصليب الأحمر· وقالت أن الأردن يعد المركز بين ثلاث دول في حالة حرب (العراق ولبنان وفلسطين)، مشيرة الى انه رغم كونه منفذا مهما للخروج من لبنان إلا إن الطرق من لبنان إليه قد دمرت وأصبح من الصعب القول أنه صالح للمرور وبذا نحن نفقد طريقا آخر·
من جانبها اعلنت منظمات الاغاثة الدولية وقف عمليات الاغاثة في جنوب لبنان بشكل تام أمس بعد ان حذرت اسرائيل من انها ستهاجم اية سيارة تتحرك جنوب نهر الليطاني·
وذكرت كريستيان بيرثيوم المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه تم وقف اية عمليات توزيع اضافية للمواد الضرورية للبلدات والقرى في جنوب لبنان· وصرحت للصحافيين ''نظرا لانعدام الامن، لن تتوجه اية قافلة الى جنوب لبنان اليوم''· وأكدت ان الوكالات قررت حتى عدم محاولة طلب ضمانات امنية من اسرائيل لكل قافلة من الشاحنات المتوجهة الى الجنوب كما كان الحال حتى الان·
وألقى الجيش الاسرائيلي منشورات أمس تحذر من ان ''كل سيارة من اي نوع كانت تتحرك جنوب الليطاني ستقصف لانها مشبوهة بنقل الصواريخ والعتاد العسكري''· وأوضحت المتحدثة ''نحن بحاجة الى تسيير قافلتين على الاقل يوميا في الجنوب، ونحتاج الى تسيير ستة قوافل اذا اردنا ان نقوم بعمل جيد، ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك''·
وذكرت الوكالات الدولية ان الشاحنات التي تحمل امدادات الاغاثة تستعد للتوجه من سوريا الى شمال لبنان وبيروت لاول مرة منذ قطع طريق رئيسي بعد قصفه بالطائرات الاسرائيلية قبل عدة ايام· وأفادت جنيفر باغونيس المتحدثة باسم هيئة اللاجئين الدولية ''من المهم مرور القوافل لان مخازن امدادتنا في بيروت تتناقص بشكل خطير''· وقال برنامج الاغذية العالمي انه يفكر في محاولة نقل الامدادات الى مدينة صور التي قطعت طرقها البرية، بواسطة القوارب· وأكد المفوض الاعلى للاجئين في الامم المتحدة انتونيو غوتيريس أمس ان نقل المساعدات الانسانية الى لبنان بات ''في غاية الصعوبة'' بما في ذلك خارج مناطق المعارك·
وقال ''لم يعد هناك مناطق آمنة في البلاد ويمكن ان نتعرض للقصف اينما كان''·
وفي الشأن ذاته حذر المتحدثون الرسميون باسم عدد من المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة من كارثة انسانية كبرى فى لبنان بعد أن أصبح توصيل المساعدات الى المحتاجين أمرا فى غاية الصعوبة ان لم يكن مستحيلا·وأكدوا فى مؤتمر صحفي عقد في جنيف أمس أن تلك المساعدات غير كافية· واعلنت ماري هوزيه المتحدثة باسم المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف ان عدم وجود ممرات وطرق آمنة لتوصيل المساعدات سيؤدى الى كارثة· مشيرة الى ان تدمير الجسور والطرق من خلال القصف الاسرائيلى وعدم الأمان فى التحرك يعقد مسألة الامداد بالمساعدات التى يحتاجها النازحون البالغ عددهم اكثر من 900 ألف شخص يمثلون حوالى ربع الشعب اللبنانى·
على صعيد منظمة الصحة العالمية عبرت المتحدثة باسم المنظمة فضيلة الشايب عن قلقها البالغ بشأن ما يمكن ان يحدث بعد أن اصبح اكثر من 06% من المستشفيات يعاني من نقص حاد فى الوقود والذي لم يعد يكفي لاكثر من نهاية الاسبوع مؤكدة ان غرف العمليات والبرادات والامصال وغيرها فى المستشفيات اللبنانية والتي تضم 21 الف سرير بحاجة الى كميات كبيرة من الوقود يوميا لتشغيل المولدات·
عدد اليوم
