السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..حقائق أساسية لإنهاء الحرب على غزة

غدا في وجهات نظر..حقائق أساسية لإنهاء الحرب على غزة
6 أغسطس 2014 20:40
حقائق أساسية لإنهاء الحرب على غزة يرى جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة وماري روبنسون الرئيسة السابقة لجمهورية آيرلاندا أنه لا يزال الإسرائيليون والفلسطينيون منشغلين بدفن أبنائهم وأحبائهم الذين سقطوا ضحية هذه الحرب الثالثة خلال ست سنوات. ومنذ 8 يوليو الماضي، عندما اندلعت الحرب الجديدة، قُتل أكثر من 1900 فلسطيني ونحو 68 إسرائيلياً. وانفطرت قلوب البشر في العالم أجمع عندما شعروا بأن المزيد من الضحايا سوف يسقطون، وأن عدد القتلى سوف يزداد كل ساعة. ويمكن أن تُعزى هذه المأساة إلى الإفشال المتعمد للجهود الواعدة التي كانت تهدف إلى إحلال السلام في المنطقة عندما تم الإعلان عن مؤشرات إيجابية لعودة الوفاق بين حركتي «فتح» و«حماس» في أبريل الماضي. وجاءت هذه المبادرة من «حماس» عندما أعلنت أنها لا تمانع في تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية جامعة، حتى ولو خلت من أي وزير حمساوي. وأعلنت الحكومة الفلسطينية الجديدة أنها تتبنى المبادئ الأساسية الثلاثة التي تطالب بها اللجنة الرباعية الدولية، وهي: نبذ العنف، والاعتراف بإسرائيل، والتمسك ببنود الاتفاقيات السابقة. وكان مما يؤسف له أن إسرائيل رفضت اغتنام هذه الفرصة السانحة لإحلال السلام وعمدت إلى منع حكومة الوفاق الفلسطينية من أداء مهماتها في غزة. وهناك عدة عوامل ضرورية لجعل الوحدة الفلسطينية أمراً ممكناً؛ من أهمها، الرفع الجزئي (على أقل تقدير) للحصار المفروض منذ سبع سنوات على 1.8 مليون مواطن فلسطيني في القطاع. كما يجب أن يحصل المعلمون ورجال الشرطة وعمال الصحة والنظافة المنضوين تحت لواء حكومة «حماس» على رواتبهم. وهذا شيء ضروري من أجل تحقيق أبسط المعايير الإنسانية حتى تستمر الحياة وتتواصل، وهي الحقوق التي ما زالت إسرائيل تصرّ على تجاهلها، إذ عمدت إلى فرض حظر على التمويل القطري لدفع رواتب الموظفين الحكوميين المدنيين، وأحكمت حصارها على حدود غزة لتمنع الدخول إليها والخروج منها. غزة: أسئلة معلقة تقول أمل عبدالله الهدابي: ليست الوحشية الإسرائيلية أمراً جديداً علينا أو على العالم، فتاريخ إسرائيل منذ قيامها حافل بارتكاب المذابح وانتهاك كل القوانين الدولية، لكنها كانت تفلت دائماً من العقاب لأسباب نعرفها ولا داعي لتكرارها هنا. ومن ثم، فقد كان الإجرام الإسرائيلي مُتوقعاً منذ بدأت التحرشات الإسرائيلية عقب مقتل المستوطنين الثلاثة، وكان سقوط آلاف القتلى والمصابين والتدمير الكامل لغزة أمراً مسلماً به، يراه رأي العين من يمتلك أدنى معرفة بمجريات الأمور في المنطقة. يطغى صخب المعارك وهدير القصف وصراخ الثكالى حيناً على الأسئلة المنطقية، وهناك من يحاول منع توجيه هذه الأسئلة أصلاً، ويستبقُها بتوجيه الاتهامات وإطلاق قنابل الدخان الزائفة، لكنها تفرض نفسها على من يعنيهم حقاً مستقبل القضية الفلسطينية وحياة آلاف الفلسطينيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة قرارات سياسية قد تخطئ وقد تصيب. إن التبعات الفادحة المترتبة على هذه القرارات تجعل تقييمها أمراً ملحاً، وأولى الناس بذلك هم من يتخذون هذه القرارات، فهم مُلزمون أخلاقياً وإنسانياً وسياسياً بوضع هذه القرارات موضع المراجعة وقياس عوائدها وكلفتها. «الخوارج» والمشايخ يرى أحمد أميري أنه بعد حيلة رفع المصاحف على أسنّة الرماح في صفين، وتوقف القتال بين جيش العراق بقيادة خليفة المسلمين علي بن أبي طالب، وجيش الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان، وانتهاء الأمر بالتحكيم، طلب 12 ألف مقاتل من جيش العراق من قائدهم رفض نتائج التحكيم والعودة لقتال جيش الشام، وهو الأمر الذي أباه الإمام علي، فكفّروه وانشقوا عنه وظهرت فرقة «الخوارج». ومن المعروف أن أغلب «الخوارج» كانوا من القرّاء، أي حفظة القرآن، وكان بعضهم قد رأى صاحب الرسالة واستمع إليه. وإذا كانت معركة صفين قد وقعت سنة 37 هجرية، فيمكن القول إنه إضافة إلى القرّاء، فإن أغلب هؤلاء «الخوارج» كانوا قد وُلدوا من أبوين مسلمين، باعتبار أن الشباب يشكّلون الغالبية في الجيوش. ولم يطعن أحد من الصحابة الذين عاصروا ظهور «الخوارج» في تديّن هذه الجماعة، لكنه كان تديناً فارغاً من الحكمة والعقل والبصيرة وبُعد النظر، ومخلوطاً بالغلو والتنطع والتهور والاندفاع وضيق الأفق، وإلا لما فعلوا ما فعلوه، ولما أخبر النبي عليه الصلاة السلام بأنهم «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية». كما لم يشكك أحد في نوايا هذه الجماعة، فلم يكونوا طلّاب سلطة ولا باحثين عن أمجاد أو غنائم، بل وصفوا أنفسهم بـ«الشراة»، اعتقاداً منهم أنهم إنما يبيعون أنفسهم لله، بالقتال في سبيله، وقال عنهم الإمام علي بأنهم «طلبوا الحق فأخطؤوه». كل هذه المعطيات تثبت أنها لا تحصّن من يتحلى بها ولا تمنعه من السقوط في أودية الجهل والغي، أعني النوايا الصادقة، والنشوء في بيوت متدينة، وحفظ القرآن من أوله إلى آخره، والتدين الشديد الذي يصل إلى درجة يقول عنه النبي عليه السلام لأصحابه (وهم الرعيل الإسلامي الأول) إنهم (أي الصحابة) يحقِّرون صلاتهم وصيامهم مع صلاة وصيام «الخوارج». أوروبا تذعـن! يقول د.محمد العسومي: بعد تردد دام سنوات عديدة أذعنت أوروبا للظروف الموضوعية الخاصة باحتياجاتها من الطاقة، وبالأخص النفط والغاز، فأعلنت ألمانيا لأول مرة عن نيتها السماح بإنتاج الغاز الصخري رغم الاحتجاجات القوية من أنصار البيئة. جاء هذا التطور الملفت مباشرة بعد الأزمة الأوكرانية وما أوجدته من مخاوف بشأن إمدادات الغاز الروسي، والذي تعتمد عليه العديد من البلدان الأوروبية، وبالأخص ألمانيا بصورة كبيرة، علماً بأن هذه البلدان كانت تعلق آمالاً على إمكانية احتواء شبه جزيرة القرم التي ضُمت إلى روسيا بكميات من الغاز الطبيعي، إضافة إلى إمكانية الغاز الصخري في أوكرانيا. بذلك تحاول أوروبا الغربية تكرار التجربة الأميركية التي لم تكتف فقط بسد احتياجاتها من الغاز بفضل الإنتاج الصخري، وإنما تحولت إلى دولة مصدرة له، متجاهلة الأضرار البيئية الناجمة عن عمليات الإنتاج، إذ أنها ترى الأمر من جوانب أمنية وجيو- سياسية واستراتيجية بعيدة، فالإنتاج الصخري من النفط والغاز منح الولايات المتحدة استقلالية أكبر وقلل من اعتمادها على مصادر الطاقة الخارجية، بما فيها تلك القادمة من الشرق الأوسط، مما يفسر تغير السياسة الأميركية واستعدادها للتضحية بحلفائها في المنطقة. تهديد الأمن القومي يرى د. أحمد عبدالملك أنه مع ازدياد عمليات الإرهاب والتخريب، ومع ظهور نزعات عنف وازدراء في بعض مناطق العالم العربي، ومع بروز حساسيات واضحة في تفسير بعض الظواهر الإعلامية أو المطالبات السياسية، قفز مفهومُ (الأمن القومي) ومهدداته على الطاولة السياسية، وأصبحت العديد من القضايا والرؤى تُطرح استناداً إلى «مذبح» هذا المفهوم «الهلامي»، والذي يمكن تطويعه أو تحويره لمحاصرة أيَّ رأي أو أي اتجاه، حتى وإنْ لم يكن سلبياً، ولا يُعرّض الأمن القومي للخطر. ولا نختلف على ضرورة حفاظ الدولة – أي دولة – على مكتسباتها الحضارية والمادية والاجتماعية والدبلوماسية، وكيانها السياسي. لكن المشكلة التي أصبحت مؤرقة لكثيرين هي سوء تفسير المواقف – نظراً لحالة الهيجان أو الحذر الشديد من اختراق الأمن القومي – لدرجة أصبحت حالات «الاشتباه» متعددة، ولكأنها أُريد لها أن تكون «فزّاعة» للمواطنين، ذلك أن ردود الأفعال تجاه المتغيرات في المنطقة العربية عادة ما تكون سريعة ومتشنجة، خصوصاً فيما يتعلق بقضية الأمن، التي تُعتبر خطاً أحمر في عُرف الدول. كما أن بعض منفذي التعليمات، قد لا يكون مؤهلاً تأهيلاً يسمح له بتحكيم العقل - لا العاطفة - في مسألة مواجهة ما يمكن اعتباره أعمال تخريب أو مواجهة الإرهاب. لذلك كثرت حوادث «الاشتباه»، وتمت عمليات اعتقالات في بعض الدول العربية، ارتفعت لدرجة التلويح بعصا (تهديد الأمن القومي) والتي يمكن مناقشتها من منظور عقلاني لا انفعالي. الطلاب العراقيون.. وتأملات حول المستقبل أشارت ترودي روبن إلى أنه مع تواصل الصراع في غزة، بدأت أخبار العراق في التلاشي من العناوين الرئيسية، حتى على الرغم من تمزق أوصال البلاد. لذا فقد كان من المثير للاهتمام الالتقاء مع مجموعة رائعة من طلاب الجامعات العراقيين بجامعة «تمبل» بولاية بنسلفانيا ضمن أحد برامج وزارة الخارجية للتبادل، والذي يطلعهم على التعددية الدينية في الولايات المتحدة. وغني عن القول إنني كنت أتساءل ما إذا كان بإمكان هؤلاء الطلاب تطبيق هذه الدروس في العراق. فهذا البرنامج الرائع الذي يديره معهد «تمبل» للحوار على مدار خمسة أسابيع يعرض هؤلاء الطلاب الخمسة – إلى جانب أقرانهم من لبنان وتركيا ومصر - لمجموعة متنوعة من الديانات وكذلك أشكال الحماية الأميركية للحرية الدينية. وهناك شيء مؤثر على وجه الخصوص إزاء الشباب المسلم العراقي الذين يحضرون طقوساً بروتستانتية وكاثوليكية وهندوسية وبوذية ويهودية ويحتفلون بنهاية شهر رمضان في الولايات المتحدة، بينما تحتدم الحرب في وطنهم بين المسلمين والمسيحيين الناجين بحياتهم. وقد ناقش الطلاب ما إذا كان العراق بإمكانه التوحد، ولكن مع استثناء واحد، فقد كانوا يفضلون دولة موحدة بهيكل فيدرالي. وعلى الرغم من قلقهم، فإن المناقشة عرضت أدلة رائعة حول كيف أن العراق لا يزال موحداً. تقول «إسراء»، وهي طالبة شيعية تدرس الرياضيات بجامعة بغداد (بينما تتخصص معظم الطالبات العراقيات في دراسة العلوم)، «جئت إلى هنا لتعلم المزيد عن الثقافات الأخرى». وهي ترتدي، برغبتها، التنانير الطويلة تحت سترة أنيقة، وتخطط للعمل في مجال الهندسة المعمارية. لكن «إسراء» شكت أنها إذا ما أرادت الحديث عن التسامح تجاه المسيحيين أو اليهود في بلادها، فإن الناس هناك «يفكرون أن الديانات الأخرى ستذهب إلى الجحيم». الموقف البرازيلي.. وإدانة إسرائيل يقول أندريس أوبنهايمر: في حين أدانت أغلبية دول العالم العنف في قطاع غزة، كان اللوم في معظم الحالات للطرفين مع وجود درجات متباينة من الانتقاد، لكن البرازيل تجاوزت الحدود بموافقتها على رواية حركة «حماس» بشأن الصراع، والذهاب إلى أبعد مما ذهبت إليه دول أخرى مثل مصر والأردن في تحركاتها ضد إسرائيل. وقالت رئيسة البرازيل «ديلما روسيف»، في بيان صدر يوم 23 يوليو: «إننا ندين بشدة استخدام إسرائيل القوة المفرطة في قطاع غزة، والتي أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين». وأضافت «إن البرازيل استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور، وهو ما لم تفعله الدولتان العربيتان الموقعتان على اتفاق سلام مع إسرائيل». ويضع هذا البيان البرازيل في معسكر واحد مع دول مثل كوبا وفنزويلا وبوليفيا والإكوادور من حيث مواقفها تجاه إسرائيل. وقد أدانت دول أخرى كثيرة «الاستخدام غير الملائم للقوة» من قبل إسرائيل، ولكن أغلبية هذه الدول ومن بينها الأرجنتين التي تحاكي عادة مواقف البرازيل أدانت في الوقت ذاته حماس بسبب هجماتها الصاروخية المنهجية ضد أهداف إسرائيلية مدنية، الأمر الذي تعتبره إسرائيل سبب بداية الموجة الأخيرة من العنف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©