الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أطفال الأردن يصنعون القنابل انتقاماً لمجازر قانا

9 أغسطس 2006 01:17
عمان - جمال إبراهيم: برزت في الأردن ظاهرة قد تكون غريبة من نوعها وهي اهتمام الأطفال بالحروب وما يشاهدونه على شاشات الفضائيات واللافت أن معظمهم لديه رغبه عارمة في الانتقام، فكثيرون هم الذين يرون من أبنائهم اهتمامهم بما جرى في لبنان، فضلا عن انه أصبح لديهم مخزون كبير من مفردات الحرب مثل: ''اليهود، إسرائيل، قصف، قتل، موت، قنابل'' الأمر الذي دفع عددا منهم إلى جمع المال والتبرع به، او المشاركة في المسيرات أو خوض جدل لا ينتهي مع الأهل· القصة التالية من أغرب القصص التي حدثت ، فقد تلقى نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني اتصالا مفاجئا خلال اجتماعه بمجلس النقابة أمس، زوجته كانت على الهاتف تطلب منه الحضور فورا الى البيت فابنه يقوم بتصنيع قنبلة يدوية لخوض الحرب مع إسرائيل، اضطر للاعتذار عن الاجتماع واستقل سيارته مغادرا الى بيته وسط العاصمة الأردنية عمان· وصل النقيب الى البيت فذهل لما رأى فقد وجد ولده أحمد (9 سنوات) قد صنع العديد من العبوات البدائية معتمدا على عدد من المواد الكيماوية المتوافرة في البيت، فسأل، ما الذي تفعله يا أحمد؟ فأجاب: أقوم بتركيب قنبلة لقتل اليهود لأنهم قتلوا الأطفال في قانا· بهدوء ورفق أجاب النقيب المومني ولده، لكن لبنان بعيدة عنا ولن تستطيع قتل اليهود فبينك وبينهم مسافات بعيدة، فقال أحمد: أسافر إلى هناك بالسيارة، وأقتل من قتل الأطفال والنساء قبل أن يأتي اليهود ويقتلونا، نقتلهم، أليس كذلك يا أبي ؟· شعر الأب بمرارة لأن طفله يتحدث عن الحرب كما لو كان كبيرا، وقال: الأفضل لك أن تكون طبيبا تعالج الأطفال الذين جرحوا وتساعدهم فتداوي جراحهم فمن يساعد الناس سيضعه الله في الجنة· فقال الابن: أيضا من يقتل اليهود يذهب الى الجنة · نقيب الصحفيين تمكن من أخذ المواد الكيماوية من يد طفله وكافة الزجاجات التي صنعها لكنه لم يستطع أن يغير فكرته عن ضرورة قتل اليهود الذين قتلوا الأطفال في قانا، ولم يستطع أن يمحو فكرة الانتقام من ذهنه· اللافت أن الأب سأل ابنه، من أين لك بكل هذه المواد وكيف تعلمت تركيبها؟ فقال الصغير: من أصدقائي فقد حصلت عليها بعد أن خرجنا أمس في مسيرة · يقول نقيب الصحفيين، أردت أن اخلص ولدي من التفكير في الحرب ومحاولة تصنيع قنابل يدوية لكني وجدته حقا يفهم ما حوله· سألنا الدكتور عاطف الشواشرة وهو مختص بعلم نفس الطفولة في الجامعة العربية المفتوحة، عن اثر مشاهدة الأطفال لمشاهد القتل والتدمير، فأجاب: ''تنتج هذه المشاهد نوعين من الشخصيات، إما شخصية متطرفة تماما أو شخصية خائفة انسحابية وفي الحالتين لها انعكاس نفسي سيئ على الأطفال وتسبب لهم الاكتئاب والعزلة أو العدوانية الشديدة ومن الضروري تماما الحيلولة دون مشاهدتهم لهذه المناظر المؤلمة لما تخلفه من اثر نفسي''· وأضاف أنه: ''في حال مشاهدة الأطفال لمناظر الحروب والمجازر علينا أن نقوم بمعالجة اثرها النفسي عليهم بشكل واقعي ومبسط يطهر أنفسهم''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©