الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء الهند ينتفضن على غياب المراحيض من المنازل

نساء الهند ينتفضن على غياب المراحيض من المنازل
15 يوليو 2012
في ابريل الماضي، هجرت بريانكا بارتي منزل زوجها بعد أربعة من أيام من زفافها، لأن منزلهما الواقع في قرية صغيرة في مقاطعة أوتار براديش شمال الهند كان يخلو من المراحيض. والآن باتت مراحيض منزل بارتي، العروس الشابة البالغة من العمر 19 عاما، الجديد تلمع وهي مزينة بزهور بلاستيكية وببالونات بمناسبة الاحتفال المقام على شرفها. وعلى غرار كثيرات من النساء المقيمات في الريف، كان يتعين عليها الخروج إلى الحقل لقضاء الحاجة. ولما لم تكن هذه القضية محل مساومة بالنسبة لها، خرجت من منزل زوجها متحدية ضغوط عائلتها وعائلته. بعد ذلك، عادت الزوجة إلى منزلها، بعدما زود بالمراحيض، وتقول أثناء احتفالها ب"تدشين" الحمام في منزلها "لقد كنت مصممة على عدم البقاء في منزل يضطرني إلى قضاء الحاجة في الخارج على مرأى من الناس، ودون أي اعتبار للنظافة". وقامت بتركيب المراحيض في المنزل مؤسسة "سولابه" الخيرية. وهي منظمة غير حكومية تعنى بنشر مفاهيم النظافة والعادات الصحية بين السكان، وقد منحت المنظمة هذه الشابة المتمردة 20 ألف روبي (حوالى 2500 دولار) لتحقيق مرادها. وتضيف هذه الشابة لمراسل وكالة فرانس برس "لا أعرف من أين اتتني القوة، لكني عموما أتحدر من عائلة توصف نساؤها بالقوة". وتروي بريانكا أنها ووجهت بغضب من أهلها القلقين بعد قرارها بعدم السكن في منزل دون حمام. وتقول "هم لديهم حمامات داخل البيت، وأنا وجدت صعوبة حقا في التكيف مع واقع مختلف". ويدور نقاش كبير في الهند حول غياب الحمامات من المنازل، ويتصل النقاش هذا بشكل أو بآخر بحقوق المرأة، والحق في النظافة، والصراع بين أنماط الحياة، القديمة منها والحديثة. وبحسب بنديشوار باتاك الذي أسس منظمة "سولابه" في العام 1973، فان "النساء اللواتي لا يردن الخروج أمام الناس في النهار، يخرجن إلى الحقل في الفجر لقضاء الحاجة، ومن ثم يتعين عليهن الانتظار حتى الليل". ويضيف "السير على الأقدام في هذه المناطق سيء جدا، يمكن أن يلتقط المرء الديدان والبكتيريا والكثير من الأمراض..كما أن الأمر ليس صحيا للأطفال الذين يلعبون هنا". ويتابع "كان الناس يحجمون عن الحديث في هذه المسألة، اليوم أصبح هذا النقاش علنيا". وقررت منطمة "سولابه" تمويل ثلاث شابات تزوجن في الأشهر القليلة الماضية، على أمل أن "يشكلن النموذج لتشجيع غيرهن على أسلوب حياة أكثر نظافة". وكان وزير التنمية الريفية جيرام رامش اعتبر أن الهند يجب أن "تشعر بالخجل" من واقع أن 60 إلى 70 % من مواطنيها مضطرون إلى قضاء حاجتهم في الهواء الطلق. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن ما يقارب 600 مليون هندي، أي ما يشكل 55 % من السكان، ليس لديهم مراحيض، وتزيد نسبة من يملكون هواتف محمولة عن أولئك الذي يملكون حماما. ووعد الوزير برصد أموال جديدة لهذه الغاية. خلال الحفل الذي أقامته بريانكا على مدى يوم كامل بحضور المئات من سكان القرية، نظرت كاملة واتي شرما البالغة من العمر 45 عاما إلى المراحيض بإعجاب، وقالت "ليس لدينا شيء في منزلنا...الذهاب لقضاء الحاجة في الليل مشكلة، لكن هذا الشيء مكلف جدا". بحسب منظمة "سولابه" التي أنفقت 1,2 مليون دولار لإقامة مراحيض في البيوت الأشد فقرا، فإن حمام منزل بريانكا كانت كلفته ألف دولار، لكن يمكن إنشاء تمديدات أكثر بساطة ولا تتجاوز التكلفة ثلاثين دولارا. ويبدي امارجيت (20 عاما)، زوج بريانكا، سعادته من عودة زوجته إلى المنزل، ويقر أيضا أنه فخور ومندهش بها. ويقول "انزعجت عندما سألتني +اين المرحاض+ فأجبتها أن تذهب إلى الخارج".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©