الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المدافع توقظ ذكريات أليمة في نفوس سكان صور

9 أغسطس 2006 01:20
صور - اف ب: مع تردد دوي المدافع عند ابواب مدينة صور المقطوعة عن باقي لبنان، يخشى من تبقى من سكانها دخول الجنود الاسرائيليين قريبا الى مدينتهم لمواجهة مسلحي ''حزب الله'' الذين يقاتلونهم الان في التلال المجاورة· وهذا الاحتمال يبعث في اذهان سكان صور ذكريات أليمة عن الاجتياح الاسرائيلي السابق عام 1982 الذي خلف سنوات من الفوضى في مدينتهم الساحلية وجميع ارجاء لبنان· ويوضح حسن دبوق المستشار في بلدية صور ''ان الناس يتذكرون كل شيء وبالطبع يقومون بمقارنات''· حول هذا المهندس مكتبه في البلدية الى ما يشبه الصيدلية ويقوم بتوزيع الادوية على السكان الذين لم يتمكنوا من الفرار بسبب انقطاع الطرقات· وهو نفسه يتذكر عمليات القصف الماضية والليالي الكاملة التي قضاها السكان في الاقبية والملاجئ خلال يونيو 1982 عندما هاجمت القوات الاسرائيلية المخيمات الفلسطينية في منطقة صور· وبعد ذلك عاد الهدوء الى المنطقة· ويروي اسقف صور للموارنة نبيل الحاج ''قال لنا الاسرائيليون استأنفوا حياتكم اليومية وهذا ما فعلناه''· ويضيف الاسقف جالسا في فناء الابرشية ''كان هناك قبول ضمني بالمحتل''· كنا نقول انها نهاية الحرب وسيغادر الفدائيون''· ويرى العديد من سكان جنوب لبنان ان المقاتلين الفلسطينيين بددوا التعاطف اللبناني معهم بعد ان اقاموا ''دولة داخل الدولة'' في لبنان وجعلوا البلد الذي استضافهم عرضة لغضب جاره الاسرائيلي القوي· ويذكر ريمون صلاح جالسا الى طاولة مستديرة في بهو فندقه ''الفنار'' ''كان الاسرائيليون في بادئ الامر يتصرفون بشكل لائق جدا· كانت الحدود مفتوحة والتجارة ناشطة''· ويشير حسن دبوق الى ان الاسرائيليين كانوا يوفرون باسعار مرتفعة كل المواد الضرورية لاعادة اعمار ما دمروه· غير ان ذلك كان قبل الرابع من نوفمبر 1983 حين هز صور انفجار قوي ادى الى انهيار مبنى من عشر طبقات يضم المقر العام للقوات الاسرائيلية الذي انتشل منه الاسرائيليون اكثر من ستين ضحية من تحت الانقاض· ويقول الاسقف ''لم يكن اي منا يعلم ما الامر''· ويوضح ريمون صلاح (71 عاما) ''كنت اعرف هذا المبنى جيدا، فانا الذي بنيته''· ويضيف ''حضر الاسرائيليون على الفور لاصطحابي وارادوا ان يعرفوا ما اذا كنت املك الخطط من اجل مساعدة فرق الاغاثة''· ويقول صالح ان رخصة البناء كانت تنص على اربع طبقات غير انه تم بناء ست طبقات اخرى فيما بعد لكنه يضيف ان ''الاساسات كانت متينة ولم يصدق احد الرواية الرسمية الاسرائيلية التي افادت عن انه حادث''· والحقيقة ان ما تعرض له الاسرائيليون في ذلك اليوم كان عملية انتحارية سبقتها عمليتان مماثلتان وقعتا قبل ذلك في بيروت· ويذكر ريمون صالح ''بعد ذلك تبدلت ملامح الاسرائيليين· كانت تلك نقطة تحول فبدأوا يشعرون بالخوف''· ويتابع ''اصبحت العلاقات صعبة وباشر الاسرائيليون اعمالهم الانتقامية وجعلوا حياتنا شديدة الصعوبة''· ويوضح حسن دبوق ''كان العملاء الاسرائيليون في كل مكان والجيش الاسرائيلي يسيطر على المدينة في النهار· لكن بمجرد هبوط الليل كانت المقاومة تبسط سيطرتها''· وفي 29 ابريل 1985 انسحب الاسرائيليون من صور غير ان الامر استغرق 15 عاما قبل ان ينسحبوا كليا من جنوب لبنان· والمعركة الجارية حاليا بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله تذكر سكان صور بتلك المعارك الماضية التي لا يستبشرون منها خيرا· ويقول ريمون صلاح ''ان لبنان هو حقل تجارب العالم· وصور هي حقل تجارب لبنان· لكنها هذه المرة الضربة القاضية''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©