باريس (أ ف ب) - هم من الهند والعراق واسبانيا والصين وتخطى عددهم المليونين، وقد استوعبوا جميعا مبادئ الفيزياء الميكانيكية التي يتعلمونها من موقع «موك» الأميركي (ماسيف أونلاين أوبن كورس) وهو منهج جامعي عالي المستوى متوافر بالمجان على الإنترنت مع أشرطة فيديو ونصوص وتمارين تفاعلية.
وشرح فرانسوا تادي مدير مركز الأبحاث المتعددة المواد (كري) في باريس وصاحب كرسي جامعي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) أن «فكرة الأستاذ الذي يعطي دروساً لطلابه ليست بالجديدة لكن عدد المشاركين في صفوف موك هو المدهش». وأضاف أن «عدد المشاركين في أول صفوف موك تخطى عدد المسجلين في فيسبوك خلال سنته الأولى.
فقد أصبح في وسع المستخدمين اليوم أن يلتحقوا بصفوف جامعية عالية المستوى أينما كانوا وأيا كان تخصصهم».
وتقدم وزارة التعليم الفرنسية 25 صفا من صفوف «موك» بالمجان على منصة الجامعة الفرنسية الإلكترونية (فان). وكان قد تسجل فيها قبل إطلاقها 80 ألف شخص.
ولفت فرانسوا تادي إلى أن «صفوف موك توفر النفاذ إلى العلم للجميع»، في حين أن النظام الجامعي الفرنسي هو من الأقل مساواة في العالم المتقدم بحسب دراسة صادرة عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
وقد ازدهرت صفوف «موك» (أي الصفوف الإلكترونية المكثفة المفتوحة) بالفعل إثر صف عن الذكاء الاصطناعي قدم على موقع جامعة ستانفورد الإلكتروني في نوفمبر 2011 وشارك فيه 160 ألف طالب، أي أكثر بكثير من العدد المتوقع للمشاركين (10 آلاف).
وفي فبراير 2012، قام سيباستيان ثرون، الاستاذ المحاضر في الروبوتيات الذي قدم ذاك الصف بإطلاق منهج «يوداسيتي».
والمناهج الإلكترونية الرئيسية الثلاثة أي «يوداسيتي» و«إدكس» و«كورسيرا» المندرجة في «موك» قد استحدثت جميعها في الولايات المتحدة في منصات جامعات البلاد العريقة.
فمنهج «إدكس» الذي أطلق في نيسان/أبريل 2012 إثر تعاون بين جامعة هارفرد وبيركلي ومعهد ماستشوستس للتكنولوجيا يضم مع منهج «كورسيرا» الذي أعده أساتذة سابقون في جامعة ستانفورد، أكثر من 6 ملايين مشارك.
وكان منهج «كورسيرا» يقدم حتى نهاية العام 2013 أكثر من 500 صف.
وقال فرانسوا تادي إن صفوف «موك» تشكل حرما جامعيا عالميا، طارحا مسألة مستقبل الجامعات التقليدية.
غير أن دراسة نشرتها في كانون الأول/ديسمبر جامعة بين في الولايات المتحدة أظهرت أن 4% لا غير من المسجلين في منهج «كورسيرا» الذي يعد أكبر منهج جامعي إلكتروني، أكملوا صفوفهم.
وتجرى بانتظام امتحانات للمشاركين في صفوف «موك»، لكن الجامعات والشركات لا تعترف بعد بالشهادات المقدمة في إطار هذه المناهج. ويلفت منتقدي هذا المشروع إلى أن المحتويات الرقمية ليست في متناول جميع الطبقات الاجتماعية وأن سهولة النفاذ إلى الصفوف يقابلها معدل كبير من التوقف عن متابعتها.
عدد اليوم
