الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز تنمية المجتمع بأبوظبي ينظم ورشاً فنية لتطوير قدرات الأطفال الإدراكية

مركز تنمية المجتمع بأبوظبي ينظم ورشاً فنية لتطوير قدرات الأطفال الإدراكية
15 يوليو 2012
"صيف بلادي 2012"، رسم أهدافا ويسعى جادا للوصول إليها لتشكل حصاد شهر كامل من الجهد والمثابرة وفق برنامج مدروس، ينمي التخيل ويبني الثقة بالنفس ويساعد على فهم الذات وتطويرها وتقديرها، حيث تركز فعالياته بمركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي، على برامج متنوعة لتنمية المهارات وتطوير القدرات، منها مبادرة لإحياء جماليات الخط العربي، والمحافظة على التراث المحلي، والرسم والقراءة وفن الطبخ، وغيرها من الورش التي يستفيد منها أكثر ما يزيد على 150 طالباً وطالبة مقسمين على خمس مجموعات تراعي فروق السن وتناسبه. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - وفق القيمين على المركز فإن التربية على العمل الجماعي كان هدفا تم العمل عليه ليخرج الجميع بفكرة التعاون وبناء عمل ضخم، كالجداريات التي تبلغ 3 أمتار ونصف يشارك فيها كلٌ بزاوية ورؤية لتشكل لوحة ضخمة ستظل شاهدة على إبداعات المستفيدين من صيف بلادي 2012 في المركز، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الورش التي ستشكل حتما خطوات أكبر في المستقبل مثل ورشة الخط العربي وورشة قراءة القصة ومطبخ صيف بلادي وغيرها من الورش الكبرى التي ستضع الأطفال في التصور الصحيح، وعلى خطى الإبداع الدائم. إبداع الجداريات ويقول بلال العاني مشرف ورشة الفن والمسؤول عن إنجاز الجداريات، إن كل ورشة لها هدف وقد صممت لتعطي نتيجة معينة، حيث قسمنا الطلبة لمجموعات وكل مجموعة مسؤولة عن تنفيذ عمل معين، وفي هذا الإطار فإن رسم وتشكيل الجداريات يساهم فيه مجموعات من الطلبة، بحيث يسهر على تشكيل جداريتين، واللتين يصل طولهما إلى ثلاثة أمتار ونصف، واحدة للبنات وأخرى للبنين، وتشارك فيها الأعمار من 13 إلى 17 سنة، ولتوضيح التصور العام لهذه الجدارية أخذنا الطلبة لزيارة بعض المعارض لاستشفاف الخبرات والاحتكاك مع هذه الأعمال، والفكرة التي تبنى عليها اللوحة الكبيرة مستوحاة من برنامج “صيف بلادي 2012”، بحيث زرنا معرضا خاصا بالفنانين الإماراتيين المقام ببناية المركز الثقافي والمعرض المقام حاليا في المركز الثقافي الخاص بجائزة البردة، ومن خلال هذه الجولات ومن خلال ما زودناهم به من أفكار ومعارف عن الفن وتاريخه فإن الطلاب اتضحت لهم الفكرة وبدأنا في التنفيذ على عدة مراحل، بحيث تنجز فرقة “الصقر” بنين الجدارية الأولى التي يصل طولها ثلاثة أمتار ونصف، في حين تنجز المجموعة الثانية وهي مجموعة “الدانة”، والتي تتكون من البنات وتتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، أما اللوحات الثانية فيشارك في إنجازها فريق النوخذة بنين وأخرى ينجزها فريق “الريم” بنات وتتراوح الأعمار بين 11 و12 سنة، حيث يرسمون بطريقة البازل، عن طريق رسم كل طفل جزءا من الفكرة العامة، يعني أن الفكرة مجزأة إلى أكثر من قطعة وعندما ستتجمع ستعطي ملامح لوحة كبيرة، وهي مستوحاة من “صيف بلادي 2012”. أما المجموعة الأخيرة والتي يطلق عليها اسم “الفارس”، فهي مكونة من أطفال أعمارهم أقل من 10 سنوات، إذ ترسم أحرف اللغة العربية على ورق طويل في هذه الحالة، وهنا نعودهم على العمل الجماعي. أهمية العمل الجماعي ويضيف العاني: هدفنا من خلال هذه الورشة الفنية التي تبنى على العمل الجماعي هو التدريب على العمل الجماعي وأهميته وبناء علاقات وتبادل الأفكار ومد جسور التواصل، ونحاول من خلال العمل تمرير عدة رسائل تربوية، ونحث على الاتحاد والتفاهم لأن ما تستطيع بناءه سواعد كثيرة أكبر وأهم ما يبنيه شخص واحد، بالإضافة إلى ذلك فإننا نبث روح التعاون بين الفريق، ويعتبر في هذا الإطار إنجاز الشخص ونجاحه هو نجاح المجموعة”، موضحا أن تدريب الفرق على العمل الجماعي استغرق أكثر من يوم في التجريب، بحيث كان كل شخص ينظر لهذا العمل بمجموعه ويظهر له ضخما ويعبر عن عدم قدرته على بناء هذا العمل بمفرده، وبالتدريب اتضحت الرؤية، وبات العمل سهلا، وتم تنفيذ التجارب بداية على ورق عادي ثم بدأ تنفيذ العمل على الجداريات التي ستتواجد في المعرض النهائي لصيف بلادي 2012، والذي سيقام بالمركز، ومن المتوقع أن تبقى معلقة بالمركز مدة طويلة. وفي سياق آخر، أوضحت إدارة المنهل الدولية في أبوظبي أن مشاركة المدرسة بمجموعة من الطلاب والأنشطة والمتطوعين والمشرفين في هذه الأنشطة يدخل في إطار التوأمة مع المركز، حيث أشار العاني منسق الأنشطة في المدرسة والمسؤول عن إنجاز الجداريات إلى بدء عملية التوأمة خلال فعاليات العام الجاري، حيث أن مدرسة المنهل تنفذ فيها مجموعة من الأنشطة مثل السباحة. جماليات الخط العربي وتركز فعاليات صيف بلادي 2012، في مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي، على برامج متنوعة لتنمية المهارات وتطوير القدرات، منها مبادرة لإحياء جماليات الخط العربي، والمحافظة على التراث المحلي، ويستفيد منها العديد من الطلبة، ومن هذه الورشات ورشة الخط العربي التي يقدمها الخطاط سعيد العامري، والذي سبق له المشاركة في صيف بلادي لأكثر من أربع دورات سابقة، إلى ذلك يؤكد سعيد العامري حول هذه الدورة وما يقدمه للمستفيدين منها: تعتبر هذه رابع دورة أشارك فيها في إطار صيف بلادي، وأقدمها للطلاب والطالبات، ونحاول تدريبهم على خط الرقعة، أما صغار السن فإننا نقدم لهم حروفا بخط يدي مفرغة يقومون بتلوينها، وكل طالب أو طالبة أظهر تميزه نكرمه ونمنحه شهادة تشجعه، أما اللوحات المميزة فإنها ستشكل جانبا مهما في المعرض الذي سيقام في نهاية صيف بلادي 2012 في المركز، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فنعلمهم خط الرقعة والمبادئ الأولى للخط، تدريجيا نبدأ في رسم الحرف، بحيث نكتب كلمة، ثم نشكل عبارات وفي النهاية نكتب جملا، ونختار المتميزين ونقوم بعرض أعمالهم في المعرض أيضا، أما العبارات التي وقع عليها الاختيار فهي عبارات دينية، ووطنية، والهدف من ذلك تمرير رسائل تربوية، وتحمل هذه العبارات حب الوطن، وغرس الهوية الوطنية، وخلق الوازع الديني عند الأطفال، وكان يتخلل الحدث مجموعة من النقاشات حول الخط وتاريخه، بحيث نخلق الفكرة ونتناقش فيها، عن الخطوط وأنواعها مظاهر الاهتمام بالخط في الدولة، وأبرز الخطاطين”. وأوضح العامري أن الطلبة أبدوا تفاعلا كبيرا، مشيرا إلى أنه طلب منهم في بداية الدورة كتابة عبارات بخط أيديهم وعمل على الاحتفاظ بها حتى نهاية الدورة، وذلك ليوضح لهم ما حققوه من إنجازات وتطور في مجال خط الرقعة، موضحا أن مواهب كبيرة تم اكتشافها من خلال دورة الخط، مؤكدا أنها يمكن أن تحقق إنجازات في هذا المجال إن تمت رعايتها، وأعرب العامري عن سعادته نظير هذه المشاركة ونتيجة ما حققه من إنجازات تتمثل في تطور الطلاب، وأضاف في نفس السياق” تختلف بداية الدورة عن نهايتها، بحيث أشعر بفخر عندما أرى تحسن البعض وتألق البعض الآخر، كما أشعر أن هذا الخط وحب اللغة الذي غرسته في نفوس الطلاب، له نتائج ملموسة في المستقبل، خاصة في وقت يعتمد فيه هذا الجيل على الكتابة عن طريق الكمبيوتر، والاهتمام أصبح أكثر باللغة الإنجليزية”. مهارات التأليف والقراءة من جهتها، قالت عائشة الدبور، مشرفة فعاليات مكتبة المطالعة وأنشطة المكتبة، في مركز الشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي في إطار “صيف بلادي 2012، إن هذا النشاط يساعد على تنمية مهارات الأطفال المستفيدين من صيف بلادي وبرنامجه المكثف والمختار بعناية كبيرة، على تنمية مهارات القراءة والتأليف أيضا، بحيث أن المجموعة عندما تدخل المكتبة ملزمة بقضاء 20 دقيقة في قراءة أي كتاب يختاره الطالب، سواء في التاريخ أو القصص أو الأحاديث، أو التكنولوجيا، وغيرها من الإصدارات التي تشتمل عليها مكتبة المركز ويستفيد منها الطلاب، وهذه السنة يعتبر النشاط الأساسي في المكتبة هو مسابقة القصة القصيرة، وهو المنشط الذي يدار تحت عنوان “ بقلمي أبدع” والنشاطات قامت على كل الأعمار، من 9 سنوات إلى 15 سنة، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق السن، بحيث نختار مواضيع تناسب أعمارهم، ونخلق تفاعلا في المكتبة أيضا يناسب الأنشطة التراثية، وهو تحت عنوان” تراث بلادي”، بحيث نأخذ صورة تراثية ونناقشها ونتحدث عن تاريخها وكل ما يتعلق بها، ونطرح الفكرة على شكل نشاط جماعي، بحيث أكون مجهزة الصورة، ثم يدخل الطلاب في منافسات لتجهيز صور تتعلق بنفس الموضوع من خلال الأوراق الملونة، وقصها ولصقها، ونلصق المميزة منها على جدارية بالمكتبة، وهو عبارة عن نشاط جماعي”. وأوضحت الدبور أن هذا النشاط يساعد على النمو الذكائي، كما يتضمن النشاط أسئلة أخرى وأجوبة تحفز الخيال وتخلق جو المنافسة، وأضافت: نطرح عليهم أسئلة: إذا كان أمامك خط طويل إلى أي مكان تريد أن تصل؟ أو إذا استيقظت صباحا ووجدت نفسك مستطيلا كيف ستتصرف في قضاء حوائجك اليومية من ركوب السيارة والنوم والسير في الطريق والذهاب للمدرسة وغيرها من الأسئلة التي تنمي الذكاء”. أما بالنسبة لقراءة القصة فإن الطلاب تفاعلوا معها كثيرا، ومنهم من ألف بعض القصص القصيرة، بحيث أوضحت لهم أن القصة عبارة عن أحداث يتم سردها في نسق جميل تتحدث عما يعيشه كل فرد في يومه، وفي العموم فهناك مهارات ظهرت يجب الاستمرار في رعايتها من طرف الأهل، فمثل هذه الدورات تنقب على الموهوبين، لكن النجاح يعني الاستمرارية ومن ثم تظهر عليه بوادر التألق في أي مجال من المجالات يجب رعايته والاعتناء به وصقل مهاراته. فن ورسالة أما عبير برهان، مسؤولة ورشة الطبخ، فقالت إن هذه الورشة لها أهداف ورسالة، بحيث تحيط الطالبات بأنواع الأكل الصحي، ومحتويات كل أكلة، والهدف منها هو تغيير السلوكيات الغذائية غير الصحية. وتضيف عبير: “لمست إقبالا شديدا على هذه الورشة، وتفاعلا وإبداعا، حيث أن الطالبات كن مستعدات لقضاء وقت طويل في هذه الورشة دون ملل، ومنهن من تطبق نفس الوصفات التي أدربهن عليها في بيوتهن، وهذا دليل على حبهن للمطبخ بالفطرة. وأرجعت عبير سبب الانتقادات التي تتعرض لها بنات هذا الجيل حول التقصير في دخول المطبخ وعدم درايتهن بأبسط الأمور الخاصة بالطبخ، إلى مسؤولية الأم، حيث إنها من تدفع ابنتها للتقاعس، نتيجة وجود الخادمة في البيت التي لها دور أيضا في دفع البنت خارج المطبخ، وذلك لتنهي أعمالها بسرعة. أضرار الأكل غير الصحي توضح عبير برهان، مسؤولة ورشة الطبخ، أن الورشة تتضمن تجهيز أكلات بسيطة ويتم الحديث خلال كل حصة عن فوائد الأكل الصحي، والطبخ الصحي، والقدر الذي يجب تناوله، مؤكدة أن هدف الورشة هو ترفيهي تثقفي، وتضيف في نفس السياق “لا تخلو الورشة من رسائل مهمة، تتمثل في حث الفتيات على مساعدة الأم والدخول للمطبخ، والتأكيد على أن الطبخ فن وإبداع، ومحاولة لفت الانتباه لأضرار الأكل غير الصحي والسريع منه على الأخص. وفي سياق آخر لفتت عبير إلى أن سيطرة الموبايلات والأجهزة الإلكترونية يحول دون شد انتباه الطلاب خلال الأنشطة، ما دفع إدارة المركز إلى منع استخدام هذه الأجهزة أثناء الورشات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©