الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الملا عمر يدعم المفاوضات مع كابول: «إنها أمر شرعي»

الملا عمر يدعم المفاوضات مع كابول: «إنها أمر شرعي»
16 يوليو 2015 02:16
كابول (أ ف ب) عبر زعيم طالبان الملا محمد عمر أمس، عن دعمه محادثات السلام الجارية بين الحركة والحكومة الأفغانية، واصفاً إياها بأنها «شرعية»، وذلك في أول رسالة له منذ بدء هذا الحوار في باكستان الأسبوع الماضي برعاية الصين والولايات المتحدة. وكانت عواصم الدول الكبرى والأمم المتحدة رحبت بهذا الاتصال الأول المباشر الأسبوع الماضي بين وفد من طالبان والحكومة الأفغانية بهدف فتح الطريق أمام محادثات سلام تحل الاستقرار في بلد يشهد منذ أكثر من عقد تمردا للمتشددين. وفي رد الفعل الأول الذي نشر على الموقع الرسمي لحركة طالبان، لم يذكر الملا محمد عمر بشكل واضح هذه الدورة التمهيدية، لكنه عبر عن إقراره إجراء محادثات لإحلال السلام في البلاد. وأكد الزعيم الغامض للحركة الذي يلقبه أعضاء طالبان بـ «أمير المؤمنين» أن «في موازاة القتال المسلح، تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية.. مبدأ إسلاميا شرعيا». وأضاف في هذا النص الطويل الذي نشر بمناسبة عيد الفطر: «عندما نتمعن في مبادئنا الدينية ندرك أن اللقاءات وحتى الاتصالات السلمية مع الأعداء ليست محظورة». ومن المقرر إجراء المحادثات المقبلة بعد عيد الفطر، لكن رئيس السلطة التنفيذية في أفغانستان عبد الله عبد الله قال رداً على سؤال لوكالة فرانس برس أنه لا يعرف متى ولا أين ستنظم. ويقول خبراء، إن الملا عمر يعيش في مكان سري في باكستان المجاورة، حيث لم يظهر يوماً، وتتحدث إشاعات من حين لآخر عن وفاته. وقد دفع غيابه وصمته واحتمال إلقاء السلاح بعد فترة، بعض مقاتلي طالبان الى مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات مقاتلوه منتشرين بقوة في شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان. وفي الأسابيع الماضية، جرت معارك طاحنة بين الفصيلين فيما قتلت كوادر في تنظيم «داعش» بينهم زعيم فرعه في باكستان وأفغانستان حافظ سعيد خان، وناشط يدعى شهيد الله شهيد بضربات لطائرات من دون طيار في هذه المنطقة. ومطلع الأسبوع الجاري، نشر تنظيم «داعش» «فتوى» تدعو كل المقاتلين في المنطقة إلى إعلان ولائهم لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وفي هذه «الفتوى» التي نشرت في النشرة الدعائية للتنظيم، يتهم «داعش» الملا محمد عمر بأنه قائد «قومي» يريد السيطرة على أفغانستان ويرفض إقامة دولة «خلافة» عالمية الهدف الأخير للتنظيم. وتشير «الفتوى» أيضا إلى أن الملا عمر لا يمكنه قيادة أي «خلافة» لأنه ليس «قرشيا» مثل أبي بكر البغدادي الذي يدعي أنه كذلك. والالتحاق بتنظيم داعش يعقد مهمة الملا عمر الذي يواجه إنهاك القادة بعد عقد من الحرب وشكوك آخرين في جدوى تقارب مع كابول بإشراف الصين والولايات المتحدة القوتين العظميين اللتين باتتا تسعيان معا إلى احلال الاستقرار في أفغانستان. وكان عدد من القادة الميدانيين لطالبان يتساءلون علنا الأسبوع الماضي عن شرعية المقاتلين الذين حضروا هذه الجولة المباشرة الأولى من المفاوضات، ما يطرح تساؤلات كبيرة عن وحدة الحركة المتمردة. والدليل الإضافي على صعوبة وضع خط واضح هو أن الملا عمر أكد في رسالته أن «المكتب السياسي» هو السلطة الوحيدة المخولة من دون أن يسمي الكوادر المكلفين هذه المفاوضات. وبذلك تحاول قيادة طالبان المحافظة على توازن يبقى هشاً. وقال المحلل السياسي الأفغاني أحمد سعيدي «بمعزل عن الحرب، بات الملا عمر يدعو إلى السلام والمفاوضات». وأضاف أن «موقف طالبان يتبدل حالياً ويعود إلى الحكومة الأفغانية انتهاز هذه الفرصة وإجراء مناقشاتها معهم بطريقة عقلانية». على الأرض، ما زال مقاتلو طالبان بعيدين عن وقف القتال. فقد كثفوا الهجمات في الأشهر الأخيرة، وما زالوا يطالبون برحيل جنود حلف شمال الاطلسي البالغ عددهم 12 الفا و500 ولم تعد مهمتهم سوى تقديم النصح والتأهيل للجيش الأفغاني. وفي هذا الاطار، اتسمت الأيام الأخيرة من رمضان بالعنف. فمساء الأحد الماضي أدى هجوم انتحاري بالقرب من قاعدة للحلف الأطلسي في خوست إلى سقوط 33 قتيلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©