حوار - بسام عبد السميع
«الخريف العربي» أحدث صدمة للجميع وأفرز تحديات إعلامية جديدة، و«اللحظة المفاجئة» تكشف عن قدرات الإعلامي، خاصة برامج الهواء، وبعض القنوات اعتمدت سياسة «كل الوسائل مشروعة»، و«المستقبل سيشهد تغييرات كبيرة في العمل الإعلامي»، و«نيران صديقة» نموذج مستقبلي للبرامج الحوارية، وغرفة الأخبار أهم برامج القناة».. بنشرة الأخبار السريعة هذه، بدأ نارت بوران مدير عام «سكاي نيوز عربية» حواره مع «الاتحاد» حول رؤيته للإعلام العربي وتطوراته وطبيعة اشتباكه مع الفضاء السياسي في المنطقة، وأيضا حول تجربة القناة المتميزة في الساحة بعد ثلاثة أعوام من انطلاقها.
عن التطورات السياسية والإعلام، قال بوران «الخريف العربي سبب صدمات كبيرة في الإعلام العربي، وأفرز تحديات جديدة حتمت ضرورة توفر مهارات جديدة للعاملين في القطاع تتصل بالتقنيات الحديثة». وأوضح أن تطورات الأحداث حفزت المحطات الفضائية لتطوير أداء أطقم الصحفيين، مشيراً إلى أن «سكاي نيوز عربية» دشنت برنامجاً تدريبياً تخرّج فيه 60 شاباً إماراتياً على أربع دفعات، وانضم عدد كبير منهم رسمياً إلى فريق المحطة، بينما فضّل خريجون منهم الانضمام إلى مؤسسات وطنية أخرى في الدولة.
وأفاد بوران بأن القناة التي انطلقت، بشراكة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي ومؤسسة «سكاي» البريطانية «بي سكاي بي» في مايو 2012 تعمل على تطوير إمكاناتها وكوادرها ومكاتبها ومراسليها، لتتبوأ موقعاً في قائمة أفضل 3 محطات إخبارية في المنطقة وتحصل على المركز الأول في حجم المشاهدة الإخبارية العربية لفترة الظهيرة».
ونوه بأن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة في التقنيات المستخدمة في العمل الإعلامي، لافتاً إلى أن الحوار عبر الاتصال المباشر مع الجمهور أحدث تحولاً كبيراً في الرسالة الإعلامية وجعل للمشاهد التأثير الأكبر في العملية الإعلامية.
وكشف بوران عن أن «سكاي نيوز» عربية تبوأت المركز الأول في مستوى التفاعل مع القنوات الإخبارية من جانب المشاهد، بحسب أحدث تقارير رصد أداء القنوات الإخبارية في المنطقة. وأوضح، أن نسب قياس المشاهدة تعد أحد معايير تقييم أداء القنوات، لكن هذا المعيار يمكن التلاعب فيه من خلال الترويج لمنتج معين يحقق نسب مشاهدة مرتفعة أو التعاقد مع بعض شركات تزيد بطريقتها معدل المشاهدة.
وأكد أن معايير التفاعل والذي يحدث في الوسائط الاجتماعية بنسبة 100% سنوياً يعني أن هناك قبولاً، وأن ارتفاع نسبة المشاهدة لم يعد العامل الأكثر تحديداً لقوة ونجاح القناة، مؤكداً أن «سكاي نيوز عربية» سجلت زيادة في نسب المشاهدة والوسائط المتعددة بنسب كبيرة.
وحول التباين بين «سكاي نيوز عربية» والمحطات الإخبارية الأخرى، أفاد بوران، بأن هناك منافسة كبيرة، وأن الأحداث الحالية بالمنطقة العربية تزيد وتشعل هذه المنافسة أكثر، لكن «سكاي نيوز» تعتمد على التميز بمصداقية الخبر وموضوعيته ونقل وجهات نظر كل الأطراف مع الابتكار في المحتوى الإعلامي، والتعبير عن الرغبة الصادقة في القيام بدور إعلامي هادف ومسؤول يخدم المجتمعات العربية، من دون اللجوء إلى الإثارة على حساب المضمون.
وأشار إلى أن برنامج «نيران صديقة» الجديد، الذي يعد نموذجاً للبرامج الحوارية المستقبلية يعتمد على النقاش الراقي بين الشخصيتين الرئيسيتين الدكتور مأمون فندي والإعلامي عبدالعزيز الخميس اللذين يختلفان ويتفقان كما يشاءان، كما يستطيع أي منهما استضافة أي شخصية تتفق أو تختلف معه للتوسع في الموضوع المطروح.
وكشف بوران أن «سكاي نيوز عربية» تجرت نقاشات مع المحطة الأم في بريطانيا لعمل برامج مشتركة والمرحلة المقبلة ستشهد برامج وتقنيات من العيار الثقيل.
ونوه بوران إلى أن «سكاي نيوز عربية» تميزت عن غيرها من الشبكات الإخبارية الكبرى مؤخراً بأنها أولت اهتماماً لخصوصية الشهر الفضيل، إلى جانب استمرارها في متابعة ملفات السياسة الساخنة وجاهزيتها الكاملة للأخبار العاجلة، وبذلك واكبت على عكس منافساتها التغيرات في عادات المواطن العربي في شهر رمضان.
«وثائقيات» تسجل صمود الأزهر أمام الإخوان
قدمت «سكاي نيوز عربية» سلسلة وثائقيات عن الأزهر تحت عنوان «الجامع الأزهر مواطن وإمام وسلطان» ويروي الفيلم الوثائقي حكاية الأزهر منذ أسسه الفاطميون ،وكيف تحول من جامع عادي إلى جامعة ومؤسسات ترسم معالم الطريق للمواطن العادي، كما استعرض البرنامج تفاعل الأزهر مع المجتمع المصري والسلطة وصولا إلى دوره في التطورات الأخيرة وصموده أمام محاولات «الإخوان المسلمينط للسيطرة عليه.
وقال نارت بوران إن القناة أطلقت مؤخراً، سلسلة أفلام وثائقية تبث شهرياً، تم إنتاجها بحرفية عالية واستُخدمت فيها تقنيات التحري السري، لتسهم في تشكيل رأي أشمل ووعي أعمق تجاه الكثير من القضايا ويعالج كل فيلم وثائقي موضوعاً مختلفاً عن سابقه، لكنها تلتقي جميعاً عند إظهار ضحايا الأحداث ومن يتسبب في محنتهم. وأضاف، أن بعض أفلام هذه السلسلة استوجب مجازفة في التصوير ، واضطر صحفيون إلى» التخفي بهدف توثيق الأحداث وآراء الشخصيات المعنية بسرية تامة».
المذيعات الفاتنات لماذا؟
قال نارت بوران إن اختيار المذيعين والمذيعات من بين تحديات كثيرة تواجه القائمين على المحطات الفضائية ، ويشكل الجمال أحد المعالم الرئيسية للاختيار لاستقطاب المشاهد، لكن بعض القنوات تبالغ في اختيار المذيعات وفق مظهرهن وليس وفق قدراتهن المهنية، بمنطق تحقيق الفوز وخوض سباق المنافسة بكل الوسائل، مشيراً إلى أن سكاي نيوز لديها مذيعون ومذيعات ينافسون على كل المستويات.
عدد اليوم
