الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حاربوا أعداء النجاح

6 أغسطس 2014 21:20
لا يكاد حوار من الحوارات التي تقع عليها عيني هنا وهناك، يخلو من لهجة شكوى وعتاب وأحيانا من دمعة حزن ويأس، فالفاعلون الرياضيون في أكثر من بلد عربي إما يعانون من التشويش، وإما يعانون من التآمر عليهم، وإما يهزمون في طموحهم بسبب أن هناك من يعادي نجاحاتهم، وأجد شيئا من الحقيقة وبعضاً من الصدق في هذا التنفيس والبوح بما ضاقت به الصدور، بالإشارة تلميحا إلى من يوصفون تارة بالمشوشين وتارة أخرى بأعداء النجاح، فما أكثر المشاريع الرياضية التي ولدت من رحم الأمل ووئدت في عمر الصبا، وما أكثر التجارب الناجحة التي حوربت علنا، وأبدا لم يكن مجتمعنا الرياضي العربي مالكاً القدرة القانونية قبل الفكرية على الخصوص لحماية النجاحات الرياضية من غزوة المنتقدين والمتآمرين والمعادين. أتيت أخيراً على قراءة حوار للمدرب المغربي الزاكي بادو، وقد اختار توصيفاً جميلاً للهاجس الذي يطارد مدربينا باستمرار، وحتى عينة من مسيرينا الرياضيين، عندما قال: إنه يخشى أعداء النجاح أكثر ما يخشى قروش وحيتان البحر، هو من يستهويه الغوص في عمق المحيطات، والحقيقة أن الرجل طوال مسيرته في عالم التدريب وبخاصة في الفترة الجميلة التي أشرف فيها على تدريب «أسود الأطلس» سنة 2004 وقادهم خلالها لوصافة بطولة أفريقيا للأمم، عانى أشد ما تكون المعاناة ممن وصفهم بأعداء النجاح، وقد كانوا يتمثلون له في هيئة إعلاميين لا تدخل سيوف النقد عندهم أغمادها ولا ينضب لديهم معين الأخبار الكاذبة والجالبة للفتنة، كما كانوا يتمثلون له في هيئة المدافعين عن مصلحة البلد ويسمحون لأنفسهم بكل أشكال التنكيل والتعتيم، وبرغم أن المدرب لا يحاكم في النهاية إلا بالنتائج التي تتحقق على أرضية الميدان إلا أن هذه النتيجة يصنعها الفريق، ومتى كان هذا الفريق معرضا للتآمر وللمكائد وللذبح الإعلامي متى انهارت فيه المقاومة وانقضى لديه الصبر ودخل المباراة مهزوما من محيطه. ما اشتكى منه الزاكي المدرب المغربي اشتكى منه عشرات المدربين العرب وعشرات ممن جاؤوا إلى مشهدنا الكروي العربي مدفوعين بالشغف للبناء فارتعبوا مما شاهدوه وخرجوا من المشهد وقد أقسموا على أن لا يعودوا إليه، وهذا الوشم القبيح الملتصق بجلدنا الكروي والرياضي لا نستطيع التخلص منه، إلا إذا عاملنا الاتحادات والنوادي على أنها مؤسسات رياضية يجب أن تسيج قانونا وتحمى فكريا ضد كل أشكال المعاداة للنجاح، وضد كل صنوف التشويش والتآمر المفضي إلى الفشل الجماعي. لا نستطيع ضمان نجاح رياضي متواتر في مشهدنا العربي إلا إذا تخلصنا من عقلية الهدم ومن أعداء النجاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©