الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ناجي الجويني للاتحاد الرياضي: التحكيم نقطة سوداء في مونديال 2006

ناجي الجويني للاتحاد الرياضي: التحكيم نقطة سوداء في مونديال 2006
9 أغسطس 2006 23:49
حوار - عمر غويلة: أجمع النقاد والفنيون أن التحكيم شكل النقطة السواء في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا وأن العديد من قرارات الحكام التي كانت محل جدل كبير ألحقت الضرر بعدد من المنتخبات وخاصة منها التي يعتبرها البعض ''الصغيرة'' مثل ساحل العاج وتونس وغانا، كما أن أداء البعض من الحكام في مباريات الأدوار المتقدمة لم يكن مرضياً وكان محل انتقادات عديدة· الحكم الدولي التونسي السابق والخبير المحاضر لدى الفيفا ناجي الجويني كان ضمن الطاقم الذي تولى مراقبة الحكام خلال المونديال وتابع عن كثب أجواء الحكام في المونديال وكان له جلسة مطولة مع الرجل الأول في الفيفا السويسري جوزيف بلاتر· ناجي الجويني المتواجد حالياً في العاصمة التونسية حيث يشرف على معسكر الحكام القطريين تحدث وبكل صراحة لـ ''الاتحاد الرياضي'' عن تحكيم المونديال وعن الانطباعات التي خرج بها في حوار لم تنقصه الصراحة· ما تقييمك لأداء التحكيم في المونديال الألماني ؟ رأيي لا يختلف كثيراً عن ما قيل وكتب سواء من قبل الخبراء أو رجال الإعلام، وهو أن التحكيم شكل تقريبا النقطة السوداء للمونديال ولم يكن في مستوى ما كنا نأمل خاصة ما كان ينتظره رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر الذي عمل الكثير من أجل أن يكون التحكيم في مستوى هذه التظاهرة الدولية الهامة·· وإذا كانت بعض المنتخبات الكبيرة قد تضررت من التحكيم في مونديال 2002 فإن التحكيم في مونديال 2006 لم يكن منصفاً مع بعض المنتخبات التي توصف بـ ''الصغيرة'' مثل تونس وغانا وساحل العاج وكذلك الأرجنتين وإن كانت أخطاء الحكام برأيي غير مقصودة· العدد أقل بكثير ما هي برأيك الأسباب التي كانت وراء المستوى المهزوز للتحكيم ؟ أعتقد أن العوامل كثيرة وهنا لابد من العودة إلى مونديال 2002 الذي عرف هو الآخر بعض المشاكل في التحكيم وهو ما تسبب بالخصوص في توجيه انتقادات لاذعة للفيفا خاصة من قبل إسبانيا وإيطاليا ونتيجة لذلك اتخذ بلاتر قراراً بإعادة هيكلة قطاع التحكيم في الفيفا وأحدث دائرة خاصة بالتحكيم وضع على رأسها رئيس لجنة الحكام في الفيفا الإسباني فيلار الذي شكل بدوره فريقاً من الحكام الإسبان القدامى يتولى مهمة الإشراف على شؤون التحكيم وقام هذا الطاقم الإسباني بعمل كبير وهام سواء على مستوى تحديث طرق العمل والتدريس وتكوين المحاضرين ومراقبة ومتابعة الحكام إضافة إلى تعيينهم وذلك بالتشاور مع الاتحادات القارية·· وتولى هذا الطاقم الفني اختيار حكام المونديال بالتنسيق مع الاتحادات القارية كذلك·· وتم في مرحلة أولى اختيار 46 حكماً تم مراقبتهم ومتابعتهم واعتماد 30 منهم لإدارة مباريات المرحلة النهائية للمونديال· هذا العمل تم بطريقة علمية دقيقة وإيجابية علماً بأن لجنة الحكام التابعة للفيفا لم يكن لها أي دور في هذه العملية·· وفي النهاية تم اختيار 23 حكماً تم استبعاد الحكم الإيطالي الثاني والحكم الجامايكي ولم يبق سوى 21 حكماً لإدارة 64 مباراة وهو ما كان برأي خطأ إستراتيجي كبير، وما تسبب في ضغط على الحكام من ذلك أن الحكم المكسيكي مثلاً الذي لا يدير في بلده أكثر من 3 مباريات في شهر، أدار في ألمانيا 4 مقابلات في 14 يوماً كذلك الشأن بالنسبة للروسي إيفانوف الذي أدار 3 مباريات في 13 يوماً إضافة إلى هذا فإن دعوة الحكام أسبوعين قبل انطلاق المونديال انعكس سلباً على استعداداتهم وقد شعرت بذلك حيث كنت معهم· جلسة مصارحة كانت لك جلسة مطولة مع رئيس الفيفا بلاتر حول التحكيم في المونديال هل لنا نعرف فحوى هذه المقابلة ؟ فعلاً كانت لي جلسة عمل مطولة مع بلاتر في ألمانيا عقب مباريات الدور الأول قدمت له خلالها انطباعاتي ورأيي وملاحظاتي حول التحكيم والتعيينات·· وكنت الوحيد من بين المشرفين على التحكيم في المونديال الذي التقى بلاتر وتحدثت معه بصراحة عن أخطاء الحكام وأسبابها· وكيف كان رد فعل بلاتر ؟ ما يمكن لي قوله هو أن بلاتر استمع لملاحظاتي وآرائي باهتمام ولا يمكن أن أقول أكثر من هذا أو الإفصاح عن تفاصيل أخرى· الأمر واضح جداً الحكم العربي الوحيد في المونديال المصري عصام عبدالفتاح قال إنه كان ضحية تصرفات عنصرية ما تعليقك علي ذلك ؟ سمعت بهذا وأعتقد أن الأخ عصام قد نفى رسمياً أن يكون قد أدلى بمثل هذه التصريحات وإحقاقاً للقول فإن عصام لم يعامل بطريقة عنصرية بل كبقية الحكام بدون أي تمييز· إذاً ما هي أسباب استبعاده بعد أن أدار مباراة واحدة ؟ الحكم عصام خرج من الدور الأول وبعد أن أدار مباراة وحيدة لم يوفق مع الأسف في تحكيمها برأي مراقب اللقاء والعديد من خبراء الفيفا الذين اعتبروا أن قراراته أثرت على نتيجة المباراة· كيف تفسر تواجد حكم عربي واحد في المونديال الألماني ؟ الأمر كان موكولاً للطاقم الإسباني المشرف على دائرة التحكيم في الفيفا والذي نسق مع الاتحادات القارية·· وما أعلمه هو أن الاتحاد الإفريقي رشح ثلاثة حكام عرب وهم إلى جانب عصام عبدالفتاح، المغربي محمد القزاز و التونسي مراد الدعمي في حين رشح الاتحاد الآسيوي حكم عربي واحد وهو السعودي وحيد جلال وأعتقد أن الفيفا لم تنصف الحكم المغربي القزاز الذي أعتبره في طليعة الحكام العرب والأفارقة· السبب معروف للجميع قيل أنك كنت وراء استبعاد الحكم التونسي مراد الدعمي ؟ هي في الحقيقة ادعاءات باطلة ومغرضة لأن هذا ليس من أخلاقي ولا من تربيتي ولا يمكن لي أن أعارض اختيار حكم عربي ومن بلدي أعتقد أن استبعاد الدعمي له أسباب أخرى أعمق من هذه الإدعاءات يعرفها الفيفا وللتذكير فإن الفيفا تابع أداء الحكام محلياً وخارجياً وفي اعتقادي أن أداء الدعمي خلال بطولة أمم إفريقيا في مصر 2006 وعلى مستوى الدوري التونسي كانا من أسباب استبعاده خاصة وأنه فقد ثقة الأندية الكبرى في تونس ولم يحكم أية مباراة من المقابلات المصيرية وخاصة الديربيات· بوجسيم مفخرة للعرب ما هو تقييمك للعمل الذي يقوم به علي بوجسيم في مجال التحكيم بالإمارات ؟ أعتقد أن وجود علي على رأس لجنة الحكام في الاتحاد الإماراتي يعد مكسباً كبيراً للزملاء الحكام في الإمارات ومبعث فخر للاتحاد الإماراتي اعتباراً لقيمة هذا الرجل والمكانة التي يحظى بها على الصعيد الدولي حيث كان خير سفير للتحكيم الإماراتي والعربي وأرى أن علي بوجسيم قادر بفضل حنكته وخبرته إعطاء الكثير وتحقيق نقلة نوعية للتحكيم في الإمارات كما أنه قادر على إفادة التحكيم على الصعيدين القاري والدولي· نقلة جيدة في قطر كيف هو وضعك الآن في دولة قطر ؟ الوضع ممتاز وعلاقتي طيبة جداً مع من في الاتحاد القطري حيث أتولى الإشراف على شؤون التحكيم وأقوم بعمل قاعدي يهدف إلى تطوير قطاع التحكيم ومزيد النهوض به وكما تعلم نقيم الآن في تونس معسكرين للحاكم القطريين الأول اختتم وكان خاصاً بالحكام الشبان والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و20 سنة وضم 20 حكماً والثاني خاص بالحكام الدوليين والدرجتين الأولى والثانية وبلغ عددهم 35 حكماً وبرنامج المعسكرين اشتمل على دروس تطبيقية وأخرى نظرية قدمها نخبة من المحاضرين والاختصاصيين العرب والدوليين ومنهم العميد فاروق بوظو والحكم الفرنسي السابق ميشال فوترو والحكم الهنغاري السابق ساندور بول ورئيس فريق المحاضرين في الاتحاد الإنجليزي أوليفارا والدكتور عبدالحميد سلامة رئيس اللجنة الأولمبية التونسية والخبير في مجال التحكيم إضافة للإخوة أعضاء لجنة الحكام في الاتحاد القطري كما أن الفيفا تفضل بإيفاد خبيره المختص في الإعداد البدني للحكام وكذلك خبير في علم النفس مختص بالحكام وفي اعتقادي أن مثل هذه الدورات تقام في ظروف ممتازة حيث توفرت لنا تجهيزات عصرية وفندق خمسة نجوم بتكاليف معقولة (ربع تكاليف معسكر في أوروبا) ستكون لها انعكاسات إيجابية على تطور التحكيم القطري·· ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الاتحاد القطري اتخذ مبادرة إيجابية حيث وجه الدعوة لـ 10 حكام من العراق و6 حكام من فلسطين للمشاركة في معسكر تونس وهي مبادرة لاقت كل الإشادة والتنويه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©