اعداد - أيمن جمعة:
قفز إجمالي قيمة الاصول التي تديرها صناديق الاستثمار في آسيا والمحيط الهادي باستثناء اليابان بنسبة 10 % العام الماضي لتصل الى 504 مليارات دولار، وسط توقعات باستمرار النمو القوي هذا العام وذلك رغم الترنح الذي يسود أداء البورصات العالمية منذ بداية العام·
وتشير صحيفة ''الفاينانشال تايمز'' في تقرير تحت عنوان ''صناديق الاستثمار الاسيوية تنطلق الى عنان السماء'' الى أن أصول هذه الصناديق تجاوزت حاجز 500 مليار دولار للمرة الاولى، وهو ما يعكس اقبالا متزايدا عليها بعد أعوام طويلة من التردد· ونقلت الصحيفة عن تقديرات لمؤسسة ''سيرولي'' للاستشارات ان قيمة الاصول ارتفعت الى 504 مليارات دولار في بداية العام الجاري من 460 مليارا في نهاية عام ·2004
واذا أضفنا اليابان الى سوق صناديق الاستثمار الاسيوية فان حجم أصول هذه الصناديق يقفز الى 961 مليار دولار في نهاية العام الماضي أي ما يمثل حوالي ستة في المئة من اجمالي الاصول العالمية· وفي المقابل فقد بلغت أصول الصناديق الاميركية 8,248 مليار دولار في نهاية العام الماضي مقارنة مع 5,549 مليار في اوروبا·
أداء الصناديق
ويشير المراقبون الى أن أداء الصناديق الاسيوية مرتبط بشدة بأداء أسواق الاسهم المحلية، والتي تعتمد بدورها بقوة على تدفق الاستثمارات الخارجية من الولايات المتحدة واوروبا· وتظهر الاحصائيات انه منذ بداية هذا العام وصناديق الاستثمار التي تركز على أسهم في اسيا (باستثناء اليابان) شهدت تدفقات عالمية صافيها 10,2 مليار دولار·
ويقول شيف تانيجا رئيس العمليات الاسيوية في ''سيرولي'' إنه كان دوما على ثقة من ان سوق صناديق الاستثمار الاسيوية ستحقق نموا قويا هذا العام رغم تراجع مؤشرات الاسهم العالمية في مايو وأوائل يونيو، موضحا
''مجموعات صناديق الاستثمار العالمية عدلت استراتيجياتها في الاعوام الاخيرة للتوسع في أسواق صناديق الاستثمار الاسيوية التي تنمو بمعدلات قوية وأسرع من الصناديق المماثلة في اوروبا واميركا·''
ويقول ''نمو أصول الصناديق الاسيوية يتحرك مدعوما باستثمارات ضخمة في الصناديق التي تركز على أسهم وأصول الاسواق الناشئة خاصة الهندية والصينية· عودة الاهتمام في الاصول التقليدية أكثر كانت أنباء طيبة لمديري صناديق الاستثمار الاسيوية الذين سجلوا نموا متواضعا خلال الاعوام الخمسة الماضية·''
ويشير تانيجا الى ان نمو الطلب على الصناديق الاسيوية يكشف أيضا تحولا في استراتيجيات الاستثمار مضيفا ''على مدى العقد الماضي كانت مجموعات صناديق الاستثمار تحاول اقناع العملاء الاسيويين بالاستثمار طويل الاجل في الصناديق، ويبدو ان هذه الجهود بدأت الان تؤتي ثمارها·''
ضغوط متزايدة
لكن مديري صناديق الاستثمار التي يوجد مقرها في اسيا يواجهون ضغوطا متزايدة لتقاسم الايرادات مع مجموعات مصرفية كبرى تتدخل بشكل متزايد في طريقة عمل الصناديق· وتفيد تقديرات ''سيريلي'' أن أكثر من نصف الاصول الاقليمية التي تديرها الصناديق الاسيوية يتم التحكم فيها من خلال البنوك خاصة في هونج كونج التي تصل فيها النسبة الى حوالي 80 %·
ويقول تانيجا ''الدور المهيمن للبنوك الاسيوية، يقوض جهود تطوير سوق صناديق الاستثمار المحلية لان هذه البنوك تميل للتركيز على مبيعات المنتجات أكثر من النصح الاستثماري، وهو نهج يشجع أكثر على الاستثمار قصير الاجل الذي لا تركز عليه صناديق الاستثمار·''
عدد اليوم
