الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار الحبوب يهدد بأزمة غذاء عالمية

ارتفاع أسعار الحبوب يهدد بأزمة غذاء عالمية
15 يوليو 2012
لندن (رويترز) - أدى ما يبدو انه أسوأ جفاف تشهده الولايات المتحدة خلال ربع قرن لموجة صعود في أسعار السلع الأولية بالأسواق العالمية وسجلت أسعار الحبوب الأساسية مستويات مرتفعة كانت قد أدت في آخر مرة شهدتها الأسواق لأزمات غذاء في بعض المناطق. وتقوم دول كثيرة تعتمد بشدة على الاستيراد بتقليص وارداتها في الوقت الحالي والاعتماد على مستوى جيد لديها من المخزونات على أمل أن تدخل حبوب من مصادر أخرى السوق وتدفع الأسعار للانخفاض. لكن هذه الآمال قد تتبدد لو عادوا جميعا للجوء إلى السوق في نفس الوقت. وليس من الغريب أن ترتفع الأسعار نحو 40% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع تضاؤل التوقعات لإنتاجية محاصيل الحبوب بسبب الجفاف الشديد. وسجل سعر فول الصويا مستوى قياسياً يلاحقه القمح. ويقول شون ماكمبرديج، المحلل لدى «يجفريز باتشي»، «فرص الإنتاج بدت رائعة وربما ولدت إحساساً زائفاً بالأمن لدى هؤلاء المستخدمين النهائيين. في تلك المرحلة كنا نتوقع أسعاراً (للذرة) دون خمسة دولارات لو ظل الطقس مناسباً لكننا الآن ارتفعنا بشدة». ويبلغ سعر الذرة في العقود الأجلة المضمونة بمحصول 2012 أكثر من سبعة دولارات للبوشل ويرتفع السعر سريعاً. وقال تجار إن المستهلكين في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط قلصوا مشترياتهم المعتادة متوقعين أن تتراجع الأسعار. «قنبلة موقوتة» وذكر تاجر «هذه بالنسبة لي قنبلة موقوتة. أنا عادة واحد من الذين يتوقعون هبوط الأسعار لكنني لن اندهش لو بلغ سعر الذرة عشرة دولارات». وهناك أوجه شبه كبيرة بين الوضع الحالي وأزمات الغذاء التي شهدتها الأعوام القليلة الماضية بما في ذلك طقس قائظ ومحاصيل متضائلة وأسعار فلكية. ما علينا فقط سوى أن نضع موجة الجفاف ومحصول الذرة الأميركي خلال 2012 مكان انهيار المحصول الروسي خلال 2010. وتمتد أوجه الشبه أيضاً إلى وضع الاقتصاد الكلي فقد شهد عام 2008، وهي آخر مرة بلغت فيها الأسعار هذه المستويات الحالية، تفجر أزمة مالية متفاقمة بانهيار بنك «ليمان براذرز». والآن زعزعت أزمة الديون الأوروبية استقرار «منطقة اليورو» وهناك مناطق أخرى على حافة الهاوية. وأدى عدم اليقين لتقلبات في جميع الأسواق هذه المرة كما حدث في المرة الماضية لكن القاسم المشترك المتمثل في العرض والطلب كان هو القوة الدافعة في أحدث صعود لأسعار الحبوب وكانت الأحوال الجوية العامل الأساسي الوحيد ذي الحيثية. هذا الشراء المحموم يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من تضخم أسعار الغذاء وقد يكون ارتفاع الأسعار المحلية «نقطة اللاعودة «في دول يعاني سكانها بالفعل. وتبدي هيئات شراء الحبوب الرسمية في أكبر الدول المستوردة مثل مصر وإيران والصين والهند تفاؤلا حتى الآن وهم متحدون في إيصال رسالة الثقة في مستويات المخزونات المحلية وقدرتهم على تفادي صعود الأسعار الحالي. وقالت مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم والتي تستورد أكثر من 10 ملايين طن سنوياً، إن لديها مخزونا استراتيجيا يكفي تقريباً لأكثر من ستة أشهر حتى يناير كانون الثاني. وذكر نعماني نعماني، نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية الأسبوع الماضي،: «بالطبع من غير المرجح أن ندخل الأسواق الآن لشراء قمح للشحن خلال أغسطس لأن مشترياتنا من القمح المحلي تجعلنا في وضع مريح للغاية». وفي آسيا، تكون لدى الصين والهند مخزونات وفيرة من القمح والأرز بفضل حصاد شبه قياسي في السنوات القليلة الماضية. ذكريات أزمة 2007 وأعاد صعود الأسعار للأذهان ذكريات أزمة الغذاء خلال 2007 و2008، حينما أضافت منظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة «الفاو» 75 مليوناً لتقديرها لمن يعانون جوعا مزمنا في العالم. وحددت تقديرات أخرى الزيادة بما يصل إلى 160 مليوناً. وارتفع مؤشر مجلس الحبوب العالمي لأسعار الحبوب والبذور الزيتية الأسبوع الماضي لأعلى مستوياته منذ يوليو 2008. والمؤشر متوسط مرجح لأسعار القمح والذرة وفول الصويا وعلف الصويا والأرز والشعير والسرغوم وبذور اللفت. وبالرغم من ان مخزونات الحبوب حاليا أعلى منها في 2008 بنسبة 25%، وفقاً لبيانات المجلس، فإن «الشيطان يكمن في التفاصيل»، إذ تمتلك الصين مخزونا كبيراً من القمح والذرة ومن المستبعد أن تضخه في الأسواق العالمية. وارتفع استهلاك الحبوب بشكل مطرد في السنوات القليلة الماضية. وتوقع مجلس الحبوب في وقت سابق هذا الشهر نمو الاستهلاك 1,8% خلال 2012-2013 مدعوماً بارتفاع استهلاك اللحوم خاصة في الدول النامية. وسيبذل المستوردون قصارى جهدهم للصمود انتظاراً لمحصول الحبوب الجديد خلال سبتمبر وأكتوبر من عدة مصادر منها شرق أوروبا حيث أصبحت دول البحر الأسود مورداً رئيسياً للحبوب في الأسواق العالمية بأسعار رخيصة. إلا أن هذه المناشئ تتعرض لضغوط هي الأخرى. فقد أجبر الطقس الحار والجاف روسيا وأوكرانيا وقازاخستان على تقليص توقعاتها للمحصول وقد ينخفض المحصول الإجمالي للمنطقة بمقدار 35 مليون طن على الأقل مقارنة مع 2011.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©