الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فعاليات ملتقى السماليـة توثق الصلة بين الماضي والحاضر

فعاليات ملتقى السماليـة توثق الصلة بين الماضي والحاضر
21 يوليو 2011 19:21
تتواصل فعاليات ملتقى السمالية التراثي الصيفي الثامن عشر للأسبوع الرابع والأخير الذي ينظمه نادي تراث الإمارات برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، بمشاركة مختلف الفئات العمرية من مراكز النادي كافة، وستختتم فعالياته باحتفالية خاصة الثلاثاء 26 يوليو الجاري في جزيرة السمالية. وفي إطار نشاطاته المتنوعة، خصص ملتقى السمالية الثامن عشر يوم أمس الأول للفتيات، حيث شهد عدد كبير منهن أنشطة تراثية ترفيهية توثق الصلة بين اليوم والأمس، وتصوغ ملامح الغد أيضاً وفق سمات مألوفة ومطلوبة. (أبوظبي) - استضافت الصالة الرياضية بجزيرة السمالية، فعاليات اليوم النسائي، حيث تضمنت أنشطة تراثية وثقافية وفنية ورياضية، نفذتها طالبات مركز أبوظبي النسائي بحضور فاطمة التميمي مدير الأنشطة النسائية بالإنابة، التي أوضحت أن الاحتفالية التي جرى تخصيصها للفتيات في الملتقى الثامن عشر تتمحور حول “التومينة”، ودورة الدخون، ونقش الحناء، والألعاب الشعبية، والمطبخ الشعبي، إضافة إلى بعض النشاطات الترفيهية. وشاركت أيضاً في الأنشطة منى غريب القمزي مدير مركز أبوظبي النسائي، التي أشارت إلى أن برنامج المركز يتضمن تقديم وعرض مجموعة من الفعاليات التراثية، وعرضاً للمشغولات اليدوية التي أبدعتها الطالبات، فضلاً عن عروض تراثية وترفيهية أخرى. كانت البداية بتقديم عرض أمام الحضور لـ”التومينة”، وهي مشتقة من كلمة أمين، أي ختم القرآن الكريم، أو”التحميدة”، بإشراف أسماء الحارثي، حيث اصطفت الطالبات اللواتي ختمن القرآن الكريم وسط الصالة الرياضية، لتنشد الطالبة المتخرجة الأولى: “الحمد لله الذي هدانا للدين والإسلام اجتبانا سبحانه من خالق سبحانا بفضله علمنا القرآنا نحمده حقه أن يحمد حمدا كثيراً ليس يحصى عددا طول الليالي والزمان سرمدا، وأشهد أن الله فردا أوحداً”. لتردد معها الطالبات” آمين”. بعدها، جلست الطالبات على هيئة صف تتقدمهن طالبة متخرجة تقرأ سورة الفاتحة، وتردد الطالبات وراءها السورة المباركة. “التومينة” وأوضحت منى غريب القمزي أن “التومينة” طقس احتفالي قديم بالطفل الذي يختم ويحفظ القرآن الكريم كاملاً أو نصف القرآن الكريم أحياناً، فقد كان التعليم قبل النفط والعمران الحديث في الكتاتيب بواسطة المطوع أو المطوعة، وهم من يعلم الصغار حفظ القرآن وما يتوجب معرفته من أصول العبادات وعمليات الجمع والطرح بالإضافة إلى القراءة وكتابة الحروف، بمقابل مادي أو عيني من خلال توفير بعض مستلزمات الحياة مثل حب الهريس والأرز أو الملابس وغيرها من الأشياء البسيطة. وعند ختم القرآن يرددون أبيات من الشعر للدعاء والشكر لله الذي وفق الطالب بالنجاح وحفظ القرآن، وهي طويلة ولكن اختصرت في الأبيات البسيطة المتداولة، والتي لضرورات الإنشاد يتم تفخيم الألف الممدودة تقال بلفظة “أومين” غالباً، والبعض يسميها تحميدة: لأن مطلع النشيد يبدأ بكلمة الحمد. كيفية الاحتفال وفي يوم الاحتفال يقوم أهل بيت الفتى أو الفتاة حافظي القرآن بطبخ وجبة دسمة مما يتوافر، فإن كانت العائلة مقتدرة ذبحوا شاة، أما إن كانت عائلة بسيطة فيذبحون بضع دجاجات وفي وقت الضحى يخرج الأطفال من الجنسين بصحبة المطوع بملابس العيد عادة، ويتقدمهم الطفل المحتفى به ويحمل المصحف بيديه ويتبعه بقية الأطفال وهم زملاؤه وأصدقاؤه في الكتاتيب وحافظي أبيات “التومينة” ويشرعون بالمرور على الفريج ويدخلون البيوت بعد الاستئذان ويكيل لهم أهل المنزل جيله “مكيال” من الأرز أو حب الهريس أو من المكسرات والحلويات احتفاء بالمناسبة ومشاركة في الحفل أو بتقديم النقود ان كان في مقدورهم، وعند كل باب يفتح للصغار، يقرأ الحافظ بعض الآيات القرآنية ليعرف أهل البيت مدى حفظه، ويدعو بالخير والرزق لسكان البيت، بينما رفاقه “يأمنون” على دعائه، وكذلك يحمدون الله ويشكرونه على توفيقه لهذا الصبي أو البنت في حفظ القرآن الكريم، وينتهي موكب “التومينة” عند بيت حافظ القرآن، أو في باحة المسجد لمن كان بيته صغيراً، وهناك ينتظره والده وأهله يخرون بإنجازه، وتبدأ الهدايا النقدية تنهال عليه وعلى معلمه، ويصبح الجميع ضيوف حافظ القرآن وأهله، يجتمعون ليتناولوا “الفوالة” ثم الوجبة التي تم تجهيزها للضيوف على شرف الحافظ الجديد. الدكان والدخون واشتملت فعاليات أمس الأول على خصيص جناح يمثل دكان زمان، عرضت فيه للحاجات المنزلية والغذائية التي كانت تباع للناس قديماً، ثم جرى تنظيم دورة دخون”البخور”، قدمته موزة العبيدلي، مدربة أشغال يدوية بالمركز، حيث أوضحت للطالبات أن الدخون عبارة عن عود مطحون مع مجموعة عطورات مختلفة المناشئ، يخلط مع قليل من السكر، ثم يعجن ويُكوّر على هيئة أقراص، لاستخدامه لتبخير المنازل أو الملابس، أو في المناسبات المختلفة، كما عرضت العبيدلي مجموعة من الأشغال اليدوية التي أشرفت عليها ونفذتها طالبات المركز مثل” خلط العطورات، تزيين الشيل النسائية، مقابض الشَعر، علب المناديل، عرائس الصوف، عمل مندوس من الصلصال، كيس القرقيعان من الخيش، وتزيين الأكواب، وتلوين المداخن”. وضمت الأشغال اليدوية أيضا عمل ميداليات من التلي، والتاج، وتصنيع الرطب من السيراميك، وعمل أدوات مختلف من النفايات الورقية خاصة الصحف بأشكال جميلة، فضلاً عن تنفيذ الطالبات للأقلام، والشمعدان من الخيش وغيرها الكثير الذي نال أعجاب الحضور”. ألعاب محببة قدمت طالبات مركز أبوظبي النسائي فقرة الألعاب الشعبية التي أشرفت عليها ليلى الراشدي، مدربة الألعاب الشعبية بالمركز، وبدا إقبال الفتيات عليها مدهشاً، فقدمن ألعاب “خوصة بوصة، شبير شبير، لعبة الحبل، حلقة بنت الشيخ، ولعبة الكِيْس، وقدمت المشرفة لعبة جديدة لطالباتها هي خريريفة مجيريفة”. وفي إحدى زوايا الصالة الرياضية بالسمالية، انهمكت عدة مدربات بتزين أكف الطالبات بالنقش بالحناء. مائدة الماضي بالانتقال إلى المأكولات الشعبية فإن الكلام، مهما بلغ من صدق التعبير، لا يسعه أن يكون بديلاً عن المشهد الواقعي، قدور باذخة من النخي والهريس والباجيلاء، إضافة إلى قطع الرقاق، كانت متراصة فوق مائدة لا يسع الناظر إليها تخطيها دون تذوق أطايبها المستفزة، وتوضح سعيدة الواحدي، وهي خبيرة الطهي الشعبي في مركز أبوظبي النسائي، أن ما تحتضنه المائدة هو قليل من كثير يزخر به المطبخ الإماراتي التقليدي، وهو ما يجري تدريب الفتيات الصغيرات على اتقانه لتحافظ المائدة الإماراتية المستقبلية على نكهة الماضي وفرادة مذاقه. واختتمت طالبات مركز أبوظبي النسائي برنامجهن في الجزيرة بجولة في ميادين السمالية شملت الفروسية، الهجن، والرماية. زوار الجزيرة من جهة أخرى، قام طلاب مركز العين التابع للنادي زيارة المناشط في الجزيرة نحو ميدان الفروسية، والهجن والرماية والسباحة. كما زار وفد المركز الثقافي في بدع زايد في المنطقة الغربية جزيرة السمالية للتعرف الى معالمها رافقتهم فيها نادية إبراهيم العبيدلي مشرفة أنشطة في الجزيرة، اطلعن خلالها على ميادينها ومرافقها وبيئاتها المختلفة، كما زرن الصالة الرياضية وشاهدن الفعاليات التي قدمتها طالبات مركز أبوظبي النسائي فيها. وفي ختام الجولة، قالت عائشة راشد المنصوري مشرفة المركز الثقافي ببدع زايد ان الزيارة للسمالية تأتي للاطلاع على ما تضمه من معالم وميادين والتعرف الى فعاليات ملتقى السمالية التراثي الصيفي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©