الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصعب بن عمير..كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه

21 يوليو 2011 19:33
أبوظبي (الاتحاد) - تربى مصعب بن عمير أحد أبناء قبيلة قريش في كنف والديه ببيت عرف عنه الثراء، يضم في جنباته العطور النادرة، والثياب الفاخرة، لكن مصعب الخير كما لقبه الرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تغره تلك الحياة الدنيا وآثر الآخرة حين عرف قلب الشاب الإسلام، وهو الذي لم يكن لهذا الدين العظيم أية كراهية أو بغضاً مثل أقرانه من شباب قريش، بل كان شغوفاً بمعرفة هذا الدين الجديد، الذي جاء لينير جنبات الحياة ويبدد الظلمات، كما كان يسعى راضياً لمجالس الرسول صلى الله عليه وسلم ويستمع إليه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ولم يستغرق الأمر كثيرا حتي كان ابن عمير صاحب الأخلاق الحميدة أحد شباب الإسلام الذين كان لهم أثر كبير في الدعوة والجهاد. اسمه مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي ، وهو الذي قال عنه رسول الله “انظروا إلى هذا الذي قد نور الله قلبه، لقد رأيته بين أبويه يغذيانه بأطايب الطعام والشراب، ولقد رأيت عليه حلة شراها أو شريت له بمائتي درهم، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون” وروي عن عبد الرحمن بن عوف أنه كان صائماً وأُتي بطعام فقال : قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا .. ثم بكى حتى ترك الطعام، رواه البخاري. مصعب بن عمير كان يحب أمه بشده وكان مطيعاً لها باراً بها حتى قبل إسلامه، وكانت بينهما علاقة عنوانها احترام الابن لأمه، ونظراً لهذه العلاقة، فضل مصعب أن يخفي إسلامه، لكن محاولة من أحد المشركين “قيل إنه عثمان بن طلحة” استغلت تلك العلاقة لترد مصعب إلى دين الآباء، فأوشى إلى الأم بسر مصعب، فما كان من الأم إلا أن حبست مصعب في الدار، لكنه بتوفيق من الله استطاع الهرب ليكون برفقه المهاجرين إلى الحبشة. وكان من حسن حظ مصعب، أن اختاره محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رسوله إلى المدينة المنورة. حكمة مصعب وذات يوم كان مصعب جالساً ومعه سعد بن زرارة وهو يعظ الناس ففوجئ بقدوم أسيد بن حضير سيد بنى عبد الأشهل بالمدينة وهو يكاد ينفجر من فرط الغضب على ذلك الرجل الذي جاء من مكة ليفتن قومه عن دينهم، فوقف مصعب أمام أسيد وقد كان ثائراً، ولكن مصعب انفجرت أساريره عن ابتسامه وضاءة وخاطب أسيد قائلا: أو لا تجلس فتستمع؟ فإن رضيت أمرنا قبلته وأن كرهته كففنا عنك ما تكره. قال أسيد أنصفت. وركز حربته وجلس يصغى وأخذت أسارير وجهه تنفرج كلما مضى مصعب في تلاوة القرآن وفى شرح الدعوة للإسلام ولم يكد يفرغ من كلامه حتى وقف أسيد يتلو الشهادتين. وسرى النبأ في المدينة كالبرق فجاء سعد بن معاذ وتلاه سعد بن عباده وتلاهم عدد من أشراف الأوس والخزرج، وارتجت أرجاء المدينة من فرط التكبير. وفى موسم الحج التالي لبيعة العقبة قدم من يثرب سبعون مسلماً من بينهم امرأتان، وكان ذلك فاتحة مباركة لهجرة الرسول إلى المدينة. وعاد مصعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمل له البشرى في مكـة، وبلغ أمه أنه قد قدم فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدا أنا فيه لا تبدأ بي فقال ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما أخبره. حب الرسول وذهب إلى أمه فقالت إنك لعلي ما أنت عليه من الصبأة بعد قال أنا على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله قالت ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب فقال أقر بديني إن تفتنوني فأرادت حبسه فقال لئن أنت حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي قالت فاذهب لشأنك وجعلت تبكي فقال مصعب يا أمة إني لك ناصح عليك شفيق فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قالت والثواقب لا أدخل في دينك فيزري برأيي ويضعف عقلي ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم على ديني. وعن الزهري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير بن هاشم إلى أهل المدينة ليقرئهم القرآن فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بهم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يومئذ بأمير ولكنه انطلق يعلم أهل المدينة قال معمر فكان الزهري يقول حيث ما كان أمير فإنه يعظ أصحابه يوم الجمعة ويصلي بهم ركعتين. وحمل مصعب لواء المسلمين في أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضرب يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء وسقط شهيدًا رضي الله عنه وأرضاه. مصعب بن عمير اسم أمه، خُناس بنت مالك، وإخوانه أبو عزيز وأبو روم وهند، وزوجته حمنة بنت جحش وتزوجها قبله عبد الرحمن بن عوف . وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، ما رأيت بمكة أحسن لِمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©