الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ساحة الشهداء» الليبية تبحث عن السلام في عيد الفطر

«ساحة الشهداء» الليبية تبحث عن السلام في عيد الفطر
17 يوليو 2015 00:03
طرابلس (أ ف ب) تبدلت أصوات القذائف والرصاص في ساحة الشهداء بالعاصمة الليبية، بأصوات الألعاب النارية وضجيج الزائرين، لتستعيد هذه الساحة عشية عيد الفطر الهوية التي اكتسبتها إثر ثورة عام 2011 كواحة للترفيه والتسلية. فبعد سنة من المعارك التي شهدتها طرابلس في رمضان الماضي، وانقسمت معها البلاد بين محورين، عادت هذه الساحة الرمزية لتزدحم اليوم بعائلات تبحث عن متنفس بعيدًا عن يوميات النزاع المستمر في البلاد. ويقول سالم نوال، البالغ من العمر 50 عاماً، وخلفه مجموعة من الشبان على رصيف قرب قلعة طرابلس: «إن المدينة هذا العام آمنة أكثر مما كانت عليه العام الماضي». ويضيف: «الجميع سعداء هنا، ونحن متفائلون بأن الأمور ستسير نحو الأفضل، فالليبيون بطبيعتهم أناس طيبون يحبون السلام، ولسنا نبحث عن المشكلات، ونحن شعب يحب الحياة، ويريد أن يعيش بسلام وانسجام». وغرقت ليبيا بعد إسقاط نظام معمر القذافي في فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا قبل عام في انقسام البلاد الغنية بالنفط بين سلطتين، واحدة يعترف بها المجتمع الدولي وتعمل من الشرق، وأخرى تدير العاصمة بمساندة جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». واندلعت المعارك بين قوات هذين المحورين في رمضان العام الماضي، بحيث منعت العائلات من مغادرة منازلها خلال هذا الشهر وزيارة ساحة الشهداء التي عرفت في زمن القذافي باسم «الساحة الخضراء»، والتي تعتبر أيضا أحد أبرز المعالم السياسية في ليبيا. وفي عهد النظام السابق، كانت قلعة طرابلس المطلة على الساحة المكان المفضل للقذافي لإلقاء خطبه، ومن هذه الساحة، ألقت السلطات الليبية الجديدة بعد طرد قوات النظام من المدينة في 2011 خطابات النصر. وسرعان ما تحولت الساحة من موقف للسيارات في ظل النظام السابق، إلى واحة للترفيه والتسلية والتسوق، حتى اندلاع معارك العام الماضي. غير أن الهدنة غير المعلنة التي دخلت فيها معظم مناطق الاشتباك في البلاد منذ بداية رمضان الحالي، سمحت لسكان العاصمة ولزوارها بالبقاء خارج منازلهم حتى أوقات متأخرة في الليل. وعادت أسواق الخضار واللحوم والمواد الغذائية لتكتظ يوميًا بالزبائن، بينما اختفت أصوات الرصاص وراجمات الصواريخ المجهولة المصدر والهدف، والتي كانت تصدح في مساء المدينة في وتيرة شبه يومية قبل بداية رمضان. ويقول سمير إدريس، البالغ من العمر46 عاماً، وهو يقف أمام سوق لبيع الألعاب والملابس قرب الساحة: «إن الأجواء ممتازة ونحن نستعد لعيد الفطر، ولا شرقي ولا غربي هنا، كلنا إخوة في هذا المكان، وكلنا يد واحدة ووطن واحد، وهذه الساحة للجميع، وطرابلس آمنة بها». وإلى جانب قلعة طرابلس، والمدينة التاريخية خلفها، تحيط بساحة الشهداء شوارع تسوق رئيسية تتوزع بين مجموعة من الأبنية البيضاء التي تعود إلى فترة الاحتلال الإيطالي، وقد طليت نوافذها وأبوابها باللون الأخضر. ومع بداية شهر رمضان الحالي، انتشرت في أرجاء الساحة الألعاب الترفيهية. ويقول سليمان الشرع، 19 عاماً، الذي ارتدى عباءة تقليدية بيضاء ووضع نظارة شمسية «وقت الفرح حان، بعد مأساة العام الماضي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©