الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التدخلات الإيرانية والأزمة الأوكرانية تحولان أنظار الغرب إلى جنوب القوقاز

17 يوليو 2015 00:03
وائل بدران (أبوظبي) كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز «بروكينجز» للأبحاث أن الوقائع الجيوسياسية والموروثات التاريخية تجدد الأهمية الاستراتيجية لدول جنوب القوقاز، التي تضم أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، داعية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا إلى وضع المنطقة في مقدمة أجندة سياساتها الخارجية، باعتبارها مسرحاً للصراع على النفوذ مع موسكو وطهران. وأوضحت الدراسة أنه بالنسبة لواشنطن وبروكسل وأنقرة، طغت أولويات، مثل تحركات موسكو في أوكرانيا، والاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، والتحديات التي تمخضت عنها الاضطرابات في الشرق الأوسط، على الاهتمام بقضايا دول جنوب القوقاز. ولفتت إلى أن هذه الأولويات حازت الانتباه الاستراتيجي الغربي على حساب جنوب القوقاز، رغم أن جميعها ترتبط بالمنطقة من جوانب مختلفة.واتهمت الدراسة إيران بأنها حاولت من حين إلى آخر استغلال الصراعات في منطقة جنوب القوقاز وتحديات الحكم الداخلية، وتدخلت في شؤونها من أجل التهرب من العقوبات الدولية ومواجهة نفوذ المنافسين الإقليميين، خصوصا تركيا وإسرائيل. ونوّهت بأنه في حال تنفيذ الاتفاق الموقع بين طهران والدول الغربية، فإن إيران ستمثل بالنسبة لأرمينيا وأذربيجان تهديدات أمنية من جانب، بسبب ولاءات الأنظمة المحلية، وفرصاً اقتصادية من جانب آخر، مع فتح الطريق أمام النفط الإيراني إلى الأسواق الأوروبية. وأكدت أنه يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا أن تكرس إرادة سياسية كافية للانخراط في دبلوماسية عالية المستوى بدرجة ما في الدول الثلاث.وفي حقبة التسعينيات، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، جذبت المنطقة الانتباه الغربي باعتبارها ممراً له أهمية استراتيجية للنفط، ومن ثم دعمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا طموحات دول جنوب القوقاز الثلاث المستقلة حديثاً للترابط مع المؤسسات «اليوروأطلسية» بهدف تقليص النفوذ الروسي والإيراني. وذكرت الدراسة أنه خلال الفترة بين عامي 2008 و2013، هيمنت أزمات السياسة الخارجية الملحة على الأجندة، وأثارت التغيرات في أسواق الطاقة العالمية والإقليمية، مع تراجع أسعار النفط والغاز، تساؤلات بشأن الدور المستقبلي الذي يمكن أن تلعبه موارد بحر قزوين في معادلات الطاقة الغربية. وقالت «في أعقاب الحرب في أوكرانيا، أبرزت روسيا معارضتها الواضحة لسعي دول جنوب القوقاز إلى التكامل مع المؤسسات الغربية، وخصوصاً حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي»، لافتة إلى أن التدخل العسكري الروسي في جورجيا في أغسطس عام 2008 كان بسبب طموحات الانضمام إلى الناتو. وبالطبع كان ضم القرم والتدخل العسكري في منطقة «دونباس» رداً روسياً على سعي أوكرانيا إلى علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، موضحة أن موسكو صعّدت لعبتها الإقليمية وتضغط على جنوب القوقاز من أجل الالتزام بالانضمام إلى المنظمات الاقتصادية والأمنية التي تقودها روسيا. وأفادت الدراسة بأن جنوب القوقاز أصبح متورطاً في فوضى وعنف الشرق الأوسط، بعد أن سعى اللاجئون الأرمن والإيزيدين الفارون من سوريا إلى اللجوء في أرمينيا، كما انضم مقاتلون أجانب من أذربيجان وجورجيا إلى صفوف تنظيم داعش. ولفتت إلى أن هذا الانتشار فاقم من مشكلة النزوح التي تشهدها المنطقة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، بما في ذلك ما يزيد على مليون لاجئ من جراء الحرب التي دارت بين أرمينيا وأذربيجان، وصراعات جورجيا مع منطقتي أبخازيا وجنوب أوستيا الانفصاليتين. وفي أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية ومشكلات منطقة اليورو، لم يعد أمام واشنطن وبروكسل وأنقرة سوى خيارات محدودة وقدرات ضئيلة بشكل عام لوضع سياسات جديدة، بحسب الدراسة.وشددت على أن الوضع في جنوب القوقاز أصبح معقداً وخطيراً، ولا ينبغي على الحكومات الغربية أن تنأى بنفسها بعد أكثر من عقدين من التقارب الوثيق. وقالت: «في ضوء الإمكانات الغربية المحدودة، على صناع السياسة في الغرب أن يتعاونوا سوياً من أجل وضع صيغ ومناهج للعمل الثنائي ومتعدد الأطراف يمكن أن يعظم مواردهم الجماعية، وليس فقط الفردية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©